-
لابد أن ترقى علاقاتنا الاقتصادية إلى مستوى الإمكانات الحقيقية للدول الأعضاء على الساحة الدولية والإقليمية
-
دور ريادى للقطاع الخاص فى تحديد الفرص الممكنة لتعزيز التعاون الاقتصادى
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن انعقاد القمة العاشرة لمنظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى «D ــ 8» يأتى فى ظل واقع جديد خلقته جائحة كورونا، التى فرضت تحديات صحية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة على العالم بأسره، ولاسيما على الدول النامية؛ لانعكاساتها الاستثنائية على مختلف الأصعدة الاقتصادية، بما فى ذلك تأثيرها المباشر على مصادر عائدات الدول النامية من السياحة، ونفاذ صادراتها إلى الأسواق العالمية، فضلاً عن الضغوط الإضافية التى فرضتها الجائحة على موازناتها ومواردها لتوفير اللقاحات والعلاجات اللازمة لمواجهة الوباء، موضحا أن هذه التحديات أبرزت أهمية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء للمضى قدما نحو تحقيق المصالح والتطلعات المشتركة.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء نيابةً عن الرئيس السيسى خلال القمة العاشرة لمنظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى «D ــ 8» التى عقدت امس عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، والتى تنظمها حكومة جمهورية بنجلاديش الشعبية.
وأوضح الرئيس أنه على الرغم من هذه التحديات الهائلة، فإن الأزمة أعادت ترتيب الأولويات العالمية، ووضعت فى الصدارة القضايا التنموية التى تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وعززت من أهمية القطاعات الاقتصادية القادرة على تحقيق التعافى السريع، بما فى ذلك مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والشمول المالى، والاقتصاد الأخضر، والطاقة المتجددة، فضلاً عن إبراز أهمية الاستثمار فى رأس المال البشرى، مشيراً إلى أن هذه الحقائق توفر فرصا جديدة لاقتصادات الدول الأعضاء، وتفتح آفاقا واسعة لمزيد من التعاون والتنسيق بين دولنا التى تمتلك قدرات متميزة ومزايا نسبية فى هذه المجالات.
وأشار الرئيس إلى أن مصر تبنت سياسات استباقية تهدف إلى تحقيق التوازن بين حماية صحة المواطنين واستدامة الأنشطة الاقتصادية، والتى نجحت بفضل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى تنفذه الحكومة منذ عام 2016، فى إطار استراتيجية مصر للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، موضحاً أن هذا البرنامج نجح فى تعزيز مرونة الاقتصاد، ما مكن الحكومة من اتخاذ تدابير الاحتواء اللازمة للتخفيف من الآثار السلبية للأزمة، والتى تضمنت دعم القطاعات المتضررة من خلال حزم تحفيزية نقدية ومالية، ودعم الفئات المتضررة للحد من الآثار المالية، وتوفير السيولة والائتمان.
وأوضح الرئيس أنه مع تزايد أهمية هذا التجمع على المستويين الإقليمى والدولى، إلى جانب الإمكانات الاقتصادية الهائلة للدول الأعضاء فيه، فإننا على ثقة من أن طريقنا لتعزيز سبل التعاون الحالى والمستقبلى مهم بشكل خاص لمواجهة التحديات المتزايدة فى ظل الظروف الاستثنائية الحالية، مضيفاً أن خارطة الطريق العشرية لمنظمة الثمانى (2020 ــ 2030) تأتى كخطوة مهمة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة فى هذا الشأن، ومشيراً إلى أنها تبرز أولويات التعاون بين الدول الأعضاء فى المنظمة. كما أكد الاهتمام الكبير الذى توليه مصر للمشاركة فى فاعلياتظ المنظمة المختلفة، التى تهدف إلى تعزيز الروابط فى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف الرئيس السيسى أنه من أجل تحقيق الأهداف الكبرى التى حددها الآباء المؤسسون لمنظمتنا، وعلى الرغم من الإنجازات التى حققناها معًا فى مجالات التعاون الاقتصادى والفنى، فإن جهدنا الجماعى مطلوب الآن أكثر من أى وقت مضى من أجل دفع هذا التعاون إلى آفاقه المرجوة. كما شدد على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لتعزيز التجارة بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أنها لا تمثل سوى 7٪ من إجمالى تجارتنا مع العالم.
وقال الرئيس: «من المهم بالقدر نفسه أن ترقى علاقاتنا الاقتصادية إلى مستوى الإمكانات والأهمية الحقيقية للدول الأعضاء على الساحة الدولية والإقليمية، وعلاقاتها المتشعبة وعضويتها الفعالة فى الأطر الاقتصادية الدولية والإقليمية».
وأشاد الرئيس بالدور الريادى للقطاع الخاص فى تحديد الفرص الممكنة لتعزيز التعاون الاقتصادى، ولاسيما من خلال الجهود التى تبذلها غرفة التجارة والصناعة للمنظمة لتعزيز التبادل التجارى، بما فى ذلك التركيز على تكامل الهياكل الإنتاجية للدول الأعضاء، وإيلاء المزيد من الاهتمام لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدا أهمية أن تضمن هذه الجهود خلق مصالح مشتركة فى المجالات ذات الأولوية، ولاسيما فى مجالات السياحة، والتصنيع، والزراعة، فضلاً عن إنشاء منصات جديدة للمصادر المبتكرة لتوفير التمويل اللازم لمشاريع التنمية.
واختتم الرئيس كلمته بتأكيده حرص مصر على مواصلة النهج المشترك لمعالجة القضايا الاقتصادية المهمة، وتناول التحديات الجديدة والناشئة، بما فى ذلك الوصول العادل للقاحات كورونا لتمكين اقتصاداتنا من التعافى، والمطالبة بنظام اقتصادى عالمى أكثر عدالة، وأكثر تعبيرا عن الواقع الاقتصادى لعالمنا اليوم، لتلبية تطلعات وطموحات بلداننا.
من جهته، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بالمشاركة فى القمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما هنأ شيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء جمهورية بنجلاديش الشعبية، على توليها رئاسة المنظمة، مُتمنيا لبلادها التوفيق والسداد فى رئاسة المنظمة، ومُعربا عن تقديره للجهود التى بذلتها حكومتها لتنظيم القمة والفاعليات التى عُقدت على هامشها، ولاسيما القمة الأولى لشباب دول المنظمة ومنتدى رجال الاعمال.
رابط دائم: