رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السياحة «الاستشفائية»

تعتمد السياحة «العلاجية» على الأساليب الطبية فى الفحص والتشخيص من خلال الأبحاث وأطر العلاج الدوائى والجراحي، أما السياحة «الاستشفائية» فتعتمد على العناصر الموجودة فى الطبيعة مثل عيون المياه الكبريتية والطمر فى الرمل وغيرها، وتنشأ عيون المياه الساخنة نتيجة الارتفاع الحرارى لباطن الأرض، مما يعمل على انصهار القشرة الخارجية، وهو ما يؤدى إلى تدفق المياه الساخنة حاملة معها مواد طبيعية مشعة مثل اليورانيوم والبوتاسيوم بالإضافة إلى ارتفاع نسب أملاح الذهب، وتعرف «الينابيع الحارة» بالكبريتية إذا كانت تحتوى على عنصر الكبريت بشكل أساسي. 

وقد تم وصف مياه هذه الينابيع لعلاج آلام والتهابات المفاصل والأعصاب وأيضا العضلات و«الأكزيما» وغيرها من الأمراض، وبالرغم من ذلك فإن هذه المياه تحتاج إلى إخضاعها للمزيد من الأبحاث، ونشرها فى مجلات علمية لتحمل صفة المصداقية مما يساعد على الترويج والتسويق، ويوجد فى مصر 1356 عينا من المياه الطبيعية، بالمحافظات، وتستأثر «الوادى الجديد» بالعدد الأكبر منها، وتحتاج محافظة جنوب سيناء إلى درجة أكبر من الاهتمام، حيث توجد بها «عيون موسي» التى يجب تسليط الضوء عليها بشكل خاص، وهى العيون التى تفجرت لنبى الله وكليمه موسى عليه السلام، مما يضعها فى مصاف الزيارات الدينية، وكان عددها إثنتى عشرة عينا، ولم يتبق منها الآن سوى خمس عيون، ويعد «حمام فرعون»، من العيون التى تتركز نسب الكبريت فيها، وتصل درجة المياه به إلى 92 درجة مئوية، وهو خارج نطاق الخدمة

وتتشارك كل تلك العيون والينابيع فى أنها غير مستغلة، ولم تتم الاستفادة منها بشكل صحيح، كما أن يد الإهمال نجحت فى الوصول إليها حيث لا يوجد أى نوع من الخدمات، كما أن الطرق المؤدية إليها غير ممهدة، وكثيرا ما تتطرق إلى أسماعنا كلمات عن السياحة العلاجية، ولكنها غائبة تماما عن الواقع مع أن الدول تتسابق لتثبت ريادتها فى هذا المجال. 

ولتحقيق ما نصبو إليه فى هذا المجال، يجب أن تتولى إحدى الشركات الوطنية تطوير هذه العيون بشكل صحيح، وإقامة منتجعات سياحية حولها، بحيث تتلاءم معماريا مع البيئة المحيطة بها، وتتوافق مع متطلبات السائح الأجنبي. 

وداخل الإطار العلاجى يجب أن يوجد طبيب داخل المنتجع لفحص راغبى العلاج بالمياه، ومن المفيد إضافة أنشطة أخرى علاجية وسياحية وتجارية تتواكب مع منتجات كل مدينة لجذب السائح، ولتكن عيون موسى على قائمة توجهاتنا نظرا لأهميتها الدينية والسياحية، ومع التطوير والترويج والتسويق يمكن أن نحتل موقعا مرموقا على خريطة السياحة العلاجية وما يصاحبها من تدفق للعملات الأجنبية، مما يساعد على المزيد من تطوير وتنشيط هذا النوع من السياحة.

د. عبدالرحمن حمادة 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق