رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس جامعة القاهرة فى حوار لـ « الأهرام »:
٥٠٠ مليون جنيه تكلفة التحول الإلكترونى.. والجامعة تدق أبواب «الجيل الرابع»

أجرت الحوار هبة على حافظ
د الخشت

  • صممنا أول دليل مصرى لأخلاقيات التعامل مع حيوانات التجارب
  • حققنا قفزات مئوية فى أكثر التصنيفات الدولية بفضل تطبيق المعايير العالمية

 

 

حين تدخل جامعة القاهرة، تستدعى ذاكرتك سيرة لطفى السيد وطه حسين ونجيب محفوظ ويحيى حقى وسميرة موسى وبطرس غالى والبابا شنودة وقائمة طويلة من أعلام الأمة، ويعد ذلك أمرا طبيعيا عندما تكون بين جدران جامعة يمتد تاريخها لأكثر من قرن ونيف من الزمان، فهى أعرق الجامعات المصرية والعربية، وتظل منارة للفكر وملتقى للإبداع، وسيبقى تاريخها شاهدا على عطاء عظماء وزعماء وقادة الفكر والحريات من مصر والوطن العربى.

هذه الجامعة لم تقف يوما على ما قدمته، بل تتطلع دائما إلى مواكبة كل جديد فى مجالات العلم والمعرفة، ومن أجل ذلك تشهد خلال سنواتها الأخيرة تطورا كبيرا، يرجع لاتساع الرؤية المستقبلية لرئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت- أستاذ فلسفة الأديان- ولأجل التعرف عن قرب على كواليس العديد من الخطى والقفزات التى حققتها الجامعة فى التصنيفات الدولية، والبحث العلمى، والتخصصات الجديدة، والدور المجتمعى والتنموى لها فى معظم القضايا والأزمات..كان مع رئيس الجامعة هذا الحوار:

 

بما أنه لا حديث حاليا يعلو على حديث «كورونا»، نريد التعرف على سياستكم للتحول إلى جامعة ذكية، وتطبيق نظام التعليم عن بعد؟

لا يخفى على أحد من متابعى العملية التعليمية على مستوى العالم أهمية التحول الرقمى أو الإلكترونى، فهو أصبح من اساسيات التعليم بصفة عامة، لذلك خصصت الجامعة 500 مليون جنيه للتحول الإلكترونى بجميع كليات الجامعة، وهذا المبلغ من التمويل الذاتى، ولم نكلف خزانة الدولة شيئا. كما أطلقت الجامعة أكبر منصة ذكية للتعليم عن بعد على مستوى جامعات العالم «Smart CU»، وهى عبارة عن نظام جديد للتعلم، أكثر تطورًا من الأنظمة العادية،كما قامت بإجراء أكبر عملية تدريب لأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب وموظفى تكنولوجيا المعلومات، على استخدام المنصة بواسطة مدربين دوليين، بالإضافة إلى أننا أول جامعة تعدل نظم دراستها وامتحاناتها وفقا لنظام التعليم الإلكترونى، بالتزامن مع إحداث عملية تحول كبرى فى تهيئة البنية التحتية التكنولوجية، وتطوير بوابات الخدمات الإلكترونية، وميكنة المكتبات وتطبيقاتها، ونظم المعلومات الإدارية، وتركيب أحدث الشاشات التعليمية الذكية التفاعلية، وإمداد الكليات بـ 40 ألف «تابلت» .

‪‬ بعد هذا التطور الذى تشهده الجامعة، حدثنا عن التصنيفات الدولية التى وصلتم إليها بين جامعات العالم؟

حققت الجامعة تقدمًا غير مسبوق فى مجال التصنيفات العالمية، فقد احتلت موقع الصدارة ضمن أفضل جامعات العالم محققة قفزات مئوية فى أكثر التصنيفات، وتقدمت فى بعض التصنيفات سبعة أضعاف، حيث جاءت من أفضل الجامعات العالمية المرموقة فى 8 تصنيفات دولية، فقد دخلت الجامعة لأول مرة فى تاريخها فى الفئة من 301-400 جامعة على مستوى العالم فى تصنيف شنغهاى الصينى، وتقدمت فى تصنيف QS البريطانى فى 21 تخصصا بنسبة 110%، وفى تصنيف التايمز العالمى للتخصصات، وقفزت 150 مركزًا دفعة واحدة بنسبة ارتفاع 30%، وكانت الجامعة المصرية الوحيدة ضمن أفضل الجامعات العالمية فى 7 تخصصات علمية مجتمعة، واحتلت المرتبة ١٧٨ بالتصنيف الإنجليزى «التايمز» بنسبة تقدم 25% لعام 2020 بين جامعات دول الاقتصادات الناشئة، وحققت طفرة فى التصنيف الإسبانى للجامعات ويبوميتركس، حيث تقدمت 213 مركزا فى ثلاث سنوات، كما تقدمت فى تصنيف «يو إس نيوز» الأمريكى، واحتلت المرتبة 448 على مستوى العالم، بتقدم 14 مركزًا، بالإضافة إلى تصنيف (CWUR)، حيث جاءت فى المرتبة 452 عالميًا، وتقدمت فى التصنيف الإسبانى 14 مركزًا محتلة المركز 299 من 6459 جامعة، وتصدرت الجامعات المصرية والإفريقية فى التصنيف الهولندى «ليدن Leiden» واحتلت المركز 308 عالميا، وضمن أفضل 1% من بين 30 ألف جامعة عالمية.


‪‬ إذن يهمنا هنا معرفة أسباب التقدم فى التصنيفات الدولية؟

حرصنا على تحقيق عدة معايير أساسية لتحقيق التقدم والريادة فى التصنيفات الدولية، ومنها تحسين السمعة العالمية للجامعة، والعمل على جذب الطلاب الوافدين، وزيادة السياحة التعليمية وتدفقات النقد الأجنبى، وتأهيل خريجى الجامعة لزيادة فرصهم فى الحصول على عمل إقليميا ودوليا، وزيادة فرص شباب الباحثين فى الحصول على منح للدراسات العليا بالخارج.

كما حرصنا على زيادة التعاون والشراكات مع الجامعات العالمية المرموقة من خلال برامج علمية مشتركة لزيادة الدرجات العلمية، وإتاحة التبادل الأكاديمى والطلابى، واستقدام أساتذة أجانب، وإدخال برامج ونظم تعليمية جديدة بمعايير عالمية.

‪كل من يتجول فى الجامعة يلاحظ عددا من المشروعات الجديدة، حدثنا عنها؟

سعيت خلال السنوات الأربع الماضية لأن أعمل بكل جهد للانتهاء من العديد من المشروعات الكبرى للجامعة، منها بناء أكبر مشروع إسكان لجامعة القاهرة فى تاريخها، بواقع 425 غرفة بالإضافة إلى إنشاء مركز للدعم النفسى وإعادة بناء الذات، ومركز لاكتشاف ورعاية الموهوبين.

كما أسست الجامعة أول مركز تدريب ودليل مصرى للتعامل الأخلاقى مع حيوانات التجارب، ومعهد «كونفوشيوس» النموذجى الجديد، وقمنا بتطوير ورفع كفاءة المدن الجامعية فى أكبر عملية تطوير لها فى تاريخ الجامعة، وتم رفع كفاءة الحرم الجامعى والمنشآت والبنية الأساسية للجامعة والكليات وفق المعايير الفنية والأثرية وترميمها على 3 مراحل، بالإضافة إلى تطوير المكتبة التراثية، كما تم تطوير نادى التجديف ورفع كفاءته، وإنشاء مسرح «دولت أبيض» بأحدث التقنيات العالمية.

وماذا عن جامعة القاهرة الدولية؟

تم انجاز ٨٠٪ منها، ومن المنتظر أن تبدأ الدراسة بها خلال عام، ويحتفظ فرع الجامعة الدولى بتصميم القبة والساعة للإبقاء على الروح المميزة لجامعة القاهرة الأم، وتصل تكاليف المرحلة الأولى فقط إلى مليارى جنيه، ويقع الفرع الدولى داخل مدينة 6 أكتوبر على مساحة 575 فدانًا على طريق وصلة دهشور، والالتحاق بها يتم عن طريق مكتب التنسيق، وسوف يتم وضع اختبارات تعتمد على المهارات الشخصية، وليس مجموع الطالب فى الثانوية العامة فقط، ويعتبر الفرع الدولى أول جامعة برامج على مستوى العالم، تمنح درجات علمية مشتركة ومزدوجة مع الجامعات الدولية لتقديم نظام تعليمى متكامل يدرس فيه الطالب التخصصات البينية التى تدخل فى وظائف المستقبل وتلبى متطلبات عصر التكنولوجيا البازغة.

‪‬ وما آخر مستجدات التطوير فى المستشفيات الجامعية؟

اتخذت الجامعة حزمة من الإجراءات والخطوات الجادة التى من شأنها رفع وتطوير الأداء والعمل داخل المستشفيات الجامعية والتقليل من قوائم الانتظار، وتم إعداد مشروع «قصر العينى 2025» لتطوير مستشفياته وتجديد الأجهزة الطبية ورفع كفاءة البنية التحتية وتغيير نمط المستشفيات إلى نمط المستشفيات المتخصصة وتقسيمها إلى مستشفيات تخصصية رأسية تتمتع بنظام حوكمة مؤسسية وتدار بكفاءة، وتحويلها إلى مستشفيات صديقة للبيئة باستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وقد وصلت تكلفة تطوير قصر العينى إلى 5 مليارات جنيه، كما تم تطوير وحدة الطوارئ لتصبح أكبر مستشفى للطوارئ فى الشرق الأوسط من التمويل الذاتى على مساحة ٧ آلاف متر بعد أن كانت ٧٠٠ متر.

كما بدأنا فى تطوير المبنى الجنوبى للمعهد القومى للأورام لزيادة الطاقة الاستيعابية بنسبة 30%، وإصلاح التلفيات التى خلفها التفجير الإرهابى وإعادة تأهيل المبنى الشمالى وتوحيد الشكل العام، واستعادت الجامعة مستشفى معهد الأورام الجديد 500 500 بمدينة الشيخ زايد، الذى يعد أكبر مستشفى تعليمى متخصص ومتكامل فى العالم لعلاج كل أنواع الأورام وكل الأعمار، وجار التجهيز لافتتاح المرحلة الأولى قريبًا بتكلفة ٣٫٥ مليار جنيه .

ونفذت الجامعة أكبر مجمع طبى للأطفال (مستشفى أبوالريش الجديد)، وانشأت مركز طب الأسنان الرقمى بتكلفة 18 مليون جنيه مصرى، وطورت مستشفى الباطنة بجامعة القاهرة ورفع كفاءته، ومستشفيات أبو الريش اليابانى والمنيرة وبدء العمل فى إنشاء مبنى العيادات الخارجية، كما استكملت الجامعة مستشفى ثابت ثابت بحجم أعمال يصل إلى 100% من التشطيبات والتجهيزات الطبية.

تولى الجامعة البحث العلمى أهمية كبيرة، ما الجديد فى هذا المجال؟

اتخذت الجامعة العديد من الخطوات التى تتعلق بالبحث العلمى والنشر الدولى، حيث قمنا على سبيل المثال وليس الحصر بزيادة مكافآت النشر الدولى لأعضاء هيئة التدريس المنشورة بحوثهم فى المجلات والدوريات العالمية بنسبة 100% بعد ضبط المعايير الخاصة بالنشر الدولى للبحوث العلمية، وزيادة تمويل النشر الدولى بنسبة 100%، وتقديم الدعم المادى للكليات لنشر بحوثها فى المجلات الدولية.

واستطاعت الجامعة خلال العام الماضى نشر 22% من إجمالى البحوث العلمية المنشورة باسم الجامعة على مدى تاريخها، وذلك من خلال تنفيذ أكبر تمويل فى تاريخ جامعة القاهرة للمشروعات البحثية بإجمالى 281 مليون جنيه، وحصدت الجامعة 40% من الجوائز الدولية فى النشر الدولى لجوائز «Scopus» للتميز البحثى الصادرة عن دار النشر العالمية إلسيفير «Elsevier» فى أعلى عدد من الاستشهادات المرجعية فى مجالات علمية مختلفة، فضلا عن إدراج 55 عالمًا فى قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم بنسبة 20% من إجمال علماء مصر، ونجحت فى استقدام أكثر من 590 عالما من كل دول العالم خلال 3 سنوات أبرزهم 78 باحثا من علماء الولايات المتحدة الأمريكية تليها إيطاليا وفرنسا والصين وألمانيا.

‬ حدثنا عن الكليات والبرامج المستحدثة لتتماشى مع وظائف المستقبل؟

قامت الجامعة باستحداث وتطوير 307 من البرامج والدبلومات المهنية واللوائح الدراسية للمرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا، بنظام الساعات المعتمدة ونظام التعليم الإلكترونى المدمج والنظام الأوروبى، كما قامت بتطوير 1325 من البرامج واللوائح على مستوى 27 كلية بنظام «التعليم المدمج والهجين» تشمل تطوير 1109 برامج للدراسات العليا و158 برنامجا و58 لائحة للبكالوريوس والليسانس، كذلك قامت بتطوير كلية الحاسبات والمعلومات وتحويلها إلى «كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى» لتصبح أول كلية للذكاء الاصطناعى فى مصر.

أنشأتم كلية لعلوم النانو تكنولوجى.. هل مصر فى حاجة لمثل هذه الكليات؟

بالفعل أنشأت الجامعة كلية لعلوم النانو تكنولوجى للدراسات العليا فى مصر والشرق الأوسط بفرع جامعة القاهرة - الشيخ زايد، وهى أول كلية متخصصة فى النانو تكنولوجى تستهدف إعداد قاعدة عريضة من الباحثين والعاملين فى هذا التخصص، وبدأت الدراسة بها العام الجامعى الحالى، وستقوم الكلية بسد حاجة سوق العمل فى مصر والمنطقة العربية والإفريقية، وستتيح للخريجين فرص عمل جيدة بعد انتهاء دراستهم مباشرة، حيث لا تزال السوق المحلية والإقليمية فى مجال منتجات المواد النانوية بكرًا، وخريجو الكلية ستكون أمامهم الفرصة للتدريب فى أكبر معامل لتحضير وقياس خواص ووصف مواد النانو، وهو المركز المصرى لتكنولوجيا النانو الذى تحتضنه الكلية، كما ستتاح لباحثى برامج الكلية فرص للعمل فى مجالات صناعة المواد المستخدمة فى السيارات، وصناعة الطائرات، وصناعة الإلكترونيات وأشباه المُوصلات، والصناعات الدوائية، وصناعات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه، والتكنولوجيا الحيوية، وغيرها من الصناعات الحديثة التى سوف تحدث فيها تكنولوجيا النانو طفرة علمية وتطورًا هائلًا،.

لا يخفى على أحد الأدوار المجتمعية للجامعة.. ماذا عن آخرها؟

تشارك الجامعة بفاعلية بالمبادرات القومية والعربية والإفريقية، انطلاقًا من دورها المجتمعى والتنموى والخدمى ومسئولياتها تجاه المجتمع بمختلف قطاعاته، منها على سبيل المثال مبادرات «حياة كريمة» و«بناء الإنسان المصرى»، و«صنايعية مصر»، و«مودة»، و«100 مليون صحة» ومكافحة «فيروس سى» والتقليل من قوائم الانتظار بالمستشفيات والأمراض غير السارية، والكشف عن السمنة والتقزم، والتعريف بطرق العدوى وكيفية الوقاية منها باتباع الطرق الصحية واستخدام الأدوات الشخصية، كما ساهمت الجامعة فى المبادرات الإفريقية بالتزامن مع رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى عام 2019، ومن أهمها إطلاق «مشروع 1000 قائد إفريقى»، ومبادرة «إفريقيا تتكلم العربية»، كما تم تحويل معهد الدراسات الإفريقية إلى بيت خبرة إفريقى وتطوير دوره فى دعم التوجهات القومية نحو إفريقيا.

ونقوم بدور فعال ومشاركة كبيرة فى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا،

‪ بالتأكيد لا تسير الحياة على وتيرة واحدة وبالطبع تواجهكم تحديات، ماذا عنها؟

واجهنا تحديات كثيرة، كان آخرها تحدى مواجهة جائحة فيروس كورونا، لكن بفضل الله نجحنا فى كل التحديات التى واجهتنا وحققنا إنجازات ملموسة على أرض الواقع يشهد لها الجميع، وكانت لدينا رؤية جديدة هدفها إحداث نهضة فى جامعة القاهرة، وحدثنا خطة الجامعة الاستراتيجية مع تطوير مفهوم «جامعة الجيل الثالث» ليشمل عدة قضايا قومية على رأسها تطوير العقل المصرى وتأسيس خطاب دينى جديد، إلى جانب تدويل التعليم، وتطبيق الحوكمة ورفع الكفاءة المهنية، وربط التعليم بالاستثمار والتحديات القومية.

وما الملفات التى لم تنجز حتى الآن؟

بعد النجاح فى دخول عصر «جامعات الجيل الثالث»، بدأت السعى جاهدا لدق أبواب عصر الجيل الرابع، وقد بدأ مفهوم «جامعات الجيل الرابع» فى التشكل عالميا، وقد عملنا على وضعه فى سياق الخصوصية المصرية، وبما لا يخرج هذا المفهوم من بُعده العالمي؛ لأننا لا نعمل بمعزل عن العالم فى الوقت الذى لا نتخلى فيه عن خصوصيتنا وغايتنا القومية والاستراتيجية، فيمكن القول إن هدفنا يتطلع إلى (التعليم والبحث والابتكار المفتوح) لتحقيق الغايات الاستراتيجية القومية للوطن، ودورنا هو خلق القيمة لتحقيق التنمية القومية الشاملة لبلدنا، ومنهجنا هو ابتكار متعدد التخصصات لخدمة عمليات التقدم القومى. وفيما يتعلق بتنمية رأس المال البشرى، فالمستهدف هو تخريج مهنيين وعلماء ورواد أعمال وفنانين وعملاء ومشاركين فى النظام البيئى وفق الخصوصية المصرية. والتوجه نحو نظام بيئى، مع زيادة الارتقاء باللغة الإنجليزية بوصفها لغة العلم دون التخلى عن الارتقاء بلغتنا العربية. بالإضافة إلى السعى إلى استحداث مساحات للابتكار للمساهمة فى عملية التنمية وحل المشكلات القومية. وفى الجانب الإدارى، مواصلة النهج الإدارى الذى بدأناه من مدة غير وجيزة، والذى يعتمد على اللامركزية، والتخطيط المسبق، والتدخل عند وجود معوقات لإزالتها، والتدخل أيضًا عند حدوث خروج عن الخطط المقررة.

اهتمامك بالخطاب الدينى وتجديده دائما ما يثير الجدل.. فما تعليقك؟

الدين غير التراث، فالدين هو القرآن وما ثبت من السنة، أما التراث فهم كل الإنتاج البشرى من العلوم بما فيها علوم الدين، ولابد من وضع التراث تحت الفحص العقلانى النقدى لأنه غير مقدس وغير معصوم، والمقدس هو الدين فقط متمثلا فى القرآن والسنة المتواترة.

ولابد أن نفرق بين الدين والخطاب الدينى، فالدين هو ما جاء بالقرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة والثابتة المتوافقة مع القرآن، أما الخطاب الدينى، فهو من صنع البشر، يشكل ويصنع وفقا للعصر الذى فيه، ولابد لنا فى هذا العصر أن نجدد فى الخطاب الدينى بالشكل الذى يسمح لنا بالاستفادة من التطور العلمى الحالى فى مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بالإضافة إلى أن الخطاب الدينى الجديد قائم على مفاهيم العقلانية النقدية والتعددية والتفكير العلمى.

ولابد من تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين، وكل ما تم التحدث عنه الآن يتصل بشكل مباشر بتأسيس خطاب دينى جديد نعود به إلى الدين الأصلى ومنابعه الأصلية الصافية وهى القرآن والسنة الصحيحة وتصحيح المفاهيم وفقا للعصر الحالى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق