استوقفتنى رسالة «عين العقل» فى «بريد الأهرام» للدكتور خليل مصطفى الديوانى، التى يطالب فيها بسن قوانين تدعم المرأة المصرية، وتؤمنها من مخاطر الزواج، وتهيئ لها حياة كريمة تتناسب مع ما قدمت من كفاح وتضحيات ومشاركة زوجها عبء تكوين الأسرة. وأؤيده فيما اقترحه وفى الوقت نفسه أتساءل: ماذا عن الزوجة التى تتصف بالعنف والعناد والعصبية والتكبر وهى الزوجة النكدية أو النمرة التى تحيل الحياة الزوجية إلى عاصفة من المشكلات وتصبح جحيما لا يطاق، وتكون سببا فى تفكك الأسرة وهروب الزوج، وماذا عن الزوجة قاطعة الأرحام التى تحرم الأطفال من رؤية والدهم وجدهم وجدتهم؟ وماذا عن أمر الزوج إذا أراد أن يغير حياته وينفصل عنها؟.. إنها تستطيع أن تكيد له وتلاحقه بدعاوى قضائية متعددة منها التمكين من شقة الزوجية، وتبديد المنقولات والذهب، ونفقة الزوجية، ونفقة الصغار ومصروفات المدارس، وطلب الطلاق أو الخلع (ضاربة عرض الحائط بالصحة النفسية والألم النفسى للأطفال) وقد تلجأ إلى تحرير محاضر سب وقذف له إشباعا للانتقام.
لقد أصبح الزوج أيضا طرفا ضعيفا ويحتاج إلى الدعم النفسى من مخاطر الزواج وليست الزوجة، فإذا كانت هناك قوانين لحماية الزوجة فما هى القوانين التى تحمى الزوج من تعسف الزوجة وتعنتها، وتضمن حقوقه؟
إن قوانين الأحوال الشخصية الجديدة والتى يدرسها البرلمان حاليا يجب أن تخضع للحوار المجتمعى وإجراء استبيان حولها مع تدخل الأزهر الشريف فى صياغة قوانين تحمى الزوجة والأم الحاضنة التى منحتها العدالة السماوية فى كل الأديان جميع الحقوق التى توفر لها الحياة الزوجية الآمنة والحق فى حياة كريمة، فإن كرامة المرأة مسئولية مجتمع ووطن قبل أن تكون مشاعر وولاء.
كما يجب أن يكون قانون الأحوال الشخصية الجديد عادلا ومتوازنا ليحقق الإنصاف لكل من الزوج والزوجة لحماية الأطفال تحت مظلة الألفة والمحبة ويحقق قول الحق تبارك وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم 21]
فالمحبة آية ومنحة ربانية لاستمرار الحياة الزوجية، فإن غابت المودة بقيت الرحمة.. إننا نريد قوانين تبنى الحياة الزوجية المستقرة، فالأسرة السعيدة أساس المجتمع المترابط السعيد.
د. عادل منصور الشرقاوى
رابط دائم: