المسحراتى مهنه عُرفت بأنها قاصرة على الرجال ولكنها اشتهرت فى العصر الطولونى كمهنة للنساء أيضا بشرط أن تقوم السيدة بإنشاد الأناشيد من وراء النافذة فى وقت السحورلايقاظ اهالى البيوت المجاورة.
وتعود المهنة إلى عصر النبوة حيث يعتبر بلال ابن رياح أول مسحراتى فى التاريخ الاسلامى، فروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه قال : «إن بلالا ينادى بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم» حيث كان بلال يقوم بإيقاظ الناس لتناول السحور وابن أم مكتوم يؤذن للفجر.
وعنبسة بن إسحاق عام 228هـ هو أول من نادى بالتسحير فى مصر بالدولة العباسية حيث كانوا يدقون على الأبواب بالنبابيت، ثم أمر الحاكم بأمر الله الفاطمى أن يمر الجنود على البيوت، وتم تخصيص جنود يقومون بهذه المهمة، تطورت المهنة على يد أهل مصر وابتكروا الطبلة وكانت تسمى (البازة) ويدق عليها بقطعة من الجلد أوالخشب .
وتقليديا كان للمسحراتى زى خاص حيث يرتدى جلباباً ويصاحبه طفل صغير يمسك بمصباح ليضئ له الطريق ويلتف حوله الصغار يحملون الفوانيس ويشاركوه الغناء، ولا يتقاضى أجراً ولكن فى نهاية الشهر الكريم يحصل على العيدية من المنازل، ويظل المسحراتى أهم شخصيات هذا الشهر الفضيل.
ويعتبر سيد مكاوى أشهر من قدم شخصية مسحراتى فى مصر مع بداية الإذاعة فى الستينيات، ثم كبرنامج تليفزيونى لعدة مواسم رمضانية متتالية اعتمد فى حلقاته على الغناء على دقات طبلته يتجول مع غلام يحمل فانوسا مضيئا مرددا نداء التسحير والابتهالات مستغنياً عن الفرقة الموسيقية، وأصبح بصوته العذب وابتهالاته تراثا موسيقيا مرتبطاً برمضان بالإذاعة والتليفزيون حتى يومنا هذا.
رابط دائم: