استوقفتنى دراسة تقول إن الصين خلقت فيروس كورونا معمليا، وذلك بعد وجود «بصمات فريدة» فى عينات فيروس «سارس ـ كوف -2» المسبب لجائحة «كوفيد-19»، إذ لا يوجد للفيروس أى سلف، وأنه تم تخليقه عن طريق «الهندسة الجينية العكسية» لجعل الأمر يبدو كما لو أنه نشأ بشكل طبيعى من الخفافيش، ووفقًا للدراسة، فقد أخذ العلماء الصينيون «العمود الفقري» لفيروس كورونا الطبيعى الموجود فى خفافيش الكهوف الصينية وقاموا بدمج جين آخر، مما حوله إلى مرض مميت وسريع الانتقال، وخلصت الدراسة التى أجراها البروفيسور البريطانى أنجوس دالجليش والعالم النرويجى الدكتور بيرغر سورنسن، إلى أن «احتمال أن يكون الفيروس طبيعيا ضئيل للغاية»
ويعكف الباحثون الآن على دراسة إمكانية هروب الفيروس من معهد ووهان لعلم الفيروسات فى الصين، وهو المختبر الذى أجريت به تجارب التلاعب بالفيروسات لزيادة العدوى من أجل دراسة آثارها المحتملة على البشر، حسب زعم الباحثين، ويتزامن ذلك مع أمر الرئيس الأمريكى جو بايدن بإعادة فحص كيفية نشوء الفيروس، بما فى ذلك نظرية الحوادث المعملية، والذى جاء بعد الكشف عن تقرير استخباراتى قدم للبيت الأبيض لم يتم الكشف عنه سابقًا، يزعم أن العديد من الباحثين فى معهد ووهان تم نقلهم إلى المستشفى بسبب المرض فى نوفمبر 2019، وكانت صحيفة ويك إند الاسترالية قد كشفت عن أن العلماء الصينيين فكروا فى الأسلحة البيولوجية، وتصور سيناريو الحرب العالمية الثالثة، ومن الملاحظ أن نفقات البحث والتطوير العلمى ارتفعت فى الصين بشكل كبير، وتساوت مع الولايات المتحدة تقريبا من حيث عدد المقالات العلمية المنشورة، كما أن العلاقات بين البلدين متوترة ليس فقط نتيجة التنافس الاقتصادى، وإنما أيضا فى مجال العلوم.
وإذا صحت النظرية الجديدة فيما يتعلق بتصنيع الفيروس وستكون بمثابة انفجار بركان الغضب تجاه الصين، وسيحدث زلزال مروع فى علاقاتها الدولية، وطلب التعويضات، ولكنه فى الوقت نفسه ينذر بإعلان الصين قوة بيولوجية أولى ومتفردة وبازغة فى مجال العلوم الحديثة، وبصفة خاصة علوم الوراثة والهندسة الوراثية، وسيعيد ترتيب القوى العظمى على كوكب الأرض، ويدق ناقوس الحروب البيولوجية المستقبلية التى تهدد بقاء البشر على البسيطة.
د. طارق قابيل
كلية العلوم ـ جامعة القاهرة
رابط دائم: