رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تعددت الضغوط .. والتأثير صفر

أمنية نصر

على وقع أزمات سريعة ومتلاحقة يعيش لبنان منذ أعوام طويلة أزمات سياسية خانقة، لعل أخطرها الجمود السياسى الحالى الذى تعيشه البلاد وتحديدا منذ أكتوبر الماضي، الذى تقف أمامه القوى السياسية والأطراف الدولية عاجزة عن حله وإخراج البلاد من النفق المظلم.

والحقيقة هنا أن كفة الصراع متكافئة إلى حد بعيد، وإن كانت تميل نحو القوى الشيعية للحفاظ على ثبات الأوضاع. وهو أمر تدركه فرنسا التى تقود بمشاركة الولايات المتحدة الضغوط الدولية لحل أزمة تشكيل الحكومة، فنرى تحولاً فى الموقف الفرنسى .فقد انتقلت باريس من دور الراعى التاريخى لبيروت مقدمة مبادرتها السياسية لحل الأزمة اللبنانية وعقد أكثر من مؤتمر لمساعدتها، إلى موقف أكثر حدة وصرامة ملوحة بعقوبات على معرقلى التشكيل الحكومي. ليتبدل الموقف الفرنسي. فخلال الزيارة الأخيرة لبيروت، نجد وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان يتجاوز سياسيى النخبة بعقد لقاءات بروتوكولية لم يتعد أطولها نصف الساعة. ويخصص أكثر من ساعتين لمناقشات أكثر عمقاً لقادة الحراك الشعبى ويستمع لهواجسهم بعدم الثقة بالطبقة الحاكمة ووجوب تشكيل حكومة مستقلة لإنقاذ الاقتصاد وإجراء الانتخابات النيابية فى موعدها، وهو أمر يعكس استياء باريس من إفشال المبادرة الفرنسية، والتهديد بأن رهان المستقبل سيكون على القوى لإحداث تغيير فى الخريطة السياسية، لأن فرنسا ضاقت ذرعا بهذا الجمود ولا تريد أن ينتهى الأمر بلبنان لإعلانه كدولة فاشلة.

الأمر المهم هنا هو أنه لكى تنجح المساعى الفرنسية للضغط على المسئولين فى بيروت بدون أى تعقيدات، ينبغى أن يكون هناك تنسيق وتوافق أوروبى وأمريكى يتزامن مع تطبيق أى عقوبات أو حتى التلويح بها حتى يكون لها أى تأثير. وهو أمر مستبعد . فدولة أوروبية مثل بلغاريا، أعلنت من قبل وأكدت مجددا رفضها الدخول فى لعبة الضغوط على لبنان وفرض عقوبات على التيار الوطنى الحر بالتحديد.

فرنسا لاعب مهم فى لبنان ووحدها لا تستطيع حل الأزمة، ونحن هنا لا نستطيع أبداً إغفال دور إيران عبر أنصارها الشيعة حيث يتصدر المشهد حزب الله. فغير خاف على العالم أن صواريخ الأخير تعتبرها إيران خط دفاعها الأول لأى حرب ضد طهران، بالإضافة لاستغلال إيران لهشاشة الوضع على الحدود اللبنانية مع إسرائيل بالإضافة لوكلائها الشيعة فى المنطقة كورقة ضغط مفيدة على طاولة المفاوضات فى فيينا. كما أنها لعبة محسوبة المخاطر ما بين إسرائيل من جهة وحزب الله وإيران من الجهة الأخرى. وهنا تدرك الأطراف الدولية أنها لا تريد معاداة الحزب أو حركة أمل وأنصار الحزبين فى لبنان. أيضاً تقف موسكو فى صفوف المراقبين للوضع فى لبنان لتوازن الضغوط على الحزب. فموسكو داعم أساسى لسوريا بدأت تظهر كمقصد للسياسيين فى لبنان خاصة بعد زيارة مسئولين فى الحزب ووزير الخارجية ورئيس التيار الوطنى الحر جبران باسيل ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى لموسكو أمر يؤسس لدور روسى نافذ فى المرحلة المقبلة.

الواضح هنا أن الوضع فى لبنان لا يحتمل المزيد من التسويف والمماطلة وتبادل الاتهامات المتواصلة، الأمر الذى يدفع بالبلاد لطريق الهاوية، بالإضافة لظروف جائحة كورونا الخانقة، ومع بالونات اختبار فرنسية بعقوبات قد تطال مسئولين سياسيين على رأس أحزاب أساسية هناك. ووقوع لبنان وسط صراعات إقليمية ودولية يبقى على هؤلاء الفرقاء وضع مصلحة البلاد الأولى نصب أعينهم والنأى باللبنانيين عن حروبهم الطاحنة، أو حتى الخروج عبر المألوف والاتجاه صوب تحالفات دولية وإقليمية غير معتادة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق