المقاطع الخطيرة

تابعت ما تشاهده ابنتى «خمس سنوات» على منصة اليوتيوب من فترة لأخرى لمقاطع وأفلام قصيرة مزعجة ومثيرة للغاية لحكايات وقصص لأسر مصرية ـ أكثرها من الريف ـ وبعض المقاطع لأسرة بورسعيدية وأسر من منطقة مدن القناة ووسط الدلتا تستخدم اللهجات المحلية لأهل هذه المحافظات، ويقوم بالتمثيل فيها أشخاص هواة لا أعرف من هم، حيث يستخدمون أطفالهم القصر والمراهقين فى التصوير والتمثيل وبث هذه المقاطع على منصات التواصل الاجتماعى ليشاهدها الآلاف فى مصر والعالم العربي, ولا أعرف سر تصوير هذه المقاطع الموجهة خصيصا للأطفال بهذا الشكل الصريح، وبهذه الأصوات والحوارات الفجة، حيث تحكى معظم قصص وسناريوهات هذه المقاطع حكايات وقصصا غريبة تدور معظمها حول فكرة اختفاء فتيات قاصرات وزواج الأطفال وإقامة حفل زفاف لهم، وكذلك العلاقات الأسرية بين الأشقاء فى المنزل الواحد, والغريب أنها تحمل رسائل لا تليق مطلقا بالأسر المصرية وعاداتنا وقيمنا - خاصة أنهم يستخدمون فيها ألفاظا صريحة لا يصح بثها على منصات الإعلام الاجتماعى.. إنها تسئ إساءة مباشرة إلى الأسر المصرية، وربما تعكس واقعا خاصا بأصحاب هذه الفيديوهات أو المقاطع، ولكنها تجذب الأطفال لتفاهة سياقها وضعف مضمونها، وتستخدم فيها أسماء وعلامات المنتجات الشهيرة من الوجبات السريعة والشيكولاته، والبسكويت والأيس كريم التى يعشقها الأطفال، كما يحاولون جذب الشركات المنتجة لهذه الأصناف ليكونوا رعاة لمقاطعهم وأفلامهم الفارغة، فمن يمولها؟.. إنها قضية مهمة تستحق المراجعة، ولابد من متابعة مضمونها، والتصدى لها حفاظا على أبنائنا.

علاء حسب الله