رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صفية

طارق هاشم;

صفية لم تنم منذ أسبوعين تقريبا

‎ترى من صادر النوم

‎من عينيها البسيطتين

‎ثمة من يحاول أن يشرح ماحل بها

‎دون الوقوع فى خطأ قد يحمله حياته

‎الحكاية لم تكن فى متناول كثيرين

‎الشهود الحقيقيون لم يحلو لهم

‎أن يقصوا القصة بحذافيرها

‎ربما أخفوا الأسماء الحقيقية التى كانت

‎وراء كل هذه البشاعة

‎فقط اكتفوا بالحروف الأولي

‎من أسماء الجناة

‎فصفية فى النهاية لاتعنيهم إلى هذه الدرجة

‎درجة أن يخوضوا حربا خاسرة لأجلها

‎لذا اعتبروا ادلاءهم بالحروف الأولى للجناة

‎كرما لابد أن يحمدوا عليه

‎صاحب المقهى الذى شاهد الحادث

‎حين واجهوه أنكر

‎وقال ان لديه أبناء يريد أن يربيهم

‎الواقف فى كشك السجائر لم يهتم

‎كل ماكان يشغله منذ قدم من قريته

‎أن يصبح غنيا كبطل قصة خادم الكنيسة لسومرست موم

‎صاحبة المطعم المجاور للمقهى الذى شهد الجريمة

‎قالت إنها كانت مشغولة بزبائنها القدامي

‎لم يرد أحد أن يدلى باقوال قد تخفف آلام صفية الكبيرة

‎صديقى المصور الطيب وحده كان يبكى فى ركن بعيد

‎دون ان ينتبه إليه المحققون

‎المحققون الذين قد يكونون الاقرب

‎إلى الخيال الدرامى فى الحكاية

‎الجميع هنا على امل

‎إن يخرج من بين الحاضرين من يمكنه

‎الثأر لدموع صفية

‎من باستطاعته ان يحل اللغز

‎أن يروى الحكاية بعيدا عن المؤلف

‎فالمؤلفون عادة مايخرجون عن النص

‎لعلاقتهم الحميمية بالخيال

‎لذا وجب علينا ان ننتظر شاهدا

‎من الذين شاهدوا الواقعة

‎الواقعة التى حولت صفية

‎من نجمة تعرفها مسارح المدينة

‎الى غيمة زاحفة ابتلعتها الأرض

‎كالبرق سيخرج أحدهم عن صمته

‎ليردد أن الحادث أبشع من أن يروي

‎وقد تجدون ذلك فى عين الضحية

‎لقد قتلت صفية بدم بارد

‎لا يغرنكم انها مازالت تهز ذيلها

‎لاتخدعكم دموعها النازفة

‎صوتها

‎أنينها الجاف

‎حزنها الشارد

‎نظرتها الباهتة

‎كل هذا ماهو إلا بدعة

‎كذبة تاريخية

‎ان الجناة ضربوا عصفورين بحجر واحد

‎فى اليوم الذى قتلوا فيه أبناءها الستة

‎لم تعد صفية تنام إلا زاحفة

إن أقل توصيف للجريمة

‎هو القتل العمد

‎قتل صفية

‎كلبتنا الطيبة

‎التى غادرتها الحياة

‎كما غادرتنا

‎فى ذلك المقهى الصغير

‎الذى لم ير دموعها

‎حين وضع الجناة السم لصغارها

‎ذات صباح حزين

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق