رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ليالى العيد على المقاهى الشعبية
الشيشة تتحدى كورونا!

تحقيق ــ راندا يحيى يوسف
الشيشة ظاهرة خطيرة فى ظل اجراءات الدولة لمكافحة كورونا - صورة لمحمد عبدة

  • «الإحصاء»: 2440 جنيها متوسط الإنفاق السنوى للفرد على التدخين
  • د. خالد قاسم: حملات تفتيش للضبط والغلق.. وخطوط ساخنة للإبلاغ
  • د.فاطمة العوا: الشيشة وسيلة سريعة لانتقال الفيروس

 

 

تتعالى حدة التحذيرات العالمية من تفشى السلالة المتحورة لفيروس كورونا، والتى عصفت مؤخرا بآلاف الضحايا فى الهند خلال أيام، الأمر الذى يدعو للقلق من أن الهجمات الشرسة للفيروس قد تحصد آلاف الأرواح جملة واحدة، دون هوادة وبشكل خارج عن السيطرة. ويحمل التكوين الجديد للفيروس طفرتين مختلفتين، لذلك فهو أكثر قابلية للانتشار عبر الرذاذ بشكل أسرع من سابقه، كما ان الأجسام المضادة تجد صعوبة فى مواجهته، ووسط مخاوف

من انتقاله عبر البلدان، تقوم الحكومة بالمزيد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الجائحة.. ولكن تظل بعض الخروقات من المخالفين للإجراءات الوقائية، وتتمثل أغلبها فى أفعال وممارسات المقاهى الشعبية، التى يسعى أصحابها إلى الكسب المادى دون اعتبار للخطر الذى يسببه، فيتسللون بعيدا عن أعين القانون ضاربين به عرض الحائط.. نستعرض عبر التحقيق التالى بعض تلك التجاوزات موثقة بالصور.

 

فى طريقنا لجولة ليلية خلال أيام عيد الفطر بين عدد من المقاهى الشعبية فى ضواحى القاهرة والجيزة، وجدنا المشهد متكررا فى معظم الكافيهات التى قابلناها، وخاصة الموجودة بالشوارع الجانبية، فلا أحد يرتدى الكمامة، سواء العاملون أو الزبائن على حد سواء، ولا يراعى التباعد الاجتماعى وفقا للإجراءات الاستثنائية الحالية، بل تجد التجمعات بشكل مبالغ فيه.

جلسنا على المقهى الأول بمنطقة أرض اللواء وكانت الشاشات العريضة تملأ المكان لإذاعة مباريات كرة القدم، وبالكاد وجدنا مكانا للجلوس وسط تجمعات الشباب من مختلف الأعمار، بمن فيهم فتيات من جنسيات مختلفة، والأمر اللافت للنظر أن جميع الزبائن يشربون الشيشة كمطلب رئيسى قبل المشروبات، ولأنهم يعلمون انهم مخالفون لكل ما تنادى به الدولة، يوجد نحو أربعة أفراد يتابعون حركة الموبايلات لضمان عدم تصويرهم، وخوفا من مرور أى دورية أمنية قد تصل اليهم حتى لا يتعرضوا للغرامة.


كما لفت نظرنا أن أعداد المدخنين الموجودة تفوق كل تصور، ولأن المقهى أسفل عمارة سكنية مليئة بالسكان، فترى الدخان المتطاير عبارة عن سحابة كثيفة تصل للأدوار العليا، وكأنهم يدخنون معهم بالضبط!. وعلى مقهى آخر بمنطقة ميت عقبة، يحتل الشارع ويضعون كراسى وترابيزات بجوار سور مدرسة كبيرة حتى يتيحوا لأكبر عدد من الزبائن الجلوس، وبشكل عام كان المشهد لايختلف كثيرا عن سابقه، وفى لحظة خاطفة أبصرت عملية بيع وشراء مخدرات من أحد الطيارين «يركب موتوسيكل» لزبون يجلس على التربيزة المقابلة، فمن الواضح أن هناك اتفاقا على المكان المحدد للقاء!.

وعلى الرغم من تقديمهم المشروبات فى أكواب كرتون، ألا أن نوعها كان يبدو رديئا حيث إنها سهلة الالتواء، وتكاد تسقط ما فيها. وفى احد الشوارع الرئيسية بالمهندسين قررنا دخول مقهى عائلى كبير، حيث تجلس الأم والأب والأبناء على طاولة واحدة كنوع من أنواع الترفيه عن النفس واستنشاق الهواء وممارسة الألعاب الترفيهية كالدومينو والشطرنج والطاولة والكوتشينة ومشاهدة المباريات، ولاحظنا أن تدخين السجائر كان البديل الواضح للشيشة، ولكن الأمر المشترك عدم الالتزام بالكمامة أو بالتباعد الاجتماعى من قبل الزبائن، فضلاً عن مخالفة مواعيد الغلق التى حددتها الدولة.

أصحاب الكافيهات

فى جولتنا استمعنا لوجهة نظر أصحاب المقاهى وبعض المواطنين، وصادفنا عددا من المقاهى الكبيرة التى توجد بالشوارع الرئيسية والتى تلتزم بشكل كبير بما تقره الحكومة من إجراءات حفاظا على سلامة وامن الجميع، بينما تعج العديد من الشوارع الجانبية بمقاهى الأرصفة، وهم فئة ملأت قلوبهم جشعا وانعدمت ضمائرهم، وهؤلاء هم من يحتاجون للردع ورفع درجة الوعى لديهم بمراعاة الأمانة فى الفعل والعمل.

يقول شادى فهد صاحب كافية: رغم عزوف الشباب فى ايام الحظر، وما تبعها من إجراءات تتضمن الإغلاق وتعليق الأنشطة، انما لا يمكن ان تندثر المقاهى الشعبية، التى أثبتت ان لها مذاقا خاصا، ووجودها بقوة فى أغلب الشوارع والاحياء الشعبية حيث يحلو السهر مع الأصدقاء والأقارب هروبا من زحمة الحياة وترويحا عن النفس!.

أما عصام مصطفى مالك مقهى بمنطقة المعادى بجنوب القاهرة فيقول: إن أيام إذاعة المباريات تحتل اهتماما كبيرا، حيث يكون دخلها مضاعفا، خاصة المباريات المهمة التى يهتم بها جمهور الكرة فى مصر، وعلى رأسها مباريات قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك ومباريات «ليفربول» حين يشارك اللاعب المصرى محمد صلاح، فهى أيام فيها رزق كبير للعاملين فى المقاهى وأصحابها، لافتا إلى أنهم حريصون كل الحرص على اتباع الإجراءات الوقائية لهم والزبائن، فلكل زبون «لى» طبى وشيشة خاصة به، مما يضمن عدم العدوى.

أما الحاجة هداية فتسكن بجوار مقهى فى منطقة ارض اللواء فتقول: أكثر ما يزعجها صوت الضجيج وارتفاع الأصوات، وهو ما جعلها تفقد الأمل فى أن تنعم بالهدوء ولو ليوم واحد.

عناصر الخطورة

وهنا نتطرق لتأثير التدخين على الصحة، فتحذر د. فاطمة العوا، المسئولة الإقليمية عن مبادرة التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية، من استخدام الشيشة وجلسات المقاهى والتجمعات الشبابية، حيث إن الخطر لايكمن فى استخدام الشيشة وادواتها فقط، بل أيضا فى التجمعات، وهى احد عناصر الخطورة الرئيسية، فضلا عن الاحتكاك مع العاملين بالمقاهى، لذا فلابد من تجنب التجمعات سواء داخل المنازل أو فى الأماكن العامة كالمطاعم والمقاهى أثناء رمضان وبعده، حتى تنعدم احتمالات الإصابة بالفيروس، ومن المعروف إن «كوفيد 19» ينتشر من خلال الرذاذ الصادر من الفم والأنف واللمس من المصاب او حامل الفيروس.

وهناك إجماع علمى على بعض الإجراءات من أجل تقليل خطورة الإصابة، أهمها منع مقاهى الشيشة لأنها وسيلة لانتقال الفيروس وتحوى تجمعات كبيرة منافية للحفاظ على التباعد الاجتماعى المطلوب، كما ان مستخدمى الشيشة والسجائر أكثر عرضة من غيرهم للمرض وأكثر عرضة للمعاناة من المرض، والأمر الخطير انه لايمكن الجزم بسلامة تعقيم الشيشة وخلوها من الفيروس، أو حتى عدم نقله من خلالها، كما أثبتت الإحصائيات أن أغلب المدخنين يقعون فى الفئات العمرية بين (25ــ44) عاما، وهى عمر الإنتاج وحجر الزاوية فى قوة العمل!.

اشتراطات وتعليمات

ولأن الدولة تضع خطوطاً استرشادية لكل مهنة، وخاصة أن العالم اجمع يمر بظروف استثنائية منذ ظهور الجائحة، يوضح د. خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية والمتحدث الرسمى باسم الوزارة، انه فيما يخص مواعيد الإغلاق وآليات عمل الكافيتريات، طبقت تنفيذا لقرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا ببدء العمل بالمواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال والمطاعم بداية من 17 أبريل، وذلك بدلاً مما نص عليه القرار الوزارى رقم 456 لسنة 2020 م بشأن مواعيد تشغيل المحال العامة والذى كان ينص على بداية تطبيق المواعيد بنهاية شهر أبريل 2021م، على أن تكون مواعيد فتح المطاعم والكافيهات بما فى ذلك الموجودة بالمولات التجارية يوميًا من الساعة الخامسة صباحًا وتغلق الساعة الواحدة صباحًا صيفًا، مع استمرار خدمة التيك أواى وخدمة توصيل الطلبات للمنازل بالنسبة للمطاعم والكافيهات على مدار 24 ساعة.

لافتا إلى أنه تم إصدار توجيهات للمحافظات بتطبيق كل الاشتراطات والتعليمات التى نص عليها القرار الوزاري، خاصة نسب التواجد المقررة والتى تضمن السلامة العامة فى المطاعم والكافتيريات وغيرها بما يحقق أمن وسلامة المواطنين تحقيقا لانضباط الشارع والقضاء على العشوائية والفوضى ومنع الإشغالات والتكدس المرورى، فضلا عن الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين وعدم الإزعاج، كما يمكن تلقى الشكاوى من المواطنين على الخط الساخن «15330» 24 ساعة.


 

الإنفاق على التدخين

اذا كان الواقع الفعلى يظهر الصورة جلية، حيث يقضى الشباب أوقاتا طويلة على المقاهى الشعبية  وينفقون كل ما يتحصلون عليه على التدخين؛ فتؤكد ذلك لغة الارقام والاحصائيات، فوفقاً لدراسة قام بها الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء لعام 2017م/ 2018م ، حيث بلغ  متوسط الإنفاق السنوى على التدخين 2440 جنيها سنوياً للفرد المدخن، ونسبة  4.7  من إجمالى إنفاق الأسر التى بها مدخن.

 

التعليم وقاية من التدخين

ومن المؤشرات الإيجابية خلال الجولة لاحظنا تواجد بعض الفتيات والسيدات يقمن بتدخين الشيشة، الا أن اعدادهن أقل كثيرا من الذكور، مما يعكس حرص اغلبهن على التقاليد والأعراف الاجتماعية، فضلاً عن تأثير مستوى التعليم فى رفع درجة الوعى بالمخاطر الصحية الناتجة عن التدخين، ويشير إلى أن أعلى نسبة للمدخنين تقع بين الأفراد الذين يستطيعون القراءة والكتابة والحاصلين على شهادات محو الأمية، وعلى الجانب الآخر، فإن أقل نسبة للمدخنين بين الحاصلين على مؤهل جامعى فأعلى. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق