رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

غنى له عدوية ورشدى
شاعر الربابة حسن أبو عتمان

عيد حميدة;

لا أحد يختار طريقه ولا أحد يعرف وجهته المقبلة نحن فقط نتمنى الأمنيات والأقدار هى التى تتصرف فى مصائرنا

صاحبنا من هذا النوع فقد تنقل بين الوظائف والحرف المختلفة إلا أن عقله كان مشغولا بشيء واحد هو الشعر ولا شيء غير الشعر فلفظ كل ماوصل إليه وعاش فيه وعاش منه وعاش عليه لا لشيء سوى أنه لم يكن يتخيل أن يكون إلا شاعرا وشاعرا فقط فقد كان الشعرهو حبه الأثير ورغبته المفضلة

هو حسن أبو عتمان 15يوليو 1929-18 يوليو 1990 ولد بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية

..............

هذا الشاعر لم يأخذ حظه من الشهرة بالرغم من مرافقته وانطلاقه مع اثنين من أكبر المطربين والفنانين الشعبيين اللذين لمعا وذاع صيتهما فى الوسط الفنى الغنائى بعامة والشعبى بصفة خاصة

إنهما المطربان الشعبيان محمد رشدى وأحمد عدوية

وتميزت كلمات عتمان بخفة الظل وصناعة البهجة والسرور لدرجة جعلت الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب يقول بعد أن استمع الى أحد مواويله التى غناها عدويه:هذا المطرب-يعني-أحمد عدوية- هذا المطرب يسمعه المهمشون فى العلن ويسمعه المثقفون فى الخفاء.

ولاشك أن كلمات «عتمان» هى التى شدت انتباه الموسيقار الكبير وجعلته يصرح بهذا التصريح.

«عتمان» هو الشاعر المحلاوى بدأ موظفا فى شركة مصر للغزل والنسيج واكتشف حبه للخط العربى وكان مسئولا عن كتابة اللافتات لمدة عشر سنوات ثم تكونت فرقة مسرحية فى الشركة وتقدم إلى المسئول عن الفرقة وعرض عليه أشعاره وبالفعل كان يكتب لهم الأزجال والأشعار ولكن للأسف الشديد لم يصلنا شيء من هذه الأشعار التى كتبها فى تلك الفترة.

ظل عتمان بالشركة لمدة عشر سنوات أخرى ولكنه تركها أيضا وقام بفتح صالون حلاقه وكان يرى فى الحلاقة أنها فن جميل وعشق مهنته الجديدة وحقق فيها شهرة واسعة لدرجة جعلته يفكر فى دخول المسابقات الخاصة بها ولكنه تركها أيضا بعد أن ظل بها أيضا عشر سنوات من عمره.

بعدها ذهب عتمان إلى القاهرة يكتب الأزجال والأشعار التى هوجم بسببها واتهم بأنه السبب فى انحدار الأخلاق بسبب ماتضمنته أغانيه وأشعاره من إسفاف ولكنه كان متيقنا بأن هذه الأشعار سوف تعيش طويلا وأن من يهاجمونه الأن سوف يصفقون له غداً وهو ما حدث بالفعل بدليل نجاحه مع رشدى وعدوية وتصريح الموسيقار محمد عبدالوهاب.

وكان «عتمان» على موعد مع الشهرة والانطلاق مع أغنية عرباوى التى غناها المطرب محمد رشدى والتى تقول كلماتها:

عرباوى شاغلاه الشابة السنيورة

أم التسريحة بترسم ضلايه على القورة

وضفاير غارت م القصه

رقصت على رن الخلاخيل

بتبص بصه الله عليها

الشمس تخجل قدام عنيها

والبدر يسها لما يراعيها

وايش حالى أنا يابو قلب غاوي

عرباوى عرباوي

ويظل عتمان يكتب لرشدى مدة عشر سنوات أخرى حتى كانت الانطلاقة الحقيقية والنقلة الكبرى له فى حياته عندما التقى بتوأمه الفتى الذى لازمه حتى نهاية عمره المطرب الشعبى أحمد عدوية فقد حضر معه أحد الأفراح وكان عدويه أحد أفراد الفرقة وقرر أن يغنى على طريقة الأفلام المصرية إنقاذا للموقف.

وكان هذا الفرح سببا فى وجود أغنيات يابنت السلطان.كركشنحى حبة فوق وحبه تحت. عيلة تايهه......إلخ

وكان عتمان ملتصقا بعائلته غنائياً فغنى للجدة والبنت والزوجة وكتب عتمان لأمه ولأمه الكبرى مصر التى غنى لها:سلامتها ام حسن وكان يعنى بـ «حسن» هو نفسه و«أم حسن» كان يعنى بها مصر وقد كتبها عقب نكسة 1967 وغناها عدوية وقال فيها

سلامتها ام حسن م العين وم الحسد

وسلامتك يا حسن من عين اللى حسد

سلامتها سلامتها سلامتها أم حسن

وكتب عتمان «لأمه وجدة ابنه التى يقال لها فى الريف.. ستو غنى لها قائلا ستو مبسبسالو بسبوسه بالسمن والعسل

وذلك بعد مشكله حدثت بينه وبين ابنه الأوسط.

وكذلك كتب لابنته «أخلاق» والتى سماها بذلك حتى ينادى الناس زوجته بـ «أم أخلاق» لأنه كان يحبها كثيرا

وكتب لابنته أغنية.

نورتى الحته/مساها شربات وصباحها قشطه

الحلوه خوخه خوخه من بعد دوخه دوخه

واللى يلاقيها يخطبها فى الحال

ياولاد الحلال

وأغنيته صابر يادنيا كتبها أواخر أيامه بسبب بعض المشاكل الأسرية.

وإذا عدنا إلى للأغنية الأشهر.. زحمه يادنيا زحمه والتى غناها عدوية نجد أنها كتبت فى لحظة مأساوية حدثت معه ومع أحد أصدقائه عندما تم القبض عليهما فى كمين وتم وضعهما فى الحبس وكانت الزنزانة شديدة الزحام وكان صاحبه يصرخ بأعلى صوته زحمه زحمه زحمه فما كان من شاعرنا إلا أن التقط علبة كبريت وجلس يكتب عليها شعرا وبعد خروجهما من الزنزانة قال له صاحبه: أموت واعرف أنت كنت بتكتب إيه جوه الزنزانة قال له: كنت باكتب زحمه يادنيا زحمه زحمه وتاهوا الحبايب.

زحمه وما عادش رحمه مولد وصاحبه غايب.

فقال له صاحبه ياأخى حرام عليك احنا كنا فى إيه واللا إيه ثم غناها عدوية بتلحين هانى شنودة وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا وحققت شرائط عتمان مع عدوية نسبة مبيعات عالية وصلت إلى المليون نسخه.

ثم يصل الشاعر إلى محطته الأخيرة عام 1990 فقد كان نداء الموت والرحيل.

رحل الشاعر الذى أضحكنا ولم يضحك علينا وغنيّ لنا ولم يغن علينا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق