رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قبس من نور

بريد;

المخ البشري لا ينام رغم أنه (موئل) السمع والبصر، فهو ذاته أصم أعمي: لا يسمع ولا يري، ويعتمد في اتصاله بعالمنا الخارجي علي ما يصل إليه من إشارات عصبية، ومن دلائل الإعجاز العظيم إنه رغم تشابه الإشارات الواردة إليه من جميع المستقبلات الحسية كالعين والأنف والجلد، (وكلها إشارات علي هيئة نبضات عصبية) فإنه يستطيع أن يفك شفرتها ويترجم محتواها إلي أحاسيس ومشاعر مختلفة.. ويتخذ القرار الفوري الحاسم السريع بشأنها، ورغم أن المخ - أيضا - هو مركز الإحساس بالألم، إلا أنه لا يتألم أو يشعر أو يحس حتي لو مزقته إربا بمشرط حاد، وكأنه قد من حديد أو حجر، والحكمة العليا لذلك أنه لو كان يتألم أو يحس (لانكفأ علي نفسه) مكتفيا بأوجاعه ولوجد فيها ما يشغله عن واجباته الأساسية - وما أخطرها وأعظمها - خدمة الإنسان، والمخ يعمل (بالمقلوب): فأعلي نقطة من القشرة المخية هي التي تتحكم في القدمين بينما يتحكم عمق القشرة المخية في الرأس والوجه. ويعمل المخ أيضا (بالمعكوس) حيث يتحكم نصف المخ الأيسر في الجانب الأيمن من الجسم، بينما يتحكم الجسم الأيمن من المخ في أخيه النصف الأيسر، ومن طرائف الإعجاز - في مجال إبدع (الهندسة) الإلهية - أنه رغم أن الجزء الأيسر من المخ يتصل أساسا بالجزء الأيمن من الحبل الشركي (والعكس صحيح بالطبع) إلا أن هناك استثناءات لبعض المسارات التي تربط كل جانب من المخ، بنفس الجانب من الحبل الشوكي ،لأن تلك المسارات الاستثنائية تمثل أملا كبيرا في رحمة الله للمصابين بالشلل النصفي، حتي يمكن الاستفادة بهذه المسارات الإضافية، حين يتبين عجز المسارات الأساسية.

والدورة الدموية المخية - بمفردها - آية من آيات الهندسة الإلهية تحتار الألباب لمجرد التأمل في دقتها، وحكمتها وروعة تصميمها، حيث تضم الدورة المخية أربعة شرايين كبري، تدخل الرأس لتصل إلي المخ عن طريق (ثقوب)، خاصة في قاع الجمجمة ثم تعاود التفرع من جديد، وهذه الشرايين الأربعة هي: الشريانان الرقبيان المشهوران باسم الشرايين السُباتية بضم السين، وعرفت بذلك الاسم لأن شدة الضغط عليهما يؤدي إلي السُبات:أي فقدان الوعي) والشريانان الخلفيان الِفقاريان (بكسر الفاء وفتح القاف) وتتصل الفروع المختلفة لهذه الشرايين في النهاية بشريان موصل خلفي، وحكمة الإعجاز الإلهي في هذا التصميم الرفيع أن تتحقق (دائرة تبادلية كاملة) من الاتصالات بين شرايين المخ!! وبموجبها تتعاون هذه الشرايين كلها - وقت الشدائد - في نجدة بعضها البعض فإذا تعرض الإنسان للخطر بنقص (المدد) في شريان معين آزره وساعده شريان آخر قريب، بتعويضه فورا عما نقص عنده من غذاء ودماء (في حدود المعقول.. والمقبول بالطبع!!)، ومن أهم المستجدات في مجال رحلة البحث عن أسرار المخ البشري خلال السنوات الأخيرة يلفت النظر الكثير من البحوث العالمية وتستحق جميعا كل تقدير واهتمام وتدور حول التفكر والتأمل والصلاة والتقرب إلي الله وفوائدها العلمية المؤكدة، من أهمها بحوث العلامة الفرنسي القدير اليكسي كاريل حيث يقول بالنص: كثيرا ما رأيت بنفسي كيف نجحت الصلاة في شفاء كثير من العلل حين عجز عنها، الدواء، إن الله تبارك وتعالي قال في كتابه العزيز: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ): وقد - للفعل الماضي - حرف توكيد، وأفلح: أي ظفر ونجا وحقق الفوز التليد ونال - بفضل الله - ما يريد .. بل يزيد.

حسن أغا

مدير البحوث بالمجلس الأعلي للثقافة (سابقا)

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق