رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اتفقت مع خليل جريج على أن الفيلم «يعيد لبنان للسينما العالمية بذكريات الحرب»..
جوانا حاجى توما:«دفاتر مايا» محاولة لنقل الذاكرة للأجيال الجديدة

منى شديد
لقطة من الفيلم

فى الوقت الذى تمر فيه لبنان بالكثير من الاضطرابات على المستويين السياسى والاقتصادى يواصل صناع الأفلام اللبنانيون تألقهم عالميا. وبعد فوز نادين لبكى بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان السينمائى الدولى وحصولها على ترشيح للأوسكار فى عام 2019، شهد 2020 اختيار فيلم «مفاتيح مكسورة» للمخرج اللبنانى جيمى كيروز فى المشاركة الرسمية للمهرجان قبل إلغاء دورته بسبب جائحة «كورونا». 

 وفي2021 أعاد الثنائى جوانا حاجى توما وخليل جريج السينما اللبنانية للمسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائى الدولى بعد غياب دام أكثر من 39 عاما، ونافسا على الدب الذهبى بفيلمهما «دفاتر مايا» فى دورته الـ71 التى عقد الجزء الأول منها «أون لاين» فى بداية الشهر الماضى بينما من المقرر أن تعرض أفلامها بشكل حى فى صالات السينما ببرلين خلال الجزء الثانى من المهرجان المقرر عقده فى الفترة من 9 إلى 20 يونيو المقبل. 

 يلقى الفيلم بظلاله على ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية وتأثيرها على حياة الجيل الذى عاصرها بكل تفاصيلها فى فترة الثمانينيات وقد اضطر للتعايش معها لسنوات طويلة، والطريف فى الأمر أن الفيلم يعود بالأحداث لعام 1982 وهو العام نفسه الذى شهد آخر مشاركة لبنانية فى مسابقة برلين الرسمية للمخرج برهان علوية بفيلم «بيروت اللقاء». 

ويتناول »دفاتر مايا« العلاقة بين ثلاثة أجيال من خلال قصة أليكس المراهقة التى تعيش فى كندا مع أمها مايا المهاجرة من لبنان مع الجدة منذ أكثر من 30 سنة. 

وقالت مخرجة الفيلم جوانا حاجى توما ـ فى تصريحات «للأهرام» ـ إن فكرة الفيلم اعتمدت على المراسلات والدفاتر والشرائط الحقيقية التى تبادلتها مع صديقتها فى فرنسا لما يقرب من ست سنوات فى فترة الثمانينيات قبل أن تنقطع الاتصالات بينهما لأكثر من 25 عاما، وولدت الفكرة منذ خمس سنوات تقريبا عندما التقتها مرة أخرى واكتشفت أنها احتفظت بكل شيء فقررت كل منهما استعادة رسائلها، مشيرة إلى أنها بعد أن حصلت عليها وبدأت فى قراءتها مع زوجها خليل شعرت أن بها شيئا جميلا من الممكن الكتابة عنه، وهو فكرة الذاكرة وكيف تتغير بتغير الزمن، وأشارت إلى أن قراءة هذه الدفاتر كشفت أمامها الفارق بين ما كان يحدث فى الواقع وما تحمله ذاكرتها الآن عن هذه الفترة.

وأضافت أن الحرب فى الدفاتر أو حتى فى الفيلم هى بمثابة إطار لأن الحياة اليومية هى الأهم، وتقول: «من المهم أن نرجع الآن لنحكى هذه الأشياء للجيل الجديد، لأننا مهما ناضلنا لنخفى ذلك يظل أثر كل هذه السنين واضحا فى حياتنا وعلينا أن نتعايش معه، وفى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية فى السنوات الأخيرة نشعر بحزن قوى يعود إلى حياتنا من جديد ويجدد أحزان الماضى وهذا كان دافعا قويا لتقديم هذا الفيلم فى الوقت الحالى». 

وأكدت جوانا أنه يجب ألا ننقطع عن الماضى، فلابد أن نتصالح معه حتى نستطيع أن نعيش حاضرنا خاصة فى بلداننا العربية، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الفيلم سيكون له تأثير إيجابى على الأجيال الجديدة، فعندما نستعيد هذا النوع من القصص، تحزننا لكنها فى الوقت نفسه تحمل بداخلها قصصاً جميلة وتفاصيل صغيرة وذكريات حميمة قريبة من قلب كل منا، ولهذا قدم الفيلم نهاية سعيدة تجدد الأمل فى مستقبل أفضل، فنحن لا ننسى الواقع المؤلم لكن الحياة مراحل ودوائر . من جهته قال خليل جريج إن الفيلم يعكس العلاقة بين الأجيال والتواصل بينهم، مع اختلاف الزمن والخلفيات، والأسرار المخفية فى التاريخ وأهمية التسلسل فى السيرة ولا يمكن أن ننقطع عن الماضى فهو يظل كالشبح الذى يحيط بحاضرنا، مضيفا «لم نكن نتخيل عندما صورنا الفيلم أن نرى فيه أشباح المستقبل القادمة والدمار القادم أيضا، فنحن نعيش فترات ما بين الفرح والحزن وفيها إحساس البوح لكى نناضل ونستمر». 

وأشار إلى أن الفيلم يعيد التفكير فى السيرة والصورة أيضا، حيث كان فى الماضى يلتقط الصور بكاميرا عادية بفيلم خام وكانت كل صورة صعبة ومكلفة جدا، قبل ظهور الكاميرات الحديثة والموبايلات التى يستخدمها جيل ابنته «عليا» الآن بمنتهى السهولة.  

 وأضاف أن المادة الأرشيفية المستخدمة فى الفيلم تمزج بين دفاتر جوانا والمراسلات الحقيقية بينها وبين صديقتها فى الثمانينيات، وصور فوتوغرافية قام هو بالتقاطها فى الفترة الزمنية نفسها لتوثيق ما كانت عليه الحالة فى بيروت، بالإضافة إلى مزج كل هذا بصور ودفاتر جديدة تم إعدادها لشخصيات الفيلم مايا وراجا وأصدقائهما التى تروى الأحداث من خلالهم، مشيرا إلى أنهم قاموا بتصوير أكثر من 10 آلاف صورة للممثلين لدمجهم مع الأحداث المروية فى هذه الدفاتر. 


جوانا وخليل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق