بعد عودة الروح إلى ممر80% من تجارة العالم، تأكدت أهمية قناة السويس ومكانتها الدولية للجميع، وانهالت علي مصر والمصريين برقيات التهاني من كل مكان، وقد خصنا، نحن أساتذة جامعة «قناة السويس»، بعض نظرائنا الأجانب ببرقيات فريدة وتفصيلية لعدد من الأمور العلمية والخطط المستقبلية للقناة من منطلق أنها بحكم «الاسم» ترعانا وترعي أبحاثنا، وأن جامعتنا بمثابة الذراع البحثية للهيئة، حيث إن معظم الجامعات المتميزة في أوروبا وأمريكا ترعاها وتنفق عليها شركات ومؤسسات اقتصادية كبرى.
إن جامعة «قناة السويس» تتوجه منذ تأسيسها عام 1976 كجامعة حكومية، نحو خدمة المجتمع، وقد تميزت في تنمية البيئة المحيطة بإقليم قناة السويس وسيناء، وبرغم توسعها وافتتاحها عددا كبيرا من الكليات والمراكز البحثية، فلم يواكب ذلك توجه حقيقي نحو البحث والتطوير للقناة سوى توقيع بعض البروتوكولات، ونتمني وضع خطط هادفة لتوطيد أواصر التعاون بين الجامعة والهيئة في ظل استحداث الجامعة برامج علمية متميزة ومتخصصة في العديد من المجالات، ونرجو أن يكون بينها ما هو متخصص في الملاحة والدراسات البحرية والإستراتيجية للتجارة العالمية، وحركة الاقتصاد والقيمة المضافة، ودراسة حركة الكثبان الرملية وعمليات الترسيب والنحت علي جوانب وقاع القناة، وأخري عن تاريخ قناة السويس وتأثيرها علي العالم اقتصاديا وثقافيا، وغيرها من دراسات مستقبلية وتكنولوجيات صناعة السفن.
ولابد من وجود دعم مالى مناسب لبحوث الجامعة، والاستعانة بالخبرات فى الداخل والخارج لبناء قدرات الكوادر والشباب المصرى، ولاشك فى أن تأكيد الدولة أهمية منطقة قناة السويس يدعونا للمطالبة بسرعة إعادة إحياء المنطقة الاقتصادية لها، وتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس الذى سيدر علي مصر دخلا يزيد عشرات المرات عما يتم تحصيله من رسوم عبور السفن، فلقد نجحنا خلال الأزمة الأخيرة في إمداد جميع السفن المنتظرة بما تحتاجه من مؤن وخدمات «لوجيستية»، وباستكمال المشروعات يمكننا تفريغ نسبة من اقتصاد العالم علي أرضنا، وعمل قيمة مضافة عليه، ثم إعادة شحنه لوجهته النهائية مما يوفر فرص عمل مضاعفة لأبنائنا الشباب.
د. كمال عودة غُديف
أستاذ المياه والبيئة بجامعة قناة السويس
رابط دائم: