رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى لـ «الأهرام»: «كورونا أصبح من الأمراض السارية».. والنظام الصحى قادر على استيعاب الإصابات

حوار أجراه أحـمد إمـام
د. علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى

  • الوعى هو الدواء «الواقى» من الوباء .. والتطعيم طوق النجاة
  • لدينا 6 ملايين جرعة من اللقحات ولم تصدر توصيات بجرعة ثالثة من «سينوفارم»

 

 

 

أصبح فيروس»كورونا المستجد» واحدا من الأمراض السارية والمتوطنة فى دول العالم ومصر، والذى سيتم التعايش معه مثل الأنفلونزا العادية، بينما أدى تراخى المواطنين فى الإجراءات الاحترازية والوقائية إلى ارتفاع معدل الإصابات لدينا، مع دخول الموجة الثالثة من الفيروس، فى الوقت الذى نمتلك فيه أحدث الأجهزة بجميع المنافذ للكشف عن جميع الحالات، على الرحلات القادمة من الدول التى بها تحور للفيروس، حيث يتم إعادة من يثبت إصابته فورا، خاصة منذ انفجار الوضع الوبائى فى الهند، وهو ما أسهم بشكل كبير فى حماية البلاد من أى تحورات جديدة للفيروس.

هكذا، أكد الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائى، ذلك خلال حواره مع «الأهرام»، الذى تحدثنا معه فيه عن الوضع الصحى فى مصر والعالم.

وإلى نص الحوار:

 

هل تم رصد أى اختلافات فى السلوك الوبائى للفيروس بين المصابين والوفيات فى الموجة الثالثة عن الموجتين السابقتين؟

لم يتم رصد أى تباين أو اختلافات كبيرة فى السلوك الوبائى للفيروس فى الموجة الثالثة عن الموجتين السابقتين، ولكن قد يرجع ارتفاع الإصابات خلال الموجة الثالثة إلى التراخى فى اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، بينما تعد نسبة الوفيات أقل من مثيلاتها فى الموجتين السابقتين.

متى يمكن الجزم بنهاية الموجة الثالثة، والتراجع فى معدل الإصابات؟

نحن نتابع الوضع بصورة يومية ويتم تحليل البيانات، ولا يمكن الجزم متى سوف تنتهى أو تنكسر هذه الموجة. لكن طبقا لتحليل البيانات، فإنه عند حدوث تراجع نوعى حقيقى فى عدد الحالات المشتبهة والمحتملة والمؤكدة، خلال ثلاثة أسابيع متتالية على الأقل، يمكننا وقتها القول إن الموجة بدأت فى الانكسار، وهذا لن يحدث إلا بتعاون جميع الجهات والهيئات، مع تكثيف حملات التوعية للشعب حول التطعيم وأهميته، إلى جانب ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية.

برأيك كيف يتم مثل هذا التعاون بين مختلف الجهات والهيئات؟

ينبغى أن يكون هناك خطاب موجه إلى الشعب من كافة المنصات الإعلامية بخطورة تزايد حالات الكورونا عالميا ومحليا، ورفع الوعى بأهمية التطعيم والالتزام بقرارات الدولة ومجلس الوزراء والتعليمات الدورية لوزارة الصحة، من خلال القنوات الرسمية للوزارة، وعدم الالتفات للشائعات والمعلومات غير المبنية على أى أساس علمي.

لكن هناك من يذهب إلى أن ارتفاع حالات الإصابة خلال الموجة الثالثة، سيشكل ضغطا على النظام الصحى، فما هى حقيقة ذلك؟

النظام الصحى فى مصر أثبت أنه قادر على استيعاب جميع الأعداد خلال الفترات السابقة، خاصة فى الموجتين الأولى والثانية. ومنذ بداية ظهور حالات الإصابة لدينا، تم وضع خطة ديناميكية متكاملة، ويتم تطبيقها على عدة مراحل حسب تطور الوضع الوبائى، تهدف إلى رفع كفاءة النظام الصحى، كما تم تحديث بروتوكول العلاج بما يتماشى مع الوضع الراهن وتوصيات منظمة الصحة العالمية، كذلك مراقبة نسب الإشغال فى المستشفيات والعنايات المركزة بصورة يومية، بينما تم تجهيز وتوفير أماكن جديدة طبقا للاحتياجات.

«كورونا» بطبيعته فيروس متغير ومتحور، وهو ما يزيد من تخوفات الناس، فكيف يتم التعامل مع تلك التحورات؟

ليس بالضرورة أن يتسبب كل تحور جديد للفيروس فى تغير جذرى لخصائصه، فهناك نوعان من التغيرات، وهى إما تغيرات طفيفة أو محدودة، أو تغيرات كبيرة تسمى بـ«التحورات أو الطفرات الجينية». وكانت هناك قبل تحورات الفيروس بالهند حوالى تسعة تحورات للفيروس، وهو أمر شبه طبيعى كما يحدث فى فيروسات الانفلونزا. والتغيرات والتحورات الكبرى تزيد فرصها عند إصابة المصابين بأمراض المناعة أو الأمراض المزمنة، مما يجعل فترة الإصابة بالمرض أطول، وكذلك طول فترة الوباء وسرعة الانتشار وغيرها من العوامل.

وما هى أسباب ارتفاع معدل الإصابات فى الهند، وهل من الممكن أن نمنع دخول السلالة المنتشرة بها البلاد؟

ارتفاع معدل الإصابات بسرعة كبيرة فى الهند يرجع إلى عدة عوامل، منها التجمعات الدينية والسياسية والأعياد، والتزاحم على مراكز التطعيم، مع عدم تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية. وما زال تأثير السلالة الجديدة والطبيعة الوبائية لها قيد الدراسة، لكن وزارة الصحة لدينا تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع دخول تلك السلالة إلى البلاد عن طريق تشديد إجراءات الحجر الصحى بجميع منافذ الدخول، ومنع دخول أى حالات ايجابية، إلى جانب متابعة القادمين من الخارج خلال فترة حضانة الفيروس للتأكد من عدم إصابتهم به، كذلك قيام المعامل المركزية بالوزارة باتخاذ الإجراءات المعملية اللازمة لسرعة اكتشاف أى تحور جينى للفيروس، من خلال الرصد المعملى النشط للفيروس.

منذ بدء عمليات التطعيم سواء للمواطنين أو الفرق الطبية باللقاحات المتوافرة، كم عدد من تم تطعيمهم حاليا؟

حتى الثلاثاء الماضى، بلغ عدد المسجلين الراغبين فى التطعيم نحو 2٫7 مليون شخص، سواء من الفرق الطبية أو المواطنين والأجانب المقيمين على أرض جمهورية مصر العربية، والعدد فى تزايد بشكل يومي. كما بلغ عدد من تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم فعلياً 1٫093٫381 شخص، و236٫745 شخص تلقوا الجرعة الثانية من التطعيم.

وماذا عن استعدادات المستشفيات والوحدات الصحية وفرق الطب الوقائى لتطعيم المواطنين؟، وكم مركزا للتطعيم لدينا؟

وصلنا إلى 356 مركز تطعيم على مستوى الجمهوية، مجهزة بسلسلة تبريد كافية لحفظ اللقاح، وتم تدريب الفرق الطبية على تقديم الخدمة التطعيمية على أعلى مستوى، كما تم تخصيص فرق متحركة لتطعيم العاملين بالمؤسسات وبعض القطاعات الاقتصادية، مثل الشركات والمصانع والبنوك والمصالح الحكومية والخاصة، إلى جانب تطعيم القطاعات الأكثر عرضة للتعامل مع المواطنين وتأثيراً فى الاقتصاد القومى، مثل (السياحة والطيران - التشييد والبناء - التعليم - مرشدى هيئة قناة السويس - أعضاء المجالس النيابية).

كم عدد الكميات التى وصلت إلينا من اللقاحات، وما المنتظر فى الفترات المقبلة؟

تم توريد 2٫434٫400 جرعة من لقاحى أسترازينيكا وسينوفارم، كما تم شحن عدد 3٫544٫800 جرعة إضافية من لقاح أسترازينيكا الأسبوع الماضى، وبشكل عام نستهدف على الأقل توفير 40 مليون جرعة خلال الفترات القادمة، حيث تعتبر عملية توفير اللقاح بشكل كاف مسألة أمن قومى لدينا، وفى سبيل ذلك تم الحرص على توفير اللقاح من أكثر من مصدر.

وماذا عن كثرة الآراء حول ضرورة تناول جرعة ثالثة من لقاح «سينوفارم»، من أجل تعزيز الأجسام المضادة؟

طبقاً لتعليمات الشركة المنتجة، فإن جدول تطعيم اللقاح يتكون من جرعتين، بفاصل زمنى بينهما من أسبوعين إلى 4 أسابيع. لكن إذا صدرت دراسات فى الفترة القادمة على أساس علمى، تدعمها الشركة المنتجة حول زيادة جرعة ثالثة، فمن المؤكد أن وزارة الصحة المصرية ستضع ذلك فى الاعتبار. وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية يوم 7 مايو الحالى اللقاح لكى يتم طرحه على مستوى العالم، وهو ما أكد صدق قرار وزارة الصحة المصرية وهيئة الدواء فى استباق قرار المنظمة فى اعتماد أمان وفاعلية اللقاح، بناءً على الدراسات الإكلينيكية التى شاركت فيها مصر مع عدد من دول المنطقة مثل الأردن والإمارات، بمشاركة أكثر من 43٫000 متطوع، وكانت الوزيرة الدكتورة هالة زايد من المتطوعين فى تلك الدراسة.

وماذا عن إصابة أشخاص بالفيروس بعد تلقيهم اللقاح؟

لا يوجد لقاح يمنع الإصابة بأى مرض بنسبة 100%، لكنه يحمى بنسبة كبيرة جدا من حدوث المضاعفات والوفيات الناتجة عنه. وقد يحدث فى حالة الإصابة السابقة عدم استمرارية وجود أجسام مضادة كافية، أما فى حالة التطعيم فإنه يلزم مرور فترة كافية، وتلقى الجرعة الثانية لتكوين مناعة ضد الفيروس، بينما الإصابة بالفيروس مرة أخرى خلال مدة وجيزة، فقد تكون هى نفسها الإصابة الأولى وامتدت لفترة طويلة بفترة هدوء نسبى للأعراض.

وهل أصبحت جائحة «كورونا» مستمرة، وما المطلوب من المواطنين للتعامل معها؟

يجب أن يلتزم المواطنون بالاتباع الصارم للإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامة فى أثناء التعامل مع الآخرين والابتعاد عن التجمعات، أو التواجد فى الأماكن المزدحمة غير جيدة التهوية، كذلك الاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون بصفة متكررة، والأهم البعد عن تداول الشائعات أو التأثر بها، لأن التأثر بها يضر المجتمع ويدخل الناس فى حالة هلع، قد تؤثر سلبيا على الحالة النفسية وعلى جهاز المناعة، والذى يعتبر خط الدفاع الرئيسى فى مواجهة المرض، ذلك إلى جانب الاهتمام بسرعة أخذ اللقاح الذى يوفر الحماية الكافية من المضاعفات الخطيرة للمرض، ويقلل من معدلات انتشاره.

ومتى نصل إلى «صفر» إصابة بالفيروس؟

لا أحد يستطيع الجواب على هذا السؤال بشكل دقيق حاليا، لكن ما يمكن قوله إن الحرص من المواطنين على اتباع الإجراءات الاحترازية، وتوسع الوزارة فى الحملات التطعيمية التى تقدمها، سيكون له الأثر الكبير فى كسر سلسلة العدوى، والحد من انتشار المرض ومضاعفاته والوفيات الناتجة عنه. كما أنه من الأرجح أن تتعاقب الموجات، حتى تتكون مناعة المجتمع فى معظم دول العالم، ويصبح المرض كما هو الحادث فى الأنفلونزا بشكل موسمى، ومن هنا نهيب بالمواطنين بسرعة تلقى التطعيم والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار المرض.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق