منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة، وضع نصب عينيه هدف التخلص نهائيا من إرث سلفه دونالد ترامب، فيما عدا شعار «أمريكا أولا». وظهر هذا جليا خلال أولى جولات بايدن الأوروبية، التي شملت اجتماعه مع قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلنطي «الناتو»، وانتهت بقمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
جولة بايدن حملت رسالة واضحة للعالم، وهى أن أمريكا ستظل أولا، ولكن بلا عزلة ولا عداء، أو إهانات غير مبررة للعالم. ودلل على ذلك بالعودة إلى منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ، كما تعهد بالتبرع بكميات ضخمة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لدعم الدول الأكثر فقرا، ولكن بعد الاطمئنان أولا على عبور الولايات المتحدة منطقة الخطر.
كما تعهد أيضا بانسحاب سريع من أفغانستان، متجاهلا جميع التحذيرات الداخلية والدولية من أنه قد يفسح المجال للتنظيمات الإرهابية، أو اندلاع حرب غير مأمونة العواقب في واحدة من أكبر بؤر الصراع في العالم. فقد وضع نصب عينيه الكم الضخم من الخسائر المالية والبشرية، التي تكبدتها أمريكا في حرب لا أمل في الانتصار فيها.
كذلك فإن سياسة بايدن تجاه روسيا والصين لا تتجاهل العداء التاريخي معهما، لكنه يدرك أيضا أنه لا متسع للمواجهة. في هذا الملف نستخلص بعضا من نتائج أولى جولات بايدن الخارجية، ونظرة أمريكا للعالم في عهده.
رابط دائم: