رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إنها لغة جديدة

بريد;

تتميز الرياضيات، بالتجريد التام، وسلامة المنطق، والاكتفاء الذاتى، فإذا رُتبت العلوم بحسب استغناء بعضها عن بعض، جاءت الرياضيات فى أول القائمة، وتُعتبر معرفة الإنسان للأعداد مجردة عن مدلولاتها المادية من أكبر الخطوات الفكرية فى تاريخ الإنسانية، ثم تلا ذلك التجريد فى الهندسة، فقد ذهب بعض المؤرخين إلى أن المصريين القدماء مارسوا نوعا من الهندسة العملية، تساعدهم على تقسيم الأرض بعد انحسار مياه فيضان النيل، لقرون عدة قبل أن يكتب «إقليدس» كتابه المشهور فى «الأصول» والذى احتوى على المُسّلمات والتعريفات والنظريات الهندسية، وجمع محمد بن موسى الخوارزمى كتابه الرائع فى الجبر والمقابلة، واختصر اسم الكتاب فيما بعد إلى كتاب «الجبر»، وأصبح فرعاً مهما من فروع العلوم الرياضية.

ومن المهم أن يدرك طلاب المدارس والجامعات والقائمون على التدريس قيمة الأساس التاريخى لقصة الرياضيات وعلمائها الأوائل، ونقل الأثر إلى النشء، فلقد حان الوقت لتخليص الرياضيات من تهمة الجفاف الملتصقة بها، وتوجيه الطلاب إلى الاستمتاع، ليس بقصة الرياضيات وعلماء الرياضيات فحسب، بل أيضاً بالعمليات الرياضية نفسها، وهذا لن يتأتى إلا بتأسيس «أكاديمية وطنية للرياضيات» على غرار ما هو موجود فى أوروبا الشرقية، حتى صارت الرياضيات لغة الحياة اليومية فى أفواههم.

وأتذكر أنه منذ عام 1995 أننى شاركت ـ كل سنتين ـ فى مؤتمر دولى بمدينة «كييف» عاصمة أوكرانيا، وكان يحضره عدد كبير من أساتذة الرياضيات من مختلف أنحاء العالم، وأبناء الأكاديمية من الأوكرانيين، وجميعهم حاصلون على الدكتوراه تحت إشراف أستاذهم الراحل «فوشتش»، ولم تتجاوز أعمارهم 25 عاماً، لكنهم جميعاً على منصة المحاضرات يلقون بحوثهم الثرية بطلاقة مبهرة، فما أشد احتياجنا إلى ترسيخ علم الرياضيات فى مدارسنا وجامعتنا.

د. مينا بديع عبد الملك ــ أستاذ بهندسة الإسكندرية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق