رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«التهامى» يواصل تألقه فى الأوبرا

كتب ــ سعد سلطان
التهامي خلال الأمسية

مَنْ ذاقَ عرف.. ومن حضَر نالَ النَّفْحَةَ.. وحْدُه «يس التهامي» يَخْرجُ من حفلته مبللا بعرق الأنين وحيرةِ السؤال ووجع الحرف.. لا يجد قلبا يرقُّ يشفَّ حالَه وحالته.. لم يذده الوُرِدٌّ إلَّا عطشا.. والغرام إلَّا يٌتْماً «إنْ يشأْ حَبيبُه أنْ يمشى على خَدِّه مشَى».

فضَّل «التهامي» أن ينثُرَ ربيعَ حفْلته على جمهورهِ بمسرحِ «النافورة »، وخلفه فرقته فى ثوب واحد بـ«ألسنة الأحوال» لابن عربى «تُكلِّمُ منَّا فى الوجٌوه عُيونُنا.. فنحن سُكُوتُّ والهوى يتكلمُ.. ألسنةُ الأحْوالِ أفصحُ ناطقٍ.. لها يسمعُ القلبُ الذكِّى ويفهم.. علومُ رسول الله ضرْبٌ منزهٌ عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ مُعْلمُ».. تلك القصيدة التى اخترق بها منذ 20 عاما النخبة العربية والعالمية فى حفل مسرحى بباريس.. انطلق بها الرجلُ السبعينى وزيادة عامين عَفِّيا فى نَفَسِه.. ألِقا فى بَحْته المتفرد بها.. واقفا لساعتين فى وجْدٍ يُسْقِطُ رواسِيَّ من الجبال.. تُعاونُه كل حين آلتا القانون والكمان.. صادحا متأوها عطشانا «ماء طُهورى أنْتَ يا حبيبى والغير مائِّعٌ».. فتأتيه خلفه مأذنةٌّ دلالا، وتهتز له أرْضًُ جوابا، ويطوف بجمهوره السماوات عبر موجات صوتية ابتدعها لنفسه وبنفسه. وفى حالة ذكر، لم يستطع معها المنظمون فى الأوبرا إيقاف حركة الذكَّارة والطوافين الذين يرافقونه أينما حلَّ وأرْتحل، تساءل سائق التاكسى عن سبب الزحام، وحينما عرف أنه «التهامى» نطق «الراجل ده أسطورة.. كويس ان الأوبرا تجيبه»، ولكن «التهامى» لم يأت وحيدا، فالجلابية الصعيدى بجانب سواريهات سيدات الزمالك.. والصبايا برفقة الشباب.. والتجار اللامعين بساعاتهم الذهبية وشيلانهم الكشمير.. ومنتقبات مع أزواجهن فى التقاء صوفى سلفى يَنْدُر أن يجتمع.. جميعُهم أذابهم «التهامي» فى خلاط «إسمعْ بقلبكَ ما يأتيكَ عن ثقة.. وانْظُر بفَهْمِكَ فالتمييزُ موْهوبًُ».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق