الفارس النبيل

فقدنا رجلا من أعظم الرجالات، وفارسا نبيلا من أعز الفرسان، لم يبخل يوماً بجهده وعرقه على مريض، وكان مثلاً يحتذى فى الإنسانية، ومهموما دائما بغير القادرين، وله أسلوبه الخاص بل والخاص جدا فى كتاباته، وقد أمتع المتابعين لبريد الأهرام بمئات الرسائل التى لم تشهد تعصباً ولا غروراً ولا انحيازاً، كتبها بقلم رشيق يُسطر معانى كلها حب وخير وإنسانية ونصائح كثيرا ما أفادتنى شخصياً وأنا أفوقه سناً فقط.. وهو جراح عظام للأطفال يتمتع بكفاءة نادرة، وعلم الكثيرين من أبنائنا الأطباء، وترك فيهم بصمات واضحة.. إنه المرحوم بإذن الله يحيى نور الدين طراف الذى قابل وجه ربه بلا مقدمات، وتركنا فى هذه الدنيا ننتظر لقاءه إن شاء الله مع النبيين الصديقين والشهداء.. وأوجه رسالتى إليه: «يحيى.. لقد تركت فراغاً كبيراً يصعب على أى إنسان أن يملأه.. أحببتك منذ عرفتك معرفة مر عليها أكثر من نصف قرن من الزمان، وكنت فيها نعم الأخ والصديق والأستاذ والإنسان، وكنت رجلاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وعشت عمرك كله تحلم وتموج فى زمن آبائنا تنصح الشباب بطريقة غير مباشرة أن يعودوا إلى الزمن الجميل حتى إن آخر رسالة كتبتها لبريد الأهرام كانت تحمل هذه المعانى، وكيف لا وأنت من سلالة عريقة أباً وأماً.. دعاء من قلب يعتصره الألم على فراقك بالرحمة والمغفرة.. سلام عليك يوم ولدت، وسلام عليك يوم مت، وسلام عليك يوم تبعث حيا.

د. حسام أحمد موافى

أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى