زهور برائحة الكفاح

ثلاثة جيران وأصدقاء ألقت بهم الحياة فى طريق بعض، ليتكئ كل منهم على كتف الآخر وهم يتجاوزون ابتلاءات كانت كفيلة بتشويه العالم فى عيونهم.

عم أحمد وسمير وأوسيماء.. الثلاثة فقدوا مصادر رزقهم فى تقلبات الحياة, ففكروا أن ست البيت وهى فى طريقها للسوق لشراء طلبات المنزل لا مانع من أن تشترى وردة صغيرة تزين بها سفرتها فى رمضان.. بسعر رمزى 5 جنيهات فقط.

عم أحمد يسعى يومياً لتوفير الزهريات والورد الصناعى والفوم. سمير يفرز ويصنف ويرتب. أوسيماء، تنفذ المهمة بلمسة أنثوية جميلة.

ومن يتأمل هذه الزهريات يعرف أنها باتت مشهورة مؤخراً فى الصور المنتشرة بكثافة على السوشيال ميديا .. خفيفة وزهيدة الثمن وتعطى لمسة جمالية على المكتب ومائدة الطعام والمطبخ، وفى خلفية صور المنتجات المعروضة للبيع هنا وهناك .. وكأن الله بارك كفاحهم بأن قدر الانتشار الواسع لهذه السلعة الصغيرة.

سعى يحبه الله ويلين له الحديد.

وبين أعضاء «شركة» المكافحين، ستشاهد محمد سمير ابن السنوات العشر يعمل، إلى جانب دراسته، يساعد فى «رص» البضاعة بشكل جاذب. لم يكسره اليتم بعد أن فقد أمه منذ شهور.. محمد مشروع مطرب شعبى كبير، يحفظ جيداً مواويل وتواشيح وأغانى طرب أصيل حتى إنه بات يطلب بالاسم فى الأفراح.

الشركة الصغيرة تعلم المارة فى شارع شبرا درساً كبيراً فى كيفية الخروج من النفق المظلم الذى قد نمر به فى مرحلة ما فى حياتنا...