رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«اللهم إنى صائم»..
روشتة للحد من الخلافات الزوجية

سوسن الجندي

«اللهم إنى صائم» كثيرا ما تتردد هذه الجملة على ألسنتنا خلال الشهر الفضيل فتنجح أحيانا فى تهدئة المشاحنات وتقليل المشاجرات لكن كثيرا ما تقع وتتحول إلى خلافات زوجية تتصاعد وتيرتها قبل مدفع الإفطار حتى تصبح لأقل الاسباب أو دون أسباب على الإطلاق ولكنها فقط «نرفزة صيام» وعلى الرغم من ان الدراسات العلمية تؤكد أن النساء اقل مقاومة للشعور بالجوع فإنها أيضا تؤكد أيضا ان الرجال يصبحون أكثر غضبا اذا ما شعروا بالحاجة لتناول الطعام.

وكما تقول دراسة علمية نشرتها دورية الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم فالرجال اكثر عرضة للمعاناة من الجوع المقترن بالغضب رغم أنهم أكثر احتمالا له وذلك بسبب المستويات العليا من هرمون التستيرون فعندما أجرى الباحثون تجربة علمية على عدد من الرجال والنساء بعد فترات صيام انقطاعى دامت 18 ساعة كانت النساء أقل مقاومة لكبح جماح الرغبة فى تناول الطعام وخاصة لو كان الطعام المفضل لديهن وربما يفسر هذا كما تقول الدراسة شيوع اضطرابات الغذاء والأكل العاطفى بين النساء ومعاناتهن من زيادة الوزن اكثر من الرجال وأكدت الدراسة ان تراجع مستويات السكر فى الدم يرتبط بزيادة العدوانية بين الأزواج وكما تقول د.نهلة ناجى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ففى شهر رمضان ومع العبء الكبير الذى يقع على عاتق السيدات بسبب قضاء وقت أطول فى المطبخ وتحضير كميات أكبر من الطعام بالإضافة الى ضغط الوقت يتزايد الضغط النفسى عليهن وشعورهن بالتوتر لكن بعض الأزواج يتعاملون كما لو أنهم وحدهم الصائمون فاغلب الرجال لم يعتادوا على المساعدة فى اعمال المطبخ ويتوقعون دائما الحصول على أفضل النتائج كما أن التوقف عن التدخين وتناول الكافيين يزيد من حدة العصبية بالإضافة الى المشاحنات المرتبطة بميزانية الاسرة وكثرة المصاريف ولابد من تقدير ذلك وعدم إرهاق الأسرة بمزيد من الأعباء المالية ولكن التصرف فى حدود المعقول

كما أن المرأة تجد صعوبة كبيرة خلال شهر رمضان فى التوفيق بين مسئولياتها الكثيرة سواء قبل الافطار أو بعده بالإضافة إلى عزومات رمضان والأعباء المصاحبة لها والشعور بالتعب دون تقدير أو معاونة من الزوج الذى لاتتوقف طلباته ولذلك لابد من عدم إرهاقها ومعاونتها والتقليل من العزومات الرمضانية والتجمعات العائلية ودعوات الاهل والاقارب والاصحاب مراعاة لاشترطات السلامة خلال جائحة كورونا .

والطريقة الأفضل التى يمكن بها تجنب حدة المشاحنات الزوجية كما تنصح د نهلة ناجى استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس هى الحصول على قسط وافر من النوم فعصبية المرأة خلال شهر رمضان سببها الاساسى قلة النوم وتضيف: على الرغم من فوائد الصوم فإنه يؤثر على الجهاز العصبى حيث تقل السوائل التى يتناولها الجسم مما يؤثر على الدورة الدموية ووصول الدم إلى المخ مما يظهر أثره فى صورة عصبية كما أن الاحساس بالجوع يؤدى إلى نقص فى السكريات التى بدورها تستفز الجهاز العصبى وعلى ذلك فإذا كان الزوج يعمل فى مكان شديد الحرارة أو تحت أشعة الشمس المباشرة فإن احتياجه للسوائل يكون مضاعفا وعصبيته تزداد حدة ولكن يمكن تقليل حدة التأثير بالحصول على قسط وافر من النوم ومراعاة الظروف المرضية والأعباء الصحية لكل فرد داخل الأسرة ومراعاة مواعيد تناول الأدوية الخاصة بكل فرد بدقة والاهتمام والإكثار من تناول السوائل فى فترات الافطار. وتشدد استاذ الطب النفسى على ضرورة امتصاص عصبية الطرف الآخر وتأجيل النقاش لما بعد الافطار فالدراسات النفسية تؤكد أن أسوأ وقت لخوض نقاش مع الزوج وهو جائع ولذلك فالافضل دائما الانتظار لما بعد الإفطار والنقاش فى هدوء مع ضرورة تفهم الزوج للمجهود الذى تبذله زوجته ومساعدتها فى أعمال المنزل ورعاية الاطفال وعدم تحميلها مزيدا من الاعباء بكثرة الطلبات بأصناف الطعام والحلويات والعصائر والشاى والقهوة فهى تحتاج للراحة بعد الإفطار بعد المجهود الكبير الذى بذلته فى اثناء الصيام وكذلك لابد من تشجيع الأبناء على المساعدة فى اعمال المنزل وتوفير جو هادئ قبل الافطار بالابتعاد عن المشاحنات التى قد توتر أجواء المنزل وتدبر روحانية الشهر الكريم وانتهاز الفرصة للتقريب بين افراد الاسرة والتقائهم حول مائدة الطعام وهو ما قد لايتوافر خلال الشهور العادية التى تتفاوت فيها اوقات تناول الطعام مع الحرص على إشاعة جو من الهدوء والمرح فى اثناء تناول طعام الإفطار والاحتفاء بلمة الاسرة الرمضانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق