ضِقنا ذرعا ببعض شباب، لا يعرف لكبر السن قدرا، ولا يُعِر لضعف البُنيَةِ اهتماما، ولا يبدى لشيب الرأس وقارا، فبرغم وجود عبارة واضحة وضوح الشمس، تعلو بعض مقاعد معدودة ومحدودة، في كل عربة من عربات مترو الأنفاق، تقول (هذه المقاعد مخصصة لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة) فإنه يَندُر أن نرى شابا جالسا فوق تلك المقاعد يَهَبَّ واقفا لِيُجلِس كبير سن أو شيخا مكانه، بل على العكس، نراه وقد استحل مقعدا ليس مقعده حاملا بين يديه موبايلا، تداعبه أصابعه، غير عابئ بصاحب المقعد، مهما طالت الرحلة، أو تعاقبت المحطات، ولذلك يجب أن تُستبدل عبارة فاعلة بهذه العبارة المهملة، مفادها (لا تجلس على مقاعد كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة) فهذه أدعى للالتزام بها، فتنبه الشاب الجالس بهذا المكان، ليتدارك الأمر بمجرد رؤيته رجلا مسنا، بترك المقعد له، كما تجعل هذه العبارة القاطعة، من نظرات الركاب له، سهاما مُصَوَّبةً نحوه، حال تقاعسه عن فعل ذلك، فَيُعيد الحق لمستحقه.
حُسام العَنتَبْلى ـ المحامى
رابط دائم: