رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة من منصة
رافعات شعار «الجمال جمال الروح»

دينا عمارة
عارضة الأزياء البريطانية جان دي فينلوف

  • جدات فوق السبعين..«أيقونات السوشيال ميديا»

من سيتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة «مشاهير الإنترنت»؟ هل هم شباب الـ«يوتيوب» بفيديوهاتهم المثيرة للجدل؟ أم مضيفو البث المباشر من المراهقين والمراهقات الذين يتفاعلون بذكاء مع متابعيهم عبر الشبكة العنكبوتية؟.

ربما لا يزال فضاء الإنترنت مجالا واسعا لجيل الألفية الثالثة, لكن الأكيد أنه لم يعد حكرا عليهم وحدهم, فهناك مجموعة جديدة من المؤثرين بدأوا يزاحمون الشباب ويخطفون منهم بعض الأضواء, وهن «الجدات» اللاتى تجاوزت أعمارهن الستين والسبعين حتى الثمانين من العمر. أسلحتهن بسيطة تتمثل فى الشعر الرمادى وتجاعيد البشرة, لكنهن استطاعن لمس قلوب متابعيهن بمقاطعهن الطريفة والعفوية, سواء كانت خاصة برحلاتهن المثيرة وأكلاتهن المفضلة, أو نصائحهن حول الماكياج, ومنهن أيضا من شاركت فى أضخم عروض الأزياء العالمية, رافعات شعار «الجمال جمال الروح».

ربما تمثل الكورية الجنوبية بارك ماكرى, النموذج الأشهر, فالجدة السبعينية هى تجسيد مثالى لجيل حُرم من فرص الاستمتاع بالحياة بينما كان مجبرا على العمل فترات طويلة كى يوفر لأطفاله فرص حياة أفضل, والآن منحتها الحياة فرصة ذهبية لم تكن فى الحسبان. وبواسطة فيديو بسيط على قناتها على «يوتيوب», كطريقة ملتوية لمكافحة مرض الزهايمر فى المستقبل, وثقت الجدة الكورية أولى رحلاتها المثيرة إلى كينز بأستراليا وهى تستمتع بأولى تجاربها مع الغطس, ثم توالت الفيديوهات بعد أن حققت مشاهدة فاقت 22 مليونا. وزادت شهرتها خارج بلادها مع كل فيديو تقوم ببثه, سواء من سويسرا وهى تطير بالمظلات, أو من باريس وهى تستعرض ملابسها العصرية أمام برج إيفل. أما جمهورها الذى تخطى حاجز المليون مشترك, فقد كان متحمسا لرؤية العالم من خلال عيون هذه الجدة التى صرحت بأن الجمال بالنسبة لها لا يعنى بشرة خالية من التجاعيد, بل قدرتها على التغلب على مخاوف الشيخوخة وحرصها على تجربة أشياء جديدة.

لم تكن ماكرى المسنة الوحيدة التى طالبت بنصيبها من أضواء الإنترنت, فقد حظيت الصينية هوانج يانتشن البالغة من العمر 73 عاما, بحظها العادل من الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعى, بعد أن تم تسليط الضوء عليها عندما شاركت فى إحدى مسابقات عروض الأزياء وكانت الأكبر سنا, إذ سرعان ما خطفت الأعين حينما انتشرت صورها العصرية بجانب دراجة نارية حديثة.


الجدة الكورية بارك ماكري

«العمر مجرد رقم», وهو ما استطاعت الجدة الصينية سانج زيتشو صاحبة الـ 76 عاما, إثباته من خلال مقاطع الفيديو التى تبثها ويشاهدها ملايين الفضوليين, حيث تضع الجدة المليئة بالحيوية, نظارتها الشمسية وهى تمشى بثقة بفستانها الأسود الأنيق على أرضية قاعة لتدريب الرقص فى بكين, لتبدو وكأنها أصغر من عمرها الحقيقى بعشر سنوات, وتتزامن تحركاتها مع حركات الجدات الأنيقات الأخريات اللواتى يرافقنها ليثبتن للعالم أن «الجمال ليس حكرا على الشباب».

إذا كنت ترغب فى أدلة أخرى تؤكد أن النجومية فى وسائل التواصل الاجتماعى لا تقتصر على الشباب, فعليك أن تلقى نظرة سريعة على عروض الأزياء العالمية التى شهدت خلال السنوات الماضية مشاركة عارضات مسنات, وقد نجحن فى المهمة وكأنهن فى العشرينيات، وهو ما دفع مصممى الأزياء والماركات الشهيرة, للاستعانة بهن ليخاطبن فئة معينة فى المجتمع, وباتت أشهر العلامات التجارية تعتمد عليهن كنموذج لعلامتهم التجارية.


الصينية هوانج يانتشن

ولعل عارضة الأزياء البريطانية جان دى فيلنوف البالغة من العمر 74 عاما, خير دليل على ذلك, فبعد انسحابها من عالم عروض الأزياء فى منتصف فترة السبعينيات, فإن عودتها للمشاركة فى أحد أهم العروض فى أسبوع الموضة فى لندن عام 2017, منحها مزيدا من الأضواء وأكسبها شهرة من نوع آخر.

فالقول الشائع إن الإنسان لا يكبر فى العمر بل يصبح أفضل حالا, ينطبق تماما على دى فيلنوف التى باتت تفضل عروض الأزياء الآن بعد أن أصبحت أكبر سنا, فهى ترى أنه أكثر توافقا مع روحها, حيث تطل على الجمهور بشكلها الطبيعى دون الحاجة لوضع مساحيق تجميل مبالغ فيها لتخفى التجاعيد, وهى الآن تستمتع برؤية التحول فى صناعة الموضة التى طالما تجاهلت هذه الفئة العمرية, حيث تقول «أعتقد أن ما نشهده الآن هو مجرد بداية للثورة الرمادية, نأمل أن نصل إلى نقطة لم نعد نتحدث فيها عن العمر».

دى فيلنوف تلقت كثيرا من الرسائل الداعمة من فتيات مراهقات فى أوائل العشرينيات من العمر, أعربن فيها عن سعادتهن برؤية شخص يتقدم فى العمر بشكل طبيعى, كما منحت النساء أيضا إحساسا بالراحة, لأن بإمكانهن الظهور بمظهر جيد وهن فى السبعينيات من العمر دون الحاجة إلى إجراء جراحات تجميلية باهظة الثمن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق