رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أكرمته فقتلها
قصة غدر حارس عقار بعجوز

علاء عبد الحسيب

شاب ثلاثينى يقف أمام وكيل النيابة، يلملم هندامه المبعثر، ويجمع بيديه شتات شعره، بعد أن حرره الشرطى من قيد كلابشات تحاصر معصميه.

سأله المحقق: لماذا قتلت المجنى عليها؟.. فانهار باكيا، ثم قال: «لا تستحق الموت، لقد أغوانى الشيطان، وحرضنى على قتل أم وسيدة وإنسانة كريمة، لم تبخل عنى يوما بشيء، كانت دائما تعطف علي، وتمنحنى المال والطعام والشراب، منذ أن وطئت قدمى منزلها».

كان الهدوء يعم الأجواء، الساعة تقترب من الثامنة صباحا، الشوارع خالية من المارة، استكمل كلامه، قائلا: «فشلت فى أن أجمع المبلغ المطلوب لثمن شقة كنت أنتوى شراءها، حتى قادنى شيطانى للتفكير فى سرقة المجنى عليها، فاخترت توقيت الصباح، واستعنت بصديق لى لتنفيذ المخطط»، تسللا إلى شقة السيدة المسنة عبر الباب، ثم طفقا يجمعان أموالها ومتعلقاتها.

عقب لحظات من دخول شيطانى الإنس لشقة العجوز، توجه مع رفيقه على الفور إلى مكان وجود المصوغات الذهبية بغرفة نومها، ليستوليا على متعلقات أخرى، كانت موجودة بالشقة، استكمل المتهم اعترافاته أمام النيابة، قائلا:«استولينا على مصوغاتها الذهبية، وهاتفين محمولين، ولم نعثر على أموال، وهنا بدأنا نتحرك صوب الباب لمغادرة المكان، إلا أننى فوجئت باستيقاظ الضحية، ورؤيتها لنا قبل خروجنا من الشقة».

أغلق المتهمان باب الشقة، وعاد أحدهما إلى الضحية محاولا كتم أنفاسها، ومنعها من الصراخ خوفا من افتضاح أمرهما، ثم قاما بضربها وخنقها، حتى سقطت جثة هامدة على الأرض، وفرا هاربين، ظنا منهما أنهما أفلتا بفعلتهما، بعيدا عن قبضة رجال الشرطة، إلا أنهما سقطا فى النهاية فى قبضة رجال المباحث، من خلال فريق البحث، الذى أمر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الدخلية لقطاع الأمن العام وقاده اللواء محمد عبد التواب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة بغرض السرقة..

«لم أقصد قتلها، نادم على جريمتي، ولو عاد بى الزمن ما أقدمت على ارتكابها».. هكذا اختتم المتهم اعترافاته أمام النيابة. وكشفت التحريات التى أشرف عليها اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة عن أن المتهم كان يعمل حارسا لعقار الضحية، وكان يتردد بحكم عمله على شقة الضحية، وقد كانت تعطف عليه دائما خلال فترة عمله، وقد اكتشف أنها ميسورة الحال، ولديها مصوغات ذهبية فى غرفة نومها، فقرر تنفيذ الجريمة، اصطحب أحد رفاق السوء وتسللا إلى مسكن الضحية بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، ونفذا جريمتهما، بعدما اتفقا على اقتسام متحصلات السرقة مناصفة فيما بينهما، لكن مخططهما باء بالفشل، وألقى القبض عليهما، من خلال مأمورية لرجال مباحث قسم شرطة الهرم، بإشراف العقيد محمد الصغير مفتش مباحث الهرم، وتم إخطار اللواء رجب عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وحرر محضرا بالواقعة، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق، وصرحت بدفن جثة القتيلة، التى عثر عليها أحد أقاربها، بعد يومين من ارتكاب الجريمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق