رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نحو الترابط البشرى

بريد;

من الظواهر السلبية والمخاطر الجسيمة, التى تهدد باشتعال نيران الغضب, وتأجج الصراع بين البشر, مهددا أمن وسلامة المجتمع الدولى, اختلال المعايير وازدواجها, فمن المفارقات العجيبة التى تدعو إلى الدهشة, وتثير الامتعاض والتساؤل, ما نراه ونسمعه كل يوم عن تدخل منظمات حقوق الإنسان فى شئون الدول, ومطالبتها بالالتزام بتطبيق الديمقراطية, ومراعاة احترام حقوق الإنسان التى نصت عليها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية, وفى الوقت نفسه تصاب نفس هذه المؤسسات بفقدان النطق والخرس التام متجاهلة هذه المبادئ, عندما يتعلق الأمر باعتداء دولة على أخرى دون وجه حق.

ومن أمثلة ذلك, ما حدث أخيرا من جانب إسرائيل, عندما شنت عدوانا وحشيا وهمجيا على أبناء غزة, فدمرت مرافقهم وهدمت مبانيهم, وقتلت وجرحت المئات، أو ما نراه ونسمعه يوميا, من جانب رئيس وزراء أثيوبيا الواهم والمتبجح, وهو يهدد – فى صلف وغرور – بحرمان شعبى مصر والسودان, من حقهم الطبيعى والشرعى والدولى فى مياه نهر النيل وحرمانهما من حق الحياة, وهو أول بند من بنود الإعلان العالمى لحقوق الإنسان, ضاربا عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية, ومع ذلك لم نسمع صوتا واحدا محتجا ومعترضا, من جانب منظمة واحدة من المنظمات الدولية العديدة, ولو من جانب حفظ ماء الوجه, أو زرا للرماد فى العيون.

إن هذا الازدواج فى المعايير, سوف يؤدى بالضرورة الى إذكاء الصراع البشرى, والإخلال بالقوانين الدولية, ويستدعى قيام الأمم المتحدة بدورها, وإلزام كل مارق ـ سواء كان فردا أو دولة باحترام الحقوق والمواثيق الدولية, ولا مانع من إعادة النظر فى طبيعة العلاقات الدولية, بين مختلف الدول, ووضع قوانين جديدة تحد وتقلل الصراعات بين الدول عندما تتعارض المصالح, بحيث تضمن للبشرية الحقوق الطبيعية المتساوية, وتؤدى إلى زيادة الترابط بين البشر, وبغير ذلك سيتحول المجتمع البشرى إلى قانون الغاب.

د. جلال الدين الشاعر

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق