اعترافا بقيمة إبداعه الشعرى باللهجة (العامية اللبنانية) منحه اتحاد كتاب مصر جائزة شعر العامية فى سبتمبر الماضى. الشاعر اللبنانى طلال حيدر، طلال هو ابن قرية بعلبك اللبنانية. عمل فى بداياته مدرسا ببلده، لكنه ــ باعترافه ــ فشل فى التدريس لانشغال روحه بالشعر، فتفرغ للشعر الذى أدخله عالم الصحافة ، وكانت بدايات عمله بها فى بعض دول الخليج، حتى رأس مجلة «الظفرة» بأبى ظبى، وسافر إلى فرنسا وعمل هناك بمجلة «المنبر» ، وفى بيروت عمل بالمسرح، وشارك فى أعمال، منها «مرجان وياقوت»، ثم انتقل للتمثيل وكتابة السيناريو، كما تعلق بالمسرح الاستعراضى الغنائى . استقى طلال مفرداته الناعمة منذ طفولته، إذ كان يراقب أقوال البدو الذين كان والده يلتقيهم، يقول: لا أنسى جملة أحدهم عن قدوم الخريف «حزن الصفصاف» يعنى أن أشجار الصفصاف تتخلى عن أوراقها. ورغم أن طلال كتب بعض قصائده بالفصحى، فإنه وجد أنها لا تتسع لخيالات شعره، ومفرداته، «فكتب» الشعر بالعامية اللبنانية وإن أكد أنها ليست بديلا عن العربية الفصحى، لكنها حالة متطورة منها، لأنها هى صاحبة المفردات الحية الباقية على ألسنة الناس، ومن دواوينه: «بياع الزمان» و«آن الأوان». كتب طلال الأغنية الجميلة، ومن أروع ما كتب قصيدة «وحدن» التى غنتها فيروز، وتحكى قصة ثلاثة فدائيين «سورى، وعراقى، وفلسطيني» كانوا يمرون كل يوم أمام بيته ويغيبون فى غابة قريبة منه فى بعلبك بلبنان، ولفت انتباهه تكرار مرورهم، إذ كان يراقبهم جيئة وذهابا، حتى افتقدهم ذات صباح، فانشغل لغيابهم وظل مشغولا، حتى علم أنهم استشهدوا فى إحدى عمليات المقاومة، فتأثر جدا وكتب قصيدته تمجيدا لبطولتهم كرمز للمقاومة، دون أن يعرف أسماءهم، وهكذا يؤدى الشعر دورا مهما فى تسجيل صور من حياة العامة الذين قد لا يشعر بهم أحد، لكن خيال الشاعر يلتقط، ويمزج الحدث بخياله ومشاعره، ليخرج للناس قصائد تشاركهم حياتهم، وتتناول تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم أيضا.
رابط دائم: