رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مقاومة الاحتلال بعالمية الفيلم الفلسطينى

عصام سعد

فى عام 2017 التقيت المخرج الفلسطينى ميشيل خليفى، بعد تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، وتحدثت معه عن السينما الفلسطينية، ودورها فى مقاومة الاحتلال الصهيونى، فأكد أن الاحتلال حرم الكثير من المدن الفلسطينية من أى وسائل اتصال، مضيفًا أن عمل فيلم فلسطينى ليس سهلا, لأنه يحتاج لفكرة وسيناريو جيدين، علاوة على أموال لإنتاجه، فضلًا عن التوزيع، وهى صعوبات تشبه محاولة صعودك فى جبل شاهق.

على الرغم من ذلك استطاعت السينما الفلسطينية مواجهة الاحتلال من خلال رصد التجربة الفلسطينية إنسانيًا عبر فتراتها التاريخية المختلفة، اعتمادًا على استمساك الإنسان الفلسطينى بأرضه، شعاره: «بِدى أرضي».

فقد أثبتت السينما الفلسطينية أنها تمتلك تأثيرا أعمق من غيرهـا من وسـائل الاتصال الجماهيرية بفضل خـصوصيتها وجرأتها فى الإنتاج والتصوير واقتحام القضية الفلـسطينية باعتبارهـا القـضية المركزية للأمـة العربية والإسلامية، حيث حاولت أن تطرح واقـعها، وتنقل حقائقها المريرة والمفجعة إلى شعوب العالم.

ومن هنا وصلت الأفلام الفلسطينية إلى العالمية فنجد فيلم «يد إلهية» لإيليا سليمان، وهو فيلم كوميدى فرنسى فلسطينى مغربى ألمانى مشترك، حصل على جائزتين هما جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان عام  2002، وجائزة (سكرين) العالمية فى مهرجان السينما الأوروبية لفيلم غير أوروبى، ويحكى قصة حب بين فلسطينى وفلسطينية من سكان الضفة يلتقيان فى سيارة على حاجز إسرائيلى (نقطة تفتيش)، ويراقبان الوجع المتناثر والمعاناة على حواجز الاحتلال الإسرائيلية .

وهناك فيلمان للمخرج هانى أبو أسعد «الجنة الآن» الذى يحكى قصة آخر 48 ساعة فى حياة شابين فلسطينيين يستعدان للقيام بإحدى العمليات الاستشهادية فى إسرائيل، وقد ترشح لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية فى حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والسبعين.

وعرض الفيلم فى 45 دولة، وواجه المخرج صعوبات وضغوطا كبيرة فى أثناء تصويره، فالبعض اعتبره يحاول بطريقة أو بأخرى تمجيد العمليات الاستشهادية بإضافة لمسات إنسانية للممثلين اللذين هما صديقان منذ الطفولة ومحاصران بجو من الإحباط والفقر المدقع، فيما اتهم البعض الآخر المخرج بخيانته لقضية المقاومة الفلسطينية للاحتلال.

وفيلم «عمر» الذى تم إنتاجه فى فلسطين، وهو الخامس للمخرج أبو أسعد والثانى له الذى وصل لترشيحات الأوسكار بعد «الجنة الآن» عام 2005.

ومن الأفلام الفلسطينية التى ترشحت أيضا لجائزة الأوسكار «اصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى، وقد حصل على جائزة أفضل فيلم وثائقى في  الدورة 67 لمهرجان برلين السينمائى عام 2017 .

وفيه يبحث المخرج عما تبقى فى نفوس الأسرى السياسيين الفلسطينيين وذاكرتهم العميقة إذ طلب من أسرى سابقين إعادة بناء السجن، والقيام ببعض الأدوار، وقد عُرض أكثر من 150 مرة فى فلسطين داخل المراكز الثقافية.

أما أحدث تجارب السينما الفلسطينية فهو فيلم «غزة مونامور» الذى منحته لجنة تحكيم المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته السابقة تنويها خاصا وهو من إخراج عرب وناصر طرزان.

وقد اختارته فلسطين لتمثيلها فى منافسات أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، كما شهد مهرجان القاهرة عرضه الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتدور أحداثه حول عيسى بائع السمك الستينى الذى يقع فى حب الأرملة سهام جارته فى السوق لكن قبل أن يصرح لها بحبه يعثر على تمثال لأفروديت فى البحر يعطل قصة حبه، ويدخله فى مواقف غير متوقعة.

فى الفيلم يقدم الأخَوان عرب وطرزان ناصر نظرة مغايرة لغزة المعاصرة من خلال قصة حب تؤدى فيها المدينة دورًا أساسيًا كما يستخدمان كوميديا سوداء للتعبير عن الوضع الراهن فى فلسطين دون تسطيحه أو تكرار لما شوهد من قبل .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق