رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حسنى البنانى.. الهائم فنا بمصر العتيقة

كتب ــ د.محمد الناصر
> تجسيد جماليات مصرية على ضفاف النيل

عرفت اسمه فى المرحلة الإعدادية من خلال أعماله الباهرة المعبّرة عن أرض مصر، التى عبرت عنها لوحات نشرتها الصحف والمجلات والكتب المدرسية أواخر الستينيات، والتقيت به من حسن حظى منتصف السبعينيات، حينما كان يعمل أستاذا غير متفرّغ لمادة المناظر الطبيعية، حيث أشاد بلوحاتى فى هذه المادة، التى كنا ندرُسُها بقسم التصوير فى السنتين الأخيرتين بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، ليختارنى عقب التخرج فى رسم أعمال فنية - كانت توكل إليه - من أجل تزيين حوائط أحد الفنادق العالمية الكبرى الكائنة بشارع العروبة.

إنه الفنان حسنى البَنّانى، الذى خصّنى بحكايات عنه فى الفن والحياة، ونحن طلاب أمام لوحاتنا فى الأماكن المفتوحة التى يختارها، لأنه كان يرسم معنا بأدواته ليعلمنا واقعيا، حتى نستفيد من خبراته.. تاركا بصمته فى الجانب التعليمى كما تركها فى إبداعه الفنى.

>.. وإبداع فى نقل تفاصيل ملامح أهل القاهرة الكبرى بفرشاة «البنانى»

أعماله تزين العديد من المؤسسات العامة والخاصة على رأسها جريدة «الأهرام»، التى حينما انتقلت للعمل بها أواخر الثمانينيات استقبلنى عملان رسمهما من سوق المطرية، فى مواجهة «أسانسير» الدور العاشر بالمبنى الرئيسى العريق، بالإضافة إلى الأعمال التى تزين حوائط غرف الكتاب والمفكرين، والتى بدأ الأستاذ محمد حسنين هيكل منتصف الستينيات الاهتمام باقتنائها، حتى أصبحت «الأهرام» على رأس المؤسسات المالكة لهذه الثروة القيّمة، بعد متحف الفن الحديث فى أرض الأوبرا.

وقد شاهدتُ أعماله أيضا تزين حوائط منزل الرئيس الراحل أنور السادات على نيل الجيزة، حينما التقيتُ السيدة جيهان السادات لأهديها لوحتى السادات، اللتين رسمتهما لأغلفة مجلة أكتوبر، بينما زينت أعماله أيضا حوائط منزل الرئيس جمال عبدالناصر، حيث رسمه فى لوحة فى أثناء إلقاء خطاب تأميم قناة السويس، أضفى عليها سمات الزعامة وقوة الشخصية فى تعبيراته وملامحه.

اشتهر البنانى بلمساته التأثيرية التى تضفى على أعماله المزيد من الجمال والروعة، وكان جريئا فى استخدام اللون حتى أننا تلاميذه كنا نفغر أفواهنا، حينما نراه يضع لونا غير تقليدى وجريئا، لا نتصور أنه يمكن أن يحتل هذا المكان فى الواقع، لكنه كان يبدع بحس المصوّر الحقيقى، لنكتشف الجمال الكامن وراء لمساته المعبرة عن القيم التشكيلية، فقد كان يغرس فينا ما يؤمن به وهو أن فنان التصوير هو ملوّن بالدرجة الأولى، وذلك ما يميزه على التخصصات الأخرى فى الفن.

عشقه للفن والطبيعة الخلابة التى تجدد لديه متعة الإبداع والفن، جعله يختار مسكنه فى فيللا شيّدها بحى المطرية وسط الفلاحين والمزارعين.

يقيم الفنان المُعلّم حسنى البنانى علاقة بينه وبين المكان بعناصره الحية والساكنة قبل أن يبدأ فى محاورته بالفرشاة والألوان، وهو ما يطلق عليه منظّرو الفن وعلم الجمال «المعايشة»، التى وصلت إلى ذروتها لدى الفنان بالغاية القصوى فى اختياره السكن فى قلب القرية.

يتنقل بين الأماكن التراثية والشعبية فى ربوع القاهرة الكبرى، فى القلعة وبين مسجدى الرفاعى والسلطان حسن وغيرهم.

ولد حسنى البنانى فى 17 يناير 1912، أما الوفاة فقد انتشر تاريخها خطأ أو دون اليوم والتاريخ، لكن صحيحها أنه توفى يوم 23 مايو 1988.

وقد درس البنانى الفن فى قسم التصوير بالكلية الملكية للفنون الجميلة بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1937 ليحصل على الشهادة الأهلية لتدريس الرسم. ونتيجة تفوقه وحصوله على المركز الأول، فقد سافر إلى إيطاليا فى بعثة حصل خلالها على ليسانس أكاديمية الفنون الجميلة بروما عام 1940، لينضم بعد 11عاما إلى هيئة تدريس كلية الفنون، ويصبح أستاذا بقسم التصوير عام 1959، ثم تدرج فى المناصب حتى تولى رئاسة القسم، بينما ظل يعمل أستاذا غير متفرغ لمادة المناظر الطبيعية، حتى عام رحيله فى الثمانينيات من القرن الماضى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق