فى نزهة بالمركب تشق نهر النيل الخالد تتلاطم فيها الأمواج مع الصخور البركانية المتناثرة حتى الوصول إلى جزيرة تعلوها الأشجار والزهور، تشير إلى دمج التاريخ مع الجغرافيا لإيجاد بقعة من الجمال الذى يجذب الآلاف للترفيه والتمتع، إنها حديقة النباتات بأسوان التى تقع وسط النيل فى رحلة انسجام للنباتات الاستوائية مع مناخ أسوان فى أحضان النيل.
تكونت الحديقة من خلال ترسيبات طمي النيل، التي تراكمت حول صخور النهر، فكونت الجزر المنتشرة بالنيل، التي تمت زراعتها من جانب الأهالي بالأعشاب والأعلاف. ووفقا لعدد من المصادر، فإن اللورد الإنجليزي هربرت كتشنر قد استقر بجنوده فى تلك الجزر واتخذها مقرا له، وبدأ بزراعة النباتات والأشجار المعروفة في أسوان مثل أشجار السنط، والدوم، ونخيل البلح، والفيكس.
وسعى كتشنر خلال زيارته بلاده إلى استجلاب بعض البذور وبدأ فى زراعتها، وتلك كانت البداية الحقيقية لحديقة النباتات. ونالت الحديقة لاحقا اهتماما عظيما من جانب الملك فؤاد الأول، الذي سماها على اسمه واستجلب لها العديد من النباتات. وبعد ثورة 1952 أطلق عليها الحديقة النباتية، التي استقبلت زيارات الزعيمين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وذلك حسب تصريحات الدكتور عمرو محمود محمد، مدير عام الحديقة.
ويزيد الدكتور عمرو في وصف الحديقة، مؤكدا أنها تحوي أكثر من 750 نوعا من النباتات مقسمة على 27 حوضا. وكل نوع يحوى فصائل ما بين 5 أنواع إلى 20 نوعا. والحديقة بيضاوية الشكل وتتميز بوجود بعض النباتات النادرة مثل شجر الجاك فروت وستارفروت وشجر الأبنوس وشجر الكريوبيتا، الذى كان معرضا للاندثار ومن خلال زراعة الأنسجة له أمكن الحفاظ عليه.
ويعتبر المتحف الملحق بالحديقة أو كما يطلق عليه "المعشبة" بمثابة بنك للجينات، حيث يحوى 93 عينة من النباتات التى تم تحنيطها حتى يتاح للباحثين والمهتمين بالنباتات الاطلاع على التاريخ العلمى فى التوقيتات المختلفة، حيث يدون بجوار كل نبات استعراض للورقة والزهرة والبذرة والثمرة والموطن الأصلى والأهمية العلمية. كما يوجد تركيز على تحقيق برامج مكافحة لمواجهة أى أعراض مرضية للنباتات، ونستعد لتجديد المعامل وإجراء عمليات الصيانة للمشايات تطوير الخدمات بالحديقة .
كما تحوي الحديقة العديد من أشجار الزينة مثل شجر النخيل الملوكى وموطنه جنوب آسيا وشجر أنستونيا وهى شجرة ضخمة وموطنها الأصلى الهند وتتميز بالضخامة، كذلك شجر أكاسيا الذى يصل ارتفاعه لأكثر من 50 مترا وموطنه أفغانستان، وشجر سوفورا الزرقاء وهى تعطى زهور زرقاء اللون وموطنها جنوب شرق آسيا، وأيضا شجرة أسبيكس اليابانية وتكون على هيئة دورين، بالإضافة إلى شجرة الخبز التى يمكن استخراج الدقيق من ثمرها، فضلا عن شجرة الزلوعة، التى يصل عمرها إلى 100 سنة.
رابط دائم: