صفية لم تنم منذ أسبوعين تقريبا
ترى من صادر النوم
من عينيها البسيطتين
ثمة من يحاول أن يشرح ماحل بها
دون الوقوع فى خطأ قد يحمله حياته
الحكاية لم تكن فى متناول كثيرين
الشهود الحقيقيون لم يحلو لهم
أن يقصوا القصة بحذافيرها
ربما أخفوا الأسماء الحقيقية التى كانت
وراء كل هذه البشاعة
فقط اكتفوا بالحروف الأولي
من أسماء الجناة
فصفية فى النهاية لاتعنيهم إلى هذه الدرجة
درجة أن يخوضوا حربا خاسرة لأجلها
لذا اعتبروا ادلاءهم بالحروف الأولى للجناة
كرما لابد أن يحمدوا عليه
صاحب المقهى الذى شاهد الحادث
حين واجهوه أنكر
وقال ان لديه أبناء يريد أن يربيهم
الواقف فى كشك السجائر لم يهتم
كل ماكان يشغله منذ قدم من قريته
أن يصبح غنيا كبطل قصة خادم الكنيسة لسومرست موم
صاحبة المطعم المجاور للمقهى الذى شهد الجريمة
قالت إنها كانت مشغولة بزبائنها القدامي
لم يرد أحد أن يدلى باقوال قد تخفف آلام صفية الكبيرة
صديقى المصور الطيب وحده كان يبكى فى ركن بعيد
دون ان ينتبه إليه المحققون
المحققون الذين قد يكونون الاقرب
إلى الخيال الدرامى فى الحكاية
الجميع هنا على امل
إن يخرج من بين الحاضرين من يمكنه
الثأر لدموع صفية
من باستطاعته ان يحل اللغز
أن يروى الحكاية بعيدا عن المؤلف
فالمؤلفون عادة مايخرجون عن النص
لعلاقتهم الحميمية بالخيال
لذا وجب علينا ان ننتظر شاهدا
من الذين شاهدوا الواقعة
الواقعة التى حولت صفية
من نجمة تعرفها مسارح المدينة
الى غيمة زاحفة ابتلعتها الأرض
كالبرق سيخرج أحدهم عن صمته
ليردد أن الحادث أبشع من أن يروي
وقد تجدون ذلك فى عين الضحية
لقد قتلت صفية بدم بارد
لا يغرنكم انها مازالت تهز ذيلها
لاتخدعكم دموعها النازفة
صوتها
أنينها الجاف
حزنها الشارد
نظرتها الباهتة
كل هذا ماهو إلا بدعة
كذبة تاريخية
ان الجناة ضربوا عصفورين بحجر واحد
فى اليوم الذى قتلوا فيه أبناءها الستة
لم تعد صفية تنام إلا زاحفة
إن أقل توصيف للجريمة
هو القتل العمد
قتل صفية
كلبتنا الطيبة
التى غادرتها الحياة
كما غادرتنا
فى ذلك المقهى الصغير
الذى لم ير دموعها
حين وضع الجناة السم لصغارها
ذات صباح حزين
رابط دائم: