إلى مستشفى العباسية
ـ أنا صاحب رسالة «الزائر المفاجئ»، والتى تناولت فيها ظروف أخى الصحية بعد إصابته بمرض نفسى، إذ مازال مريضا، وقد إزدادت حالته سوءًا عما كانت عليه، ونكد أنا وأخى الآخر لكسب الرزق الحلال، ونكون معظم وقتنا خارج المنزل نظرًا لظروف العمل، ونتابع فى الوقت نفسه أبى المريض وأخى أيضا.. أما أبى فمسالم ومتعلم، ولا يفتعل أى مشكلات.. وأما أخى فهو متمرد ومتعب وله عذره لمرضه ووالدتى متوفية، وليس لنا من يرعانا، ومنذ يومين أتصل بى أحد الجيران، وأنا بعملى، وأبلغنى بأن أخى يحمل سكينا ويسير بها فى الشارع، ويروّع المارة، وعلى الفور حصلت على إذن من عملى بالإنصراف مبكرا، وتوجهت سريعا لتدارك الموقف، وأخذت أخى وعدنا إلى المنزل، وأخفيت عنه السكين، وأخشى أن يتكرر هذا الموقف أو ما هو أسوأ منه مرة أخرى، ولا يمكننى تداركه.. إننى أرجو توصيل صوتنا إلى مدير مستشفى العباسية للأمراض العقلية ليتم حجز أخى به لحين إتمام علاجه قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه منه تجاه أى أحد.
{ أرجو من المسئولين فى وزارة الصحة متابعة هذه الحالة الإنسانية، فهذا الشاب يعانى الأمرين فى سبيل متابعة الحالة الصحية لأبيه وشقيقه، ويواجه صعوبات بالغة لتوفير العلاج لهما، ومع تدهور صحة أخيه لابد من نقله إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، والبيانات موجودة لدى بريد الأهرام.
تكافل وكرامة
ـ أنا سيدة تقدمت بطلب للحصول على معاش «تكافل وكرامة» وتم قبوله منذ سنوات، وتم إصدار بطاقة الصرف، ومعى بياناتها، ولكنى لم أتسلمها حتى الآن لعدم إرسال وزارة التضامن الإجتماعى كارت الصرف الخاص بي، كما ذكر لى موظفو إدارة الشئون الاجتماعية بالمطرية، وأنا لا اعمل، ولدىّ أربعة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وزوجى بلا عمل لظروفه الصحية وليس لدينا أى املاك، فرحمة بظروفنا السيئة جدا، أرجو إعادة النظر فى مشكلتنا.
{ بيانات صاحبة هذه الرسالة موجودة لدينا، وأرجو من الجهة المسئولة فى وزارة التضامن بحثها، ومساعدة كاتبتها.
فن رعاية المرضى
ـ د. مينا بديع عبد الملك ـ أستاذ بهندسة الإسكندرية: فى أوائل الستينيات من القرن الماضى أصدرت «المؤسسة المصرية العامة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية» نبذة طبية رائعة بعنوان «من تاريخ الطب عند العرب» كتبها د. فهيم أبادير، ومن بين ما ذكره فيها أن كلمة «الطب» تعنى فى أوسع معانيها فن رعاية المرضى، أو المصابين بأذى أو المتألمين وعلاجهم، والطب من أعرق المهن فى التاريخ ومن أنبلها، وعلى بساطة أصوله الأولى فقد قام دائماً على الرغبة فى تخفيف آلام الآخرين وعلاجهم، فالطبيب الذى لا ينال ثقة مريضه لا يزال معدوداً من أفشل الأطباء.
وكان العرب أول مشّرع للحجر الصحى السليم بالقول: «إذا كان الطاعون فى بلد أنتم فيه فلا تخرجوا منه، وإذا كان فى بلد وأنتم خارجه فلا تدخلوه»، ولو أن الصين والهند قد التزمتا بذلك المفهوم الرائع للحجر الصحى السليم ما كان فيروس «كورونا» الذى بدأ فى بلادهم قد انتشر فى أنحاء العالم بالصورة الموجودة الآن.
ومن المترجمين لمدرسة «حنين بن اسحق» إبنه إسحق، وكذلك ابن شقيقته حبيش حوالى عام 910م، ومن أقواله: (راحة الجسم فى قِلة الطعام، وراحة اللسان فى قِلة الكلام، وراحة القلب فى قِلة الاهتمام، وراحة النفس فى قِلة الآثام)، ومن أقوال أبو بكر محمد بن زكريا الرازى (865 – 925م): يجب على الطبيب أن يواسى ويشجع المريض حتى ولو كان مشرفاً على الموت، لأن قوة الإنسان مستمدة من روحه المعنوية.
ومن أقوال اسحق بن سليمان (855 – 955م) الذى نبغ فى طب العيون: «إذا ما حل بزميل لك ضرر فلا تذكره بسوء، فإن لكل أمرئ ساعته، ولتكن كفاءتك وحُسن خُلقك رائدك الوحيد للرفعة والمجد، ولا تحاول أن ترتفع بإذلال الغير، ولا تهمل زيارة الفقراء وعلاجهم، إن ذلك أرفع قدراً من أى عمل آخر، وواسى المتألم وشجعه وعالجه بالشفاء حتى ولو كنت متأكداً من عدم حدوثه، فلربما ساعدت بتقوية روحه المعنوية على شفائه.
وهكذا نرى أن العرب قد حملوا الشُعلة بعد أن التقطوها مطفأة من العصور السالفة، فأوقدوا نارها، وسلموها لمن أتى بعدهم لتضئ وتشع وتشيد بمجد الحضارة العربية القديمة، فعلينا أن نكون أمناء فى المحافظة على الشُعلة المُضاءة بل ونزيدها اشتعالاً ووهجاً فنحن أبناء ذو حضارة.
لا يأس مع الحياة
ـ محاسب صلاح تَرْجَم: «قد يتحطم الانسان ولكنه لا يهزم» مقولة أطلقها الروائى الأمريكى الكبير «ارنست همنجواى (1899م – 1961م) فى روايته الرائعة «العجوز والبحر» .. تلك الرواية التى جسدت صراع الانسان ضد قوى الطبيعة، وقوى الشر وضد كل من أراد أن يسلبه حقه، ويمثل الجانب الانسانى بطل القصة العجوز «سنتياجو»، بينما الطرف الآخر سمكة قرش جبارة، تمثل قوى الطبيعة والشر فى آن واحد، وقد أرادت السمكة الفتك بالعجوز بينما تحلى العجوز بالشجاعة والصبر والمثابرة فى مواصلة القتال مع تلك السمكة العنيدة مهما كان الثمن، لم ييأس أو يبحر بزورقه هربا من شراسة السمكة مؤثرا السلامة، وكأن الكاتب همنجواى قد أراد أن يبعث برسالة إلى كل انسان يصارع قوى الشر بأن يواصل ولا يتقاعس عن الدفاع عما يراه حقا له، ويتسلح بالتصميم والعزم على نيل أهدافه والوصول الى ما يصبو إليه ولا يكون السن عائقا له، وهو المغزى من جعل بطل القصة مسنا، وليس شابا قويا مفتول العضلات، ولو كان كذلك لما كان للقصة تأثير وما تجلى المعنى الحقيقى الذى يريده الكاتب حيث تحدى «سنتياجو» كبر سنه، وأبى إلا أن يصرع تلك السمكة، وكلما هزمته فى جولة أصر على أن يعيد الكرة فى منازلتها وهو على يقين من إحراز النصر بمواصلة النضال صائحا فى السمكة: «أيتها السمكة سأظل معك حتى الموت»، ويتغلب سنتياجو فى النهاية على سمكة القرش ويحرز نصرا غاليا، ولكن هكذا الحياة فى بعض الأحيان تكون النهاية غير سعيدة وغير مكتملة، فهناك ما كدر صفو هذا الفوز، إذ تكالبت عدة أسماك أخرى متوحشة أغرتها دماء السمكة المهزومة، واضطر سنتياجو إلى الدخول فى صراع مرير مرة أخرى - فى إشارة الى ان الانسان دائما فى صراع متواصل – من أجل الحفاظ على صيده الثمين الذى ناله بشق الانفس، وقد نهشت الأسماك لحم السمكة من جميع الجهات، وهددت فى الوقت نفسه مصير العجوز ومصير زورقه أيضا، وهنا كان لابد للعجوز أن يعمل عقله وتفكيره عندما يجد العدو أقوى وأشرس منه، فهداه تفكيره إلى ربط السكين فى المجداف ليصنع منها حربة يطعن بها الأسماك المتوحشة إلا إنها إزدادت توحشا، فاضطر إلى أن يستخدم كل ما لديه من أسلحة على ظهر زورقه (عصا، وقضيب الدفة، والمجدافين وقضيب حديدى)، إلى أن انتهى الصراع فى غير صالحه، وتم التهام سمكته ولم يتبق منها إلا القليل، ووصل بزورقه إلى الشاطئ، وهو يعانى مرارة الهزيمة، ودخل كوخه منهكا، وقد خارت قواه، فنام نوما عميقا، ومع فجر يوم جديد أصر على أن يعاود الإبحار، ولكن هذه المرة متسلحا بالخبرة ومستخلصا الدروس من تجربته السابقة مع أسماك القرش والبحر، فرغم خسارته إلا إنها لم توهن عزيمته، أو تضعف إرادته على مواصلة الكفاح والنضال والمقاومة وهو المغزى من القصة فرغم الفشل والهزائم والعراقيل التى تضعها أمامنا الحياة يجب علينا ألا نفقد الأمل، وعلينا أن نجعله متوقدا دائما فى قلوبنا.
رابط دائم: