رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بناه قلاوون وقام بتوسعته «ناصر»..
مسجد وضريح «إبراهيم الدسوقى» ..قبلة المريدين

كفرالشيخ ــ علاء عبدالله
مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ .. قبلة للآلاف من المحافظات -أرشيف الأهرام

يعد مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، بمدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ وضريحه الموجود بالمسجد منذ مئات السنين، أهم معالم ومساجد محافظة كفرالشيخ الدينية، بل ومصر كلها، وهو يعد قبلة للألاف من أبناء المحافظات المختلفة على مدار شهر رمضان المعظم سنويا، حيث تقام بجواره حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم والندوات الدينية، وكان فى السابق قبل فترة كورونا، يتم إقامة موائد الرحمن بجوار المسجد التى تستوعب المئات من المريدين .

وقد بنى المسجد العامر فى عهد الأشرف خليل بن قلاوون سلطان مصر فى ذلك الوقت فكان عبارة عن زاوية صغيرة يجاورها خلوة للإمام الصالح سيدى إبراهيم الدسوقى الذى زاره قلاوون وأمر ببناء هذه الزاوية والخلوة، وبعد وفاته دفن سيدى إبراهيم الدسوقى فى خلوته الملاصقة للمسجد .

وفى عهد السلطان قايتباى أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام سيدى إبراهيم الدسوقي، والذى أصبح من أشهر الأضرحة لأولياء الله الصالحين فى مصر، وفى عام 1880 أمر الخديوى توفيق ببناء مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وتوسعة الضريح وبنى المسجد حينها على مساحة 3000 م2 .

وفى عام 1969 فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر قامت الدولة بتوسعة المسجد على مساحة 6400 م2، وجعل له 11 بابا، وصالون لكبار الزوار، ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبرى فى الفقه والحديث والأدب، وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعات من شتى محافظات مصر المختلفة .

وفى عام 1976تم توسعة المسجد وبناء جناح خاص للسيدات من طابقين على مساحة 600متر، وتم إقامة 4 مآذن على أحدث طراز معماري، وبداخل المسجد 140عمودا كما يوجد بالضريح 8 أعمدة بالإضافة لعدد 10 أعمدة بمسجد السيدات.

وفى عام 2014 الماضى نفذت وزارة الأوقاف مشروعا ضخما لترميم وتدعيم مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق بتكلفة 5.5 مليون جنيه، واستغرق الترميم قرابة 6 أشهر، كما تم خلال عام 2017 الماضى اعتماد أكثر من 30 مليون جنيه لترميم أعمدة المسجد والحوائط والأسقف للحفاظ عليها من التلف.

و»الأهرام» تنشر لمحات من حياة صاحب «المقام» فهو إبراهيم بن عبدالعزيز أبو المجد الدسوقى ولد عام (653 هـ/1255 م - 696 هـ/1296م)، إمام صوفى سنى مصري، وآخر أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، وقد لقب نفسه ب‍‍الدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق بشمال مصر التى نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته .

أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبا العينين، ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطى خليفة الطريقة الرفاعية فى مصر، ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، كذلك تأثر بأفكار أبو الحسن الشاذلي، وكان على صلة بالشيخ أحمد البدوى بمدينة طنطا الذى كان معاصراً له .

وكان الدسوقى من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود بجانب التصوف العملى الشرعي، وقد انتشرت طريقته فى مصر والسودان خاصة وعدد كبير من الدول العربية والاسلامية والأوروبية عامة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى، أشهرها، الشهاوية البرهامية، والدسوقية المحمدية فى مصر .

وقد تولى الدسوقى منصب شيخ الإسلام فى عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري، وينسب له العديد من الكرامات الخارقة للعادة، لذلك يشكك بها بعض المتصوفين بجانب غير المتصوفين من أهل السنة والجماعة.

ومن الكرامات المنسوبة لسيدى إبراهيم الدسوقي، قيل إنه فى ليلة مولده ظهرت له أول كرامة، حيث كان ابن هارون حاضرا عند أبى المجد والد الدسوقى فى الليلة التالية للتاسع والعشرين من شعبان حيث اتفق وقوع الشك فى هلال رمضان، وفى هذه الحالة لا يعرف إن كان المسلمون سيصومون فى اليوم التالى أم لا، فسأل ابن هارون أم الدسوقى هل رضع فى هذا اليوم، فقالت أنه منذ أذان الفجر لم يرضع، فقال لها أن لا تحزن فسوف يرضع «الدسوقي» ثانية بعد أذان المغرب، ويعنى بقوله أن الدسوقى قد صام، وعلى أساس معرفته بهذا الأمر أمر الناس بالصوم .

وقد نسب للدسوقى عن كرامته الأولى فى كتابه الحقائق بأنه قال «إن الفقير إبراهيم الدسوقى من الله عليه من ظهر أبيه ولطف به فى الأحشاء، فحين وضعتنى أمى كنت مبشرا فى ذلك العام بالصيام، ولم ير الهلال، وإن ذلك أول كرامتى من الله».

يقول الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ السابق والكاتب الاسلامي، إن الاقتداء والتأسى بأخلاق وسير الصالحين الطاهرين من الأولياء واجبة علينا مشيرا إلى أن سير الصالحين حافلة بالعبر والعظات ومكارم الأخلاق والعفة لأنهم تربوا على أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم .

وأضاف الفقى « ما أحوجنا فى هذه الأيام الى أن نقتدى ونتأسى بالأخلاق الكريمة وبنماذج المتصوفة الأعلام كسيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى أحمد البدوى وفى عالمنا المعاصر الإمام الراحل الدكتور عبدالحليم محمود والإمام محمد متولى الشعراوى الذين حرصوا على دراسة وتدريس الدين الإسلامى الوسطى السمح بعيداً عن التشدد والأفكار الإرهابية الهدامة .»

وقال الشيخ محمد يونس، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، انه يتم وسط إجراءات احترازية احياء ليالى رمضان بمسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وعقد عدد كبير من الندوات الدينية بالمسجد، لشرح تعاليم الدين الإسلامى السمحة وأحكام وفوائد الصيام على زوار المسجد والضريح من مختلف المحافظات والتى يشارك فيها كبار العلماء بالأوقاف والأزهر الشريف .


خلوة سيدى إبراهيم الدسوقى صارت مدفنه فى عهد قلاوون


لوحة تعريفية عن العارف بالله

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق