رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلى أمس حالة التأهب الأمنى فى القدس، مع تصاعد المواجهات بحى الشيخ جراح بين العائلات الفلسطينية والمستوطنين الإسرائيليين، وسط تنديد عربى ودولي.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها قامت بالقبض على ١٥شخصا خلال اشتباكات بالقدس الشرقية، فى محاولة لفض الاعتصامات بالشيخ جراح بالقوة وتفريق المتظاهرين، بينما أسفرت الاشتباكات عن إصابة عشرات المعتصمين بالرصاص المطاطى والاختناق من جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع من جانب قوات الشرطة.
فى الوقت ذاته، أغلق الأمن الإسرائيلى مداخل حى الشيخ جراح لمنع توافد المتضامنين مع السكان المهددين بالتهجير، بينما دعا إيتمار بن غفير عضو الكنيست اليمينى من حزب «الصهيونية الدينية»، وعناصر منظمة «لاهافا» اليهودية المتطرفة أنصارهما للاحتشاد فى المكان.
على الصعيد نفسه، كشفت تقارير إخبارية عن مقتل فلسطينيين بنيران الشرطة الإسرائيلية فى هجوم على أحد مواقعها بالضفة الغربية. وقال ناطق باسم شرطة حرس الحدود الإسرائيلى إن «ثلاثة فلسطينيين أطلقوا أعيرة نارية على موقع للحرس شمالى الضفة الغربية قبل أن يطلق الضباط النار عليهم».
من جهته، أدان البرلمان العربى الأحداث التى وقعت فى حى الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وذكر فى بيان له: «يدين البرلمان العربى جريمة التطهير العرقي، التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال التهجير القسرى وإخلاء ٢٨منزلاً، يقطنها ٥٠٠ مواطن فلسطينى فى حى الشيخ جراح فى مدينة القدس المحتلة، تمهيداً لإقامة وحدات استيطانية إسرائيلية جديدة مكانها».
وأكد البرلمان العربى فى بيانه أن «هذه العملية تعد جريمة تطهير عرقى مكتملة الأركان على مرأى ومسمع العالم أجمع ونقطة سوداء فى جبين المجتمع الدولي، حيث إن هذه المنازل هى حق لسكانها الفلسطينيين وأقيمت بشكلٍ قانونى للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا قسراً من منازلهم عام ١٩٨٤، وأن استعمال القوة والعنف والإرهاب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى لإخراجهم منها وإحلال مستوطنات إسرائيلية غير قانونية مكانها هو تحدٍ للأمم المتحدة والمجتمع الدولى أجمع، وخرق فج لاتفاقيات جنيف ذات الصلة، وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بموجب مبادئ وأحكام المحكمة الجنائية الدولية يعاقب عليها القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني».
على الصعيد نفسه، صرح وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى بأن ترحيل أهالى حى الشيخ جراح فى القدس من منازلهم جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها.
وأضاف الصفدي: «الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم، كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء فى دولة فلسطين»، مؤكدا أن «إسرائيل وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة وفق القانون الدولى بحماية حقوق الملكية هذه».
ورحب الصفدى ببيان كل من دول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، الداعى إلى وقف سياسة الاستيطان اللاشرعية فى الضفة الغربية، مؤكدا ضرورة إطلاق تحرك دولى فورى لمنع ترحيل الفلسطينيين من منازلهم فى حى الشيخ جراح فى القدس.
وفى سوريا، شهدت العاصمة دمشق مسيرة بعنوان «قدس أقرب» بمناسبة يوم القدس العالمي، حيث انطلقت المسيرة التى نظمتها «اللجنة التحضيرية لإحياء يوم القدس» من مدخل سوق الحميدية باتجاه الجامع الأموي، بمشاركة عدد من الشخصيات الحزبية السورية وفصائل فلسطينية.
رابط دائم: