مما لا شك فيه أن فقدان ملايين الأشخاص لأحبائهم وذويهم حول العالم جعلهم يفكرون بشكل مختلف فيما يريدون أن يفعلوه بأجسادهم بعد الوفاة، فمع تفشى فيروس كورونا بشكل كبير، تغيرت من خلاله كثير من العادات والتقاليد التى كانت سائدة منذ قرون لمراسم وطرق دفن الموتى فى مختلف أنحاء العالم.
الكرات المرجانية
يعتبر الدفن داخل الكرات المرجانية واحدة من أغرب وأشهر طرق الدفن فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلاله يتم تحويل رفات الموتى إلى تشكيلات مرجانية اصطناعية تشبه الكرة، ويتم وضعها فى قاع المحيط . وتعد شركة «الشعاب المرجانية الخالدة»، واحدة من أوائل الشركات الأمريكية التى قامت بتحويل جثث آلاف المتوفين إلى رماد يتم إضافته إلى مزيج خرسانى صديق للبيئة، مما يسمح للكائنات البحرية بالتعلق بها والعيش فيها. ويقول القائمون على إدارة هذه الشركة أنه مع انتشار كوفيد -19 خلال العام الماضى، تم وضع أكثر من 2000 من الشعاب المرجانية فى 25 موقعا قبالة الساحل الشرقى للولايات المتحدة، لكى يتمكن أقارب المتوفين من مشاهدة الشعاب المرجانية التى تحمل ما تبقى من رفات ذويهم.
التسميد البشري
بالنسبة للأشخاص الذين يريدون أن يدفن رفاتهم فى الأرض، هناك طريقة أخرى صديقة للبيئة تسمى تقنية «التسميد البشري» التى يتم من خلالها وضع الجسم فى اسطوانة فولاذية محكمة الغلق، جنبا إلى جنب مع رقائق الخشب والقش ومجموعة من النباتات التى تتحكم فى إعادة تكوين مستويات ثانى أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين والحرارة والرطوبة فى الأنبوب، لكى تتمكن الميكروبات والبكتيريا من الازدهار. وبعد 30 يوما، تكتمل عملية التسميد ويتم إزالة جزء من التراب عن الأسطوانة، لتتم معالجتها وتهويتها لبضعة أسابيع. وقد قامت العاصمة الأمريكية واشنطن بإصدار قانون باعتماد «التسميد البشري» كطريقة جديدة لدفن الموتى. ووفقا لهذا القانون، لا يسمح ببيع التربة أو استخدامها لزراعة الغذاء للاستهلاك البشرى، كما لا يمكن دفن عدة أشخاص فى تربة واحدة.
مدافن الفضاء
من خلال هذه الطريقة يتم حرق جثث الموتى وتحويلها إلى رماد ووضعها داخل كبسولات ترسل إلى سطح القمر. وقد قامت شركة «سيليستيس» الأمريكية بإرسال رفات الموتى على مدى العشرين عاما الماضية بمساعدة وكالة «ناسا» الفضائية التى تقدمها كجزء من خدمة الدفن التجارية، حيث ترسل روبوتا يطلق رفات الموتى فى الفضاء ويوثق ذلك بالفيديو لعرضه على الأهل والأصدقاء فى الجنازة. ويتم إطلاق هذه الرحلات مرتين إلى ثلاث مرات فى السنة، فى حين أنه من المتوقع أن تزيد وتيرة هذه الرحلات خلال السنوات الخمس القادمة.
الجنائز «الافتراضية»
أدى الوباء إلى تغيير مشهد الجنازات المتعارف عليه، حيث أسهم فى الاعتماد على التكنولوجيا بشكل كبير خاصة خلال أداء الطقوس الجنائزية، ففى ظل الأوضاع الجديدة، غالبا ما يكون حضور الجنازة أمرا صعبا لمنع انتشار العدوى، لذلك لجأت العديد من الشركات فى الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم خدمة البث المباشر للجنائز، وهو الأمر الذى مكن الكثيرين فى جميع أنحاء الولايات من مشاهدة هذه الإجراءات بصورة عالية الدقة، كما أسهم بشكل كبير فى منح أقارب وأصدقاء المتوفى فرصة الوجود حتى لو كان ذلك افتراضيا.
رابط دائم: