تزايد الاهتمام فى الفترة الاخيرة بنظام «الكيتو دايت» وكثر الحديث حول فوائده المذهلة فى انقاص الوزن وفى نفس الوقت كثرت التحذيرات من أضراره على الصحة العامة للانسان حتى اختلط الامر فما هى قصة «الكيتو دايت»؟
يشرح د.أشرف عبدالعزيز عبدالمجيد أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان سابقا, أن «الكيتو دايت» أساس استخدامه كان للأطفال المصابين بالصرع وتم تطويره فى الآونة الأخيرة كنظام غذائى لحرق الدهون, ويقوم على تناول 90% دهونا و8% بروتينا و2%كربوهيدرات يوميا فعندما يتناول الإنسان وجبات «الكيتو», يجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلا من الكربوهيدرات, فيقوم الجسم بتحويل الدهون إلى أحماض دهنية وأجسام كيتونية تمد الجسم بالطاقة، وتمر الأجسام الكيتونية إلى المخ وتحل محل الجلوكوز ويستخدم كمصدر للطاقة.
والأطعمة الموصى بها هى الأطعمة التى تحتوى على الدهون أو البروتين مثل اللحوم الدهنية «لحم الضأن أو الأضلاع» والدواجن بجلدها «بط, ديك رومي, حمام» والنقانق والأسماك الدهنية «الرنجة والماكريل والسردين والسلمون» البيض والأجبان, المكسرات والأفوكادو.
ولما كانت النسب المستخدمة من الدهون عالية جدا قد تصل إلى أكثر من 70% و80% كان لزاما علينا أن نراعى وبدقة أنواع الدهون المستخدمة «زيت الزيتون والسمسم وعباد الشمس والشيا والكتان» مع الحد من استخدام الدهون المشبعة كالسمن والزبد الصناعى والزيوت المهدرجة فهذه الدهون تزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكبد الدهنى، كما أن لها القدرة على رفع معدلات الاصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم. ولكن يوصى باستخدام الزبدة والقشدة وزيت جوز الهند يوميا لأنها غنية بالأحماض الدهنية قصيرة أو متوسطة السلسلة وهى الدهون التى تعزز عملية «الكيتوية». كما يوصى باستخدام زيوت بذور اللفت والجوز للحصول على الأوميجا 3 وينصح بشرب ما لا يقل عن لتر ونص اللتر ماء أو لترين يوميا لتعويض قلة تناول الطعام الغنى بالماء. والأطعمة المحظورة فى الكيتو هى المصادر الرئيسية للكربوهيدرات: الخبز والبقسماط وحبوب الافطار والأطعمة النشوية, كالمكرونة والأرز والبطاطس والذرة والبقول والمعجنات, والوجبات الجاهزة والحساء والصلصات والمربى والعسل والسكر والعصائر والمشروبات الغازية ويمكن استخدام الاسبرتام أو الاستفيا كبديل للسكر لتحلية القهوة أو الشاى أو صنع الحلويات التى يتم استبدال الدقيق بالبندق المطحون أو باللوز .
ومن الأطعمة المعتدلة التى يجوز استخدامها وتحتوى على الكربوهيدرات المنخفضة: الشيكولاتة الداكنة مع أكثر من 85% كاكاو, حليب اللاكتوز والزبادى ويمكن تناول 150 جرام خضراوات كالسبانخ والملوخية والقرنبيط ومن الفواكه تفاحة صغيرة ما يعادل 50 جراما أو فنجان توت أو بطيخ أو ثمرة خوخ.
وعن فاعلية نظام الكيتو فى تقليل الوزن, يذكر د.أشرف عبدالعزيز أن الدراسات أثبتت أن نظام الكيتو الغذائى أكثر فاعلية فى إنقاص الوزن مقارنة بالنظام الكلاسيكى ففى دراسة نشرت فى عام 2016, بعد عامين من المتابعة, فقد الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو 5 كجم ونصف الكيلو و11 سم من محيط الخصر, بينما فقد الأشخاص الذين يتبعون النظام الغذائى التقليدى 4 كيلو و4 سم من محيط الخصر. ولكن كما هى الحال مع جميع الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن, تبرز مسألة استقرار الوزن الذى تم الوصول إليه على المدى الطويل أو المتوسط , فلا يوجد استقرار دائم للوزن المفقود فنظام الكيتو مفيد فى تقليل الشهية وتعزيز حرق مخازن الدهون ولكن يجب استخدامه فقط لفترات قصيرة لمدة 20 يوما بالتناوب مع نظام غذائى آخر كنظام البحر المتوسط, معتدل السعرات, لتعزيز فقدان الوزن الذى تم الحصول عليه .
ويحذر د.اشرف عبدالعزيز من الاستمرار على نظام الكيتو لفترات طويلة, مما قد يسبب حصوات الكلى، وما يعرف أيضا بالتهابات الكلى، من الآثار الجانبية لنظام الكيتو نقص السكر فى الدم , وهو أحد الآثار الجانبية قصيرة الأجل الشائعة فى الكيتو، وقد تشمل العلامات البارزة ما يلى: العطش الشديد وكثرة التبول والشعور بالإعياء والجوع والارتباك والقلق وعدم انتظام دقات القلب والدوار والعرق والقشعريرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يعانى المرضى أيضا بعض الإمساك وانخفاض درجة الحموضة.
وينصح عند العودة إلى تناول الكربوهيدرات بأن يحدث ذلك تدريجيا مع ممارسة الرياضة حتى لا يعود الوزن المفقود مرة أخرى.
رابط دائم: