رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«زينات صدقى» جديدة.. بالألوان

محمد شعير;

إيمان السيد إنسانة «بيتوتية».. أشاد بها عادل إمام خلال بروفات فيلم «زهايمر».. وتعتبر ياسمين عبدالعزيز «شلَّتها» الوحيدة فى الوسط



«من حق الإنسان يخوض التجربة، يفشل ويقوم، يغرق ويعوم، وأنا صامدة، شكرا يا رب».. هذه الجملة التى جرت على لسان «مفاتن» إحدى شخصيات مسلسل «اللى مالوش كبير» التى تؤديها الفنانة إيمان السيد، ربما يمكن أن تصلح مدخلًا للحديث عن شخصية الفنانة ذاتها، دون أن يعنى هذا تشابهًا حقيقيا بين «إيمان» و«مفاتن» أو أى شخصية أخرى قامت بتجسيدها!.


فالواقع أن ما حدث مع شخصية «مفاتن» هذا العام، سبق أن حدث مثيله فى العام الماضى مع شخصية «روعة» فى مسلسل «ونحب تانى ليه»، إذ يحرص الجمهور على انتظار المشاهد التى تؤديها إيمان السيد بخفة ظل وبساطة وتلقائية، وسرعان ما تتحول كلمات الشخصية وجُملها إلى «كوميكس» تنتشر على السوشيال ميديا، أيا ما يكون حجم الدور أو تأثير الشخصية فى المسار الرئيسى لأحداث المسلسل، ولكن...

ما بعد «لكن» هذه، عبرنا عنه بسؤال صريح ومباشر، وجهناه إلى إيمان السيد نفسها، وإن تكن ليست هى المخاطبة بالسؤال فى الأساس، لكن تُرى كيف تَرى هى الإجابة أو احتمالاتها. السؤال ببساطة هو: «أنتِ مش واخدة حقك ليه؟!».

تضحك قليلا فى البداية، وتتململ قبل أن ترد: «مش عارفة.. يمكن أنا مش إنسانة اجتماعية»، ثم تكمل بنبرة جادة هادئة تختلف تماما عن كل الشخصيات التى تؤديها فتقول إن المعارف والعلاقات مهمة فى الوسط الفني، لكن هذه ليست طبيعتي، فأنا أضع جهدى كله فى مذاكرة الشخصية نفسها حتى أجيد التعبير عنها، لكننى لا أميل إلى حضور الحفلات والمناسبات، ولا أتصل بأحد لطلب شيء.. ثم تصمت قليلا قبل أن تضيف: «يمكن أنا محتاجة ذكاء اجتماعى أكثر شوية».

إيمان ــ كما تصف نفسهاــ هى إنسانة «بيتوتية»، تحب البقاء فى البيت مع والدها ووالدتها إذا لم يكن لديها تصوير، وهى كفنانة تتألق عندما تحصل على الفرصة.. والثقة.. الثقة أمر مهم يُخرج منها أفضل ما لديها، فهى لا تنسى أن الزعيم عادل إمام كان يشيد بها «ويتكلم بشكل كويس عنى» خلال بروفات فيلم «زهايمر»، وهى حاليا تعتبر أن الفنانة ياسمين عبدالعزيز هى «شلَّتها» الوحيدة فى الوسط الفني، والبداية مع ياسمين جاءت فى فيلم «الدادة دودى» عندما طلب المخرج رضا إدريس أن تؤدى إيمان إحدى الشخصيات، ومن يومها أصبحت ياسمين هى «الشلة» الوحيدة لإيمان السيد، فى ظل سيطرة «الشللية» على الوسط الفني.

وفى حوار إذاعى سابق، العام الماضي، قال الكاتب عمرو محمود ياسين مؤلف مسلسلى «ونحب تانى ليه» و«اللى مالوش كبير» إنه فى بعض المشاهد الخاصة بإيمان السيد يسألها أحيانا عما إذا كان لديها ما تحب أن تضيفه من جُمل أو تعبيرات على لسان الشخصية التى تؤديها، حتى يتم إضافتها بعد الاتفاق عليها قبل بدء التصوير، وذلك ليمنحها الحرية والمساحة للإبداع الشخصى فى الكوميديا. ولكن هل تشابهت شخصية «مفاتن» هذا العام مع شخصية «روعة» العام الماضى؟!.

لا ترى إيمان وجود هذا التشابه، بل تقول إنها اطمأنت لأن عمرو محمود ياسين هو الأب الروحى للشخصيتين معا، لذا فإن «روعة» كانت شخصية بشوشة مبتهجة محبة للحياة وتريد الزواج، أما «مفاتن» هذا العام فهى «شخصية كشرية ومع نفسها»، وتضحك إيمان قبل أن تقول: »مع العلم بأن شخصيتى الحقيقية هى أبعد ما تكون عن الشخصيتين«.

ومنذ بداية انطلاقة إيمان الفنية، التى درست فى «مركز الإبداع» مع المخرج خالد جلال، وقدمت «اسكتشات» ضاحكة على قناة «موجة كوميدى»، لاحقتها التشبيهات بالفنانة الكبيرة زينات صدقي، من زاوية نوعية الكوميديا التى تقدمها، وهو ما تراه إيمان تعبيرًا عن حب الناس لها، لأنهم يشبِّهونها بفنانة كبيرة أحبوها على مدى سنوات، لكنها تستدرك: «بس أعتقد إنه ممكن يكون لى لون مميز برضه»، فهى أحبت أن يكون لها مذاق خاص فيما تقدمه، دون أن تنحصر فى منطقة معينة أو إطار محدد، لكنها رغمًا عن ذلك لا تنكر أنها فى أوقات فراغها فى البيت تحرص على مشاهدة الأفلام القديمة بالأبيض والأسود، قبل زمن الألوان، فهى ــ كما تقول ــ تحب أفلام زمان، وتشعر معها بأن «الناس كانوا مؤدبين.. فى حياتهم.. وكلامهم.. (سعيدة يا هانم).. كانوا رايقين».

ولكن.. ينقل الكاتب الصحفى محمد توفيق فى كتابه «صناع البهجة» لمحة من حياة الفنانة الكبيرة زينات صدقى ومسارات نهايتها، فقد قطعت رحلة طويلة على مدى 38 عاما كانت خلالها ملء السمع والبصر، من خلال ما يقرب من أربعمائة فيلم قدمتها، ولكن عندما أصابها المرض انزوت عنها الأضواء، وتجاهلها المنتجون والمخرجون، فتدهورت أحوالها المادية بشكل كبير، وسكنت شقة صغيرة قرب شارع «عماد الدين»، حتى تذكرها الرئيس الراحل أنور السادات وطلب بنفسه أن تكون ضمن المكرمين فى «عيد الفن» الأول عام 1976، وعندئذ لم تجد الفنانة الكبيرة لديها فستانا مناسبا لحضور الحفل، فتمكنت من تدبير «جيب وبلوزة» ارتدتهما خلال لقاء الرئيس، الذى منحها شيكا بمبلغ ألف جنيه، وأمر لها بمعاش استثنائى مدى الحياة، كما منحها رقم هاتفه الخاص للاتصال به إن احتاجت أى مساعدة.

نقلتُ هذه القصة للفنانة إيمان السيد، التى قالت إنها تعرفها، وسبق أن شاهدت صورة تكريم السادات لزينات صدقى وهى «بالجيب والبلوزة»، قالت ذلك ثم سكتت، كأنها فى لحظة تأمل..

فسألتها: كيف يمكن استثمار تشابه مسار الرحلة واتقاء الوصول إلى نقطة النهاية فى الوقت نفسه؟.

ردت بذات النبرة الهادئة: الواقع أننى قررت منذ فترة أن أنتقي.. أن أختار من بين الأدوار التى تعرض عليَّ.. وأن أعتذر عن الأدوار التى لا ترضيني.. أنا أحب الفن.. «إيه اللى يخلينى أنزل من بيتى عشان أعمل حاجة مش بحبها؟!».. الانتقاء أصبح هو قراري.. لكننى لا أستطيع أن أعرض نفسي.. ماذا أفعل؟!.. انصحوني!.

والحقيقة أن النصيحة ينبغى ألا تُقدم لإيمان السيد ذاتها.. فهى تحترم نفسها وفنها، ومهما تكن مساحات أدوارها فإن الجمهور يحبها، وينتظرها، لأنه يبحث عن ضحكة بسيطة صافية، لذا.. يبقى أن نقدم النصيحة إلى القائمين على أمر الفن وصناعه.. لنقول لهم: لدينا موهبة استثنائية فى الكوميديا والتلقائية فلماذا لا نستغلها؟!.. لماذا نظل نبحث عنها؟!.. والضحك ليس شيئا تافها أو هامشيا، بل لعله من أشد ما نحتاجه حاليا، فى زمن عزَّ فيه الضحك!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق