رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ليس مجرد «شقاوة»..
التعامل الصحيح مع اضطراب «فرط الحركة»

سارة طه أبوشعيشع

فى كثير من الأحيان تنجح الدراما فى تحريك بعض القضايا وتصحيح بعض المفاهيم فى سبيل نشر الوعى بأمور كانت خافية على الكثيرين, وجاء مسلسل «خلى بالك من زيزى» ليلقى الضوء على موضوع غاية فى الأهمية وهو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المعروف بـ (ADHD) من خلال الطفلة «تيتو» التى تعانى المشكلة والبطلة «زيزى» التى عانته فى صغرها والمشكلات المترتبة على ذلك اذا لم يتم الانتباه لحالتهم والمشكلات التى يقع فيها الأهل فى تعاملهم مع الطفل وهم غالبا ما يعتبرونه مجرد شقاوة زائدة ويعنفون الطفل عند أى تصرف مندفع منه مما يزيد من حجم المشكلة

 

تقول أسماء حسين أم لطفلتين أن المشكلة كانت مع ابنتها الكبرى بداية من سن 3 سنوات تقريبا فى الحضانة فكانت لا تجلس فى مكان واحد وتتحرك باستمرار وتلقى الأشياء على الأرض ولا تسمع كلام احد كما قالت الأخصائية النفسية داخل الحضانة ولكن بالنسبة لى كانت مجرد طفلة شقية وبينما إدارة الحضانة كانت دائمة الأجتماع بنا مع أقل مشكلة وتضخمها ويكررون أنهم لا يستطيعون السيطرة عليها لأنها لا تتبع القواعد فى المكان وللأسف لم يتم تشخيصها كاحدى حالات فرط حركة وتشتت الانتباه ولم أستطع أن أترك ابنتى فى تلك الحضانة ونقلتها إلى حضانة أخرى تملكها طبيبة نفسية متخصصة والحقيقة انهم استطاعوا التعامل معها بحرفية وكانت لهم أساليبهم الخاصة لجعلها تنتبه للدرس ولا تتلف الأشياء ولكنها لم تستمر كثيرا لأنها وصلت إلى سن الذهاب إلى المدرسة وهنا كانت المشكله أكبر بالنسبة لى فمنذ رابع يوم فى المدرسة بدأت المشكلات تظهر مرة اخرى فكانت تغضب من اى شيء تفقد الكتب وتمزق الورق ولا تنتبه فى الدرس واحيانا تفتح باب الفصل وتجرى فى المدرسة دون الاستماع إلى احد فاجتمعت معنا المدرسة وقالت إنها لا يمكن أن تدخل المدرسة سوى بالذهاب إلى طبيب نفسى ولابد من وجود مدرسة ملازمة لها «معلمة ظل» وأنها لن تدخل إلى المدرسة دونها وبالفعل ذهبت ولكننى لم أشعر بالارتياح عندما كتب لها دواء مهدئا لأن زوجى طبيب فرفض أيضا أن تأخذه وذهبنا إلى طبيبة أخرى وكان رأيها معارضا تماما لأن تأخذ دواء لا تحتاجه وهنا ولأول مرة تم تشخيصها بتشتت الانتباه وفرط الحركة واخبرتنا الطبيبة أن معلمة الظل أو «الشادو» لابد أن تكون متخصصة ودارسة لعلم النفس ولتحسين سلوكها والتفاهم معها عند ارتكابها الأخطاء وليس تعنيفها عند القيام بأى سلوك يراه الآخرون خطأ وبالفعل عثرنا عليها وامضت مع ابنتى مدة عامين تقريبا فى المدرسة ثم لم تحتاج بعد ذلك لها لأننى فى بداية العام الدراسى كنت أجتمع مع مدرس الفصل وأوضح له طبيعتها وكان متعاونا وواع لما تعانيه ويتعامل معها بهدوء عند حدوث أى خطأ بالاضافة إلى متابعة كل تعليمات الطبيبة النفسية حتى أنها نصحتنا بضرورة حضورى أنا ووالدها لجلسات تقويمية لكيفية التعامل لأنهم يحتاجون من الأهل المثابرة والتصرف الصحيح دون تعنيف لأخطائهم والأن أصبحت أفضل حالا ولكنها لابد ان تظل مشغولة كثيرا من الوقت فى أى شىء وتفرغ طاقتها به.

و يحدثنا الدكتور إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكى جامعة عين شمس عن فرط الحركة وتشتت الانتباه ويقول فى البداية أعترض أن نقول عليه إنه مرض ولكن هو نمط وعلينا ادراك أن تعريف الطفل هو كائن حى ناقص التركيز إلى حد ما وسريع الحركة وهذا هو الطفل الطبيعى ولكن الطفل الذى يعانى اضطراب نقص التركيز والمصحوب بفرط الحركة هو طفل مبالغ فى تصرفاته الطفولية مثل العناد عندما يتم أخذ لعبة منه يبالغ فى رد فعله ويظل تركيزه منصبا على اللعبة التى أخذت منه فقط وليس على اى شىء آخر محيط وبالتالى سحب باقى الأشياء من تركيزه ويصبح قليل التركيز ومتشتت الانتباه وقد يكون أو لايكون مصحوبا بفرط فى الحركة لذلك الأصل فى هذا النمط هو نقص التركيز بدرجات ما بين الأطفال وليس فرط الحركة وهذا النمط شائع فى الأولاد أكثر من البنات وغالبا ما يظهر فى الفترة العمرية من 4 سنوات إلى 10 سنوات ويستمر أحيانا إلى الفئة العمرية الأكبر و50%من هذه الأطفال يحدث لهم هذا ولكن تتحسن حالتهم مع مرور الزمن.

وأضاف أن العلماء قسموا هذا الاضطراب لثلاثة أقسام أساسية أولا نقص التركيز ثانيا سرعة الحركة وثالثا الاندفاعية وتختلف تلك الاقسام من طفل إلى آخر من حيث الدرجة وعلينا أن ندرك الخلط والتفرقة بين الطفل المدلل وبين طفل يعانى هذه المشكلة فالأعراض الشائعة والتى تندرج تحت الأقسام السابقة أنه طفل مندفع ثرثار يتصرف كالأخرق ليس لديه المقدرة على التوقف سواء عن الكلام أو الحركة وليس لديه قدرة على ادارة الوقت ساذج وطيب وهو ليس قليل الذكاء ولكنهم أكثر ذكاء ولكن قليل النضوج ولا يستطيع أن يكون صداقات لأن أسلوب لعبه منفر لأصدقائه فمن يبلغ عمره ٩ سنوات يتعامل كمن يبلغ السابعة لأن المخ لديه لم يصل لمرحلة النضوج كما أن لديه حركة مستمرة ويقاطع الناس فى حواراتهم لأنه لا يركز إلا فيما يريد أن يقوله فقط دون أن يفكر فى التصرف نفسه ولا يستطيع انتظار دوره, قلوق وملول ولا يقدر الخطر بشكل صحيح ومن أهم الاعراض نقص الذاكرة قصيرة المدى وليست طويلة المدى التى تكون قوية وذلك الضعف فى الذاكرة قصيرة الاجل تسبب المشكلات الدراسية لأن المذاكرة تحتاج الذاكرة القصيرة الأجل وتجد الأم معاناة فى حل الواجبات الدراسية معه.

أما عن أسباب أصابة الطفل بهذا النمط هو عدم نمو بعض المناطق داخل المخ الناجمه عنها هذه السلوكيات والتى تنمو متأخرة أى أن سرعة نموها بطيئة عن الطبيعى وهذه تظهر من خلال الأشعة وعوامل تحديد سرعة نموها بنسبة كبيرة وراثية واحيانا يكون لأسباب اخرى حيث ان الاضطراب شائع جدا بين أطفال الحقن المجهرى كما أن الحمل فى سنوات العمر الكبيرة وما تتعرض له الأم بالأخص فى أول ثلاثة أشهر كتعرض الأم لأشعة محددة أثرت على الجنين أو نقص الأكسجين من الجنين.

يقدم دكتور عيد نصيحته للأم بمحاولة إنضاج الطفل عن طريق تقديم الوجبات المغذية للمخ كالأسماك والفشار والذرة ومنتجات العسل الأبيض والأسود وغيرها وضرورة الذهاب إلى الطبيب النفسى والحاقه بجلسات تحسين الحواس ووضع الطفل فى برامج تناسبه وعلى الأهل ألا يخافوا من الدواء فبعض الأدوية علاجية لتنمية المخ وليست كلها مهدئات للطفل.

ولا ينصح بوجود «الشادو» مع الطفل لأنه طبيعى ولا يحتاج إليها لأنها قد تسبب إحراجا له أمام أصدقائه كما أنها تضعف ثقته بنفسه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق