رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد فوزه بجائزة أحمد شوقى للإبداع الشعرى
محمد إبراهيم أبو سنة: التواصل بين الأجيال والمدارس الشعرية أهم دلالات الجائزة

حوار ــ محمود إبراهيم الشرقاوى
الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة

أكد الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة اعتزازه بجائزة أمير الشعراء أحمد شوقى التى حصل عليها أخيرا، وأنها تأتى فى وقت تعالت فيه الأصوات التى ترجح كفة الرواية على الشعر. وشدد على أهمية اجتذاب المزيد من الشعراء الموهوبين للاستمرار فى الإبداع الشعرى.

بدأ ابوسنة مشواره الشعرى بكتابة القصيدة العمودية ثم تحول إلى الشعر التفعيلة، وبلغ ابداعه الشعرى 14 ديوانا ومسرحيتين شعريتين وأحد عشر كتابا نثريا بالإضافة إلى صياغة فنية لمائة قصيدة من الشعر الأرمينى. وحصد عددا مهما من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية عن «البحر موعدنا» وجائزة «كفافيس» عن «رماد الأسئلة الخضراء» وجائزة «أندلسية» عن «رقصات نيلية» وجائزة «محمد حسن فقى» عن «ورد الفصول الأخيرة»، والتفوق فى الآداب عن مجمل الأعمال الشعرية، وأخيرا جائزة امير الشعراء من اتحاد كتاب مصر. حول مسيرته الإبداعية ومشواره مع الشعر جاء هذا الحوار: فوزك بجائزة أحمد شوقى للإبداع الشعرى من اتحاد كتاب مصر قبل أيام يحمل كثيرا من الدلالات .. برأيك ما هذه الدلالات؟

أشعر بالسعادة والاعتزاز بهذه الجائزة التى تحمل اسم أمير الشعراء أحمد شوقى، الذى احتل صدارة عصر النهضة فى الشعر المصرى والعربى الحديث . ولهذه الجائزة بالفعل عدة دلالات، الأولى أن ارتباطها باسم رائد كبير هو أمير الشعراء ، يجعل لها مكانة خاصة ووزنا ، ويمنحها ثقلا بين الجوائز المختلفة المصرية و العربية على السواء . الدلالة الثانية أن هذه الجائزة تأتى فى وقت تعالت فيه الأصوات التى ترجح كفة الرواية على كفة الشعر، وقد تسببت تلك الآراء فى إضعاف الحركة الشعرية إلى حد ما، حتى رأينا عددا من الشعراء يتجهون إلى كتابة الرواية بدلا من كتابة الشعر. الدلالة الثالثة أن الجائزة تؤكد تواصل الأجيال المختلفة، فأمير الشعراء الذى يحتل مكانة كبيرة فى القرن العشرين هناك جائزة تحمل اسمه، وقد حصل عليها أحد المنتسبين إلى مدرسة جديدة هى مدرسة الشعر الحديث ، هذا يعنى أنه لا قطيعة بين المدارس الشعرية، وأن هناك تواصلا مستمرا بين المدارس والأجيال الشعرية، وهذا يجعلنى أعتز جدا بهذه الجائزة، وبالانتساب لأمير الشعراء أحمد شوقى فى إطاره الكبير باعتباره رائدا عظيما ليس فقط فى الشعر الغنائى "شعر القصيدة" وإنما أيضا فى الشعر المسرحى .

الدلالات كثيرة لكن أهمها ــ فى تقديرى ــ هو التواصل بين الأجيال وبين المدارس الشعرية، وهذا المعنى الأخير هو الذى أريد أن ينتبه إليه الشعراء الجدد والأجيال الجديدة، لأن الشعر عالم فسيح يجمع كل الأصوات الجيدة فى اطارالوحدة الشعرية.

أشارت حيثيات منحك الجائزة إلى أن شعرك مميز بين شعراء الستينيات.. كيف تقيم دور النقد والنقاد خلال مسيرتك الإبداعية ؟

أعتز بهذا الرأى الذى صدر عن نقاد نظروا فى شعرى نظرة فنية ، وأشعر بالرضا عن الأداء النقدى الذى تناول شعرى فى مراحله المختلفة، فقد حظيت بالعديد من الدراسات النقدية حول شعرى، والبرهان على ذلك هو الكتاب التذكارى الذى صدر عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2007 بمناسبة وصولى إلى سن السبعين، هذا الكتاب يضم أكثر من عشرين دراسة لكبار النقاد المصريين من الأجيال المختلفة ومنهم الدكتور لويس عوض والدكتور عبد القادر القط والأستاذ محمود أمين العالم.

تقرير اللجنة التى أعلنت فوزك قال إن شعرك يتحرك بين واقع معيشى ترفضه، ومحتمل تبتغيه..حدثنا عن مراحل تطور تجربتك الإبداعية؟

بدأت تجربتى الشعرية أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، فى وقت كان الإحساس غامرا بثورة 1952، وكنت متأثرا بعمق بشعر الرواد فى المدرسة الحديثة أمثال الشعراء صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازى وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتى وأدونيس ونزار قبانى، وتحولى إلى الانخراط فى التجربة الشعرية الحديثة كان بسبب إعجابى الشديد بأشعار الرائدة "نازك الملائكة"، فعندما قرأت ديوانها البديع «قرارة الموجة» شعرت بشىء من السحر، مما دفعنى إلى كتابة القصيدة الحديثة، ولكنى ــ بلا شك ــ تجاوزت تلك المرحلة بكثير، لأننى لم أكن أقرأ فقط الشعر العربى القديم منذ امرئ القيس وحتى شوقى ولكنى كنت أقرأ الأدب الغربى الأوروبى مترجما إلى اللغة العربية، وتأثرت جدا بثلاثة شعراء يمثلون المدرسة الرومانسية هم اللورد بايرون بيرسى بيش شيلى وجون كيتس ، بعد ذلك انطلقت إلى ما يسمى فى الآداب الحديثة بالشعر الواقعى، وهو شعر ثورى فى المقام الأول مثل المدرسة الفرنسية متمثلة فى أراجون والمدرسة الأسبانية متمثلة فى بابلو نيرودا، وغيرهما من المدارس المختلفة .هذا التنوع منحنى القدرة على الاستمرار.

بدأت مسيرتك بكتابة الشعر العمودى، ثم تحولت إلى الشعر الحديث .. لماذا ؟

بداية تعليمى المدرسى كانت فى الأزهر وحفظت القرآن الكريم والتحقت بمعهد القاهرة الدينى الابتدائى والثانوى ثم كلية اللغة العربية، وكان هذا يجعلنى قريبا من مصادر الشعر العربى القديم والمدارس الشعرية فى العصور المختلفة بدءا من العصر الجاهلى ومرورا بما بعده الأموى والعباسى، ثم المدارس المختلفة بعد ذلك. وخلال الفترة المبكرة من الخمسينيات بدأت تجربتى فى كتابة القصيدة العمودية، فى ذلك الوقت بدأت المدرسة الشعرية الحديثة فى الظهور والانتشار فى الوطن العربى، وعندما عرضت على البعض كتاباتى الشعرية التقليدية سخروا منى، فتألمت كثيرا، قبل أن يتفتح وعيى على مدارك جديدة، وبدأت أقرأ ألوانا جديدة من الشعر الحديث والأوروبى المترجم، وشيئا فشيئا خرجت من الإطار التقليدى، وبدأت تجربتى فى الحداثة بديوان «قلبى وغازلة الثوب الأزرق» و«حديقة الشتاء» و«الصراخ فى الآبار القديمة».

هناك تأثر واضح بالسيرة الشعبية وانعكاس للمشاعر الوطنية فى مسرحيتيك «حمزة العرب» و«حصار القلعة».. حدثنا عن العملين؟

«حمزة العرب» مسرحية مستوحاة من السيرة الشعبية «حمزة البهلوان» وقد كتبتها بعد هزيمة 1967 للرد على المزاعم الكاذبة أن العرب قد ماتوا، وتاكيد أنهم لا يفتقدون الشجاعة والإقدام والإصرار على الثأر لهزيمتهم ، فالمسرحية تقوم على فكرة الدفاع عن الشخصية والقومية العربية .

أما «حصار القلعة» فقد كتبتها بعد أن حصلت على منحة تفرغ لمدة عام، وهى خلاصة لرؤية تاريخية للحركة الوطنية فى مطلع القرن الثامن عشر، وتدور حول شخصيتى محمد على وعمر مكرم مبرزة الدور الوطنى الذى قام به عمر مكرم.

حصلت على العديد من الجوائز خلال مسيرتك الإبداعية ، ما يعكس تميزا وتفردا؟

أى تقدير للشاعر هو موضع سعادة، لأن الشعر أصبح غريبا إلى حد ما بين أبناء الثقافة العربية، الجوائز تبعث الأمل فى استمرار وتطور الحركة الشعرية، وفى اجتذاب المزيد من الموهوبين من الشعراء للاستمرار فى الإبداع الشعرى. ومن حسن حظى أننى عاصرت عددا من كبار النقاد والأدباء والشعراء، الذين ينظرون بقدر من الرضا إلى إبداعى الشعرى .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق