1 فى المسافةِ بينى وبينكِ أربعُة أقمارٍ
لن أتْرُكْها تتشظَّي
سأودعُ ظِلِّيَ عندك،
فحاذِرى دَهْسَهُ فى الذهابِ
فقد كانَ يومًا مَلِيكًا يُتوّجُهُ القلبُ
وفارسًا
ولا تكونى كالبلادِ التى تدهسُ – زمن الهزائم - فُرْسانَها
2
قاتل من بيننا وقتيل .. «يقول الحنين»
ولست من يرفع السيف فى وجه صاحبه
ولا من يطاعن غير فلول الظلام
فأحْسِنْ - إنْ شِئْتَ - قَتْلِي
وعَطِّرْ ثَرَايَ بحرْفٍ نَدِيٍّ وعزيفَ نَاي
فربما أُبْعَثُ زهرا
أو حقل حنطةٍ شهيًّا للجائعين
أو قمرا يضيءُ لَكَ الليل
إن تخلَّى المريدون عنك
وَصِرْتَ وحيدا
3
تقول: تعبت
غبار المعارك -ياكيشوت - لايترك متسعا من رجاء
وصلدًا وقفتَ؛ ولكن نسيتَ - فى غمرة الحرب - تضميد جُرحي
نسيتَ أن تُرَبِّتَ على كتفى بحنو - كما كنت تفعل -
أَسَرَتْكَ قعقعاتُ السيوف، فلم تعد تتغزل فى العيون التى آوتك دوما
محال أن تعود منتصرا إليَّ وقد حاصرتك الأفاعي
فدعنى أغسل عن الروح هذا الغبار
إنى اختنقت.
4
تُضيفُ الجميلة:
لقد سقَطَتْ يافتاى الحصونُ؛ ففيمَ تُحَارب
هذه حربُك وحدَك ليسَ سواك
ترُومُ البطولةَ فى زمنٍ خانعٍ؟
وتصعدُ - منتشيا - صليبَكَ
لا أقمارُكَ اكتملت
ولا أندلسا - عشت حنينها يوما - تُقاوم
فقاتل وحيدًا،
وغرِّد وحيدًا..
وَمُتْ إذا ما أردتَ شهيدًا
فإنِّى أروم الحياة.
رابط دائم: