١٤ وجها للإعجاز القرآنى ناقشها د.غريب جمعة فى دراسته الجديدة «قبس من إعجاز القرآن»، بحث فيها ــ كما يقول د.عبد الفتاح بركة أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر فى التقديم ــ كيفية دراسة القرآن وأنواع الدارسين وطرائقهم، وأتبع ذلك بتعريف الإعجاز وأنواعه ومجالاته ومنها العقيدة والغيبيات، وكيفية تعبد الرسول، موثقا ذلك بالشواهد، راجعا للمصادر المعتمدة. ونبه إلى أن العلم يخضع للقرآن وليس العكس. قائلا: البيان فى كل لغة ثلاثة مستويات: العادى والنابغ والعبقرى، لكن العربية تتميز بمستوى رابع هو «البيان المعجز» المرتبط بالوحى، ويضرب أمثلة منها قوله تعالى: «وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا» فالروح تفيض بنور الإعجاز المتعمق فى آيات القرآن، وأنت تحسبها تتوثب فى نفسك وتتقد فى ضميرك. ويأخذ المؤلف القارئ بأسلوب رفيع فى رحلة فكرية وروحية تتواكب مع حقائق العلم المعاصر كما يقول د.أمين باشا أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر فى تقديمه للدراسة أيضا.فيضرب مثالا آخر لإعراب المثنى وتصريفه فى قوله تعالى: «فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله فى البحر سربا» فأنت تحس بروعة ودقة التعبير، حيث تجد المثنى ظاهرا فى تداول الإعراب عليه فى هذه الآية فوق كل إعراب.
رابط دائم: