بيرس مورجان، شارون أوزبورن، جرانت نابير، وغيرهم، نماذج لمذيعين دفعوا ثمن آرائهم، بعد التشهير بهم واتهامهم بالعنصرية، وإقصائهم من أعمالهم، بعد مسيرات طويلة صنعوا خلالها نجاحات وشهرة لمنصاتهم الإعلامية، قبل أن تسطع أسماؤهم فى السماء ليقعوا فى النهاية كبش فداء لـ «وهم»، يدعى «حرية التعبير».
ولعل أحدث مثال على ذلك هو إقصاء شبكة «سي. بي. إس» الإخبارية الأمريكية المذيعة البريطانية-الأمريكية شارون أوزبورن (٦٨ عاما) من تقديم البرنامج الحوارى الأمريكي الشهير «ذا توك» الحاصل على جائزة «داى تايم إيمي»، لتنهى مسيرتها المستمرة منذ أكثر من ١١ عاما، بحجة إدلائها بتصريحات، مثيرة للجدل وصفت بأنها «عنصرية» فى إحدى حلقاتها، والتى دافعت فيها عن صديقها المذيع البريطانى الشهير بيريس مورجان، الذى تعرض لهجوم بسبب التهجم على ميجان ماركل زوجة الأمير البريطانى هارى.
وزعمت «سي. بي. إس» أن سلوك أوزبورن تجاه زملائها والجمهور لا يتماشى مع قواعد الشبكة، وهو ما دفعها لتعليق البرنامج أسبوعين بعد إجراء تحقيق داخلى، بينما لم تنته مسيرة أوزبورن الإعلامية عند هذا الحد، فهي تعتزم رفع دعوى قضائية ضد الشبكة لتطالبها بالحصول على تعويض مالى بملايين الدولارات فى حالة إجبارها على مغادرة البرنامج، ولكن هل تنجح أوزبورن فى الصمود وعدم الانصياع أمام الضغوط المتزايدة ؟!
وأمام وابل الاتهامات المزعومة، دافع بيريس مورجان، فى مقال له بصحيفة «ديلي ميل»، بضراوة عن أوزبورن واصفا طردها بـ «المشين» و«وصمة عار» فى جبين «سي. بى. إس»، كما اتهم الشبكة الشهيرة بـ «النفاق»، مستشهدا بتصريحات مشابهة أدلت بها مقدمة البرامج شيريل أندروود فى «ذا توك» عام ٢٠١٧، والتى دافعت فيها عن الممثل الكوميدي الأمريكي جورج لوبيز، عندما واجه اتهامات بالعنصرية، بعد أن استشاط غضبًا، وطرد سيدة سوداء كانت من بين جمهوره، وقال إنه لم يسمح لأحد في عائلته بالزواج من سوداء. «فماذا لو قالت أوزبورن هذا؟! كانت ستتعرض للسخرية وستستحق الطرد؟!.بينما لم تتعرض أندروود لأي تهديد بل تمت الإشادة بها»، وهو ما جاء على لسان مورجان.
والحقيقة أن المذيع الجريء مورجان (٥٥ عاما) يمثل الشعاع الذى أعاد إلى الأذهان منهج الافتراء العنصرى الذى تتبعه العديد من المؤسسات الأمريكية والأوروبية حفاظا على كياناتها ومصالحها. فمجرد تكذيب مورجان لتصريحات دوقة ساسكس الصادمة خلال مقابلتها مع المذيعة الأمريكية أوبرا وينفرى والتى اتهمت فيها العائلة الملكية بالعنصرية، أعلنت محطة «آي. تي. في» التليفزيونية إقصاءه من برنامجه الحوارى «صباح الخير بريطانيا»، ردا على آلاف الشكاوى ضده.
وأخيرا وليس بآخر، أنهت عبارة «مستقبل السود مهم» مسيرة طويلة دامت ٣٢ عاما شارك فيها المعلق الرياضي الأمريكي جرانت نابير (٦٠ عاما) بالعمل مع فريق كرة السلة «سكرامنتو كينجز» الأمريكي للمحترفين، وذلك بعد يومين من كتابته هذه العبارة التى أثارت ضجة فى يونيو الماضى فى تغريدة له خلال محادثة مع لاعب فريق السلة السابق ديماركوس كوزينز وذلك عقب اندلاع احتجاجات واسعة على مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض.
رابط دائم: