رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لا تتعجل الأمور

بريد;

تروق لى القاعدة الفقهية القائلة: (من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه)! بمعنى أن من تعجّل أمرا يترتب عليه حكم شرعي قبل وجود أسبابه الصحيحة لم يفده ذلك شيئاً وعوقب بنقيض قصده، أو بعبارة أخرى: من تعجل حقه وما أتيح له قبل وقته على وجه غير مشروع كان جزاؤه الحرمان! وسر تقديرى وإعجابى بهذه القاعدة يعزى إلى أنها تصون حقوق الناس وتمنع التعسف في استعمالها وتحث على إعمال العقل وتوخى الحكمة ومراعاة التريث والامتثال لصوت الضمير وعدم اتباع خطوات الشيطان فى كل ما نقدم عليه من أعمال وتوجهات حتى نجنى الثمار وقت الحصاد على النحو الصحيح شرعا وقانونا.

وهذه القاعدة الفقهية تنسحب أحكامها على الأمور الدنيوية والأخروية، إذ أن الله حرّم على العباد محرمات في الحياة الدنيا ووعد الصابرين على تركها بالجزاء العظيم بإتيانها في الآخرة، ولكن من تعجل شهواته المحرمة في الدنيا عوقب بحرمانه في الآخرة ـ إن لم يتب منها ـ فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ومن لبس الحرير من الرجال في الدنيا لم يلبسه في الآخرة كما أخبرنا رسول الإنسانية.

وهناك من الأقوال المأثورة والأمثال الشائعة ما يتوافق فى المعنى مع القاعدة الفقهية المشار إليها مثل: (إنما الزلة مع العجلة) و(العجلة من الشيطان) و (فى العجلة الندامة)، فلننتبه لذلك ولنكن على بينة تامة من حدود الله فلا نقربها وأن نحفظ للآخرين حقوقهم فلا نستبيحها حتى نتجنب السقوط فى (بئر الحرمان) وتفادى الوقوع فى براثن المحظور والتحصن ضد وساوس الشيطان، فيدخلنا الله بفضله ورحمته فى زمرة عباده المتقين الذين يأتون آمنين يوم القيامة ويجعلنا من المقربين.. روح وريحان وجنة نعيم.

مهندس ـــ هانى أحمد صيام

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق