رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

باحثة أثرية تلقى الضوء على تاريخ ميدان التحرير

أ ش أ
المتحف المصري - نقل المومياوات

شهد ميدان التحرير أول عملية تطوير شاملة له ليحاكى أشهر ميادين العالم، وهو ما يليق بميدان له مثل هذه الأهمية التاريخية العظيمة بفضل العديد من الأحداث التى شهدها، ومنها موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير لمقرها النهائى بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، الذى انطلق مساء أمس. 

ويأتى مشروع تطوير ميدان التحرير تأكيدا لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى أخيرا من أن مصر ستشهد نقلة حضارية وثقافية كبيرة، حيث أولى الرئيس السيسى منذ تسلمه مقاليد الحكم اهتماما خاصا بالآثار والتراث، جعل مصر محط أنظار العالم، فوجه بصيانة وترميم ثروة وكنوز مصر التراثية والأثرية والحفاظ عليها، باعتبارها إرثا للحضارة الإنسانية جمعاء. 

وعقب أعمال التطوير، أصبح ميدان التحرير مزارا ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى تحظى بها مصر، حيث تحول لمتحف مفتوح بعد تثبيت مسلة الملك رمسيس الثانى وسط الميدان، والمنقولة من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، التى يبلغ ارتفاعها نحو ١٩ مترا، ووزنها نحو ٩٠ طنا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردى وتتميز بجمال نقوشها التى تصور الملك رمسيس الثانى واقفا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له، ويحيط بالمسلة ٤ كباش تم نقلها من الفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بالأقصر، ونافورة ثلاثة مستويات مدرجة مع الحرص على عدم تشغيل مضخات عالية لعدم التأثير على القطع الأثرية بسبب بخار ورزاز المياه، وحولها النباتات وأشجار الزيتون.

كما تم طلاء العقارات التراثية المطلة على ميدان التحرير لتظهر بشكل موحد يحافظ على الطراز المعمارى الذى تشتهر به، ووضع منظومة إنارة على أعلى مستوى لإنارة كل جزء بالميدان، ليشمل كل المبانى الموجودة، بما فيها المتحف والمجمع والعقارات نفذتها شركة الصوت والضوء، كما تم زراعة الميدان بالكامل بأشجار نخيل وزيتون ونباتات بردى وخروب وشجر جميز وشجر مخيط وسنط.

وعن تاريخ ميدان التحرير، قالت الباحثة الأثرية نادية عبدالفتاح - لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس - إن "أرض ميدان التحرير كانت من طرح النيل التى استجدت فى العصر المملوكى، ولذا كان يغلب عليها الاستغلال الزراعى والحيوانى، وكان اسمها آنذاك (زريبة قوصون) نسبة للأمير قوصون أحد آمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، واستمرت الحال على ذلك حتى القرن الـ١٩م حينما أُنشئ فى هذه المنطقة بعض القصور، وذلك بسبب قرب الميدان الشديد من مدينة القاهرة التى أخذت فى التوسع نحو الغرب حينما أنشأ الخديو إسماعيل حى الإسماعيلية، الذى كان يمتد من هذا المكان حتى ميدان الأوبرا". 

وأوضحت أن العامل الحاسم فى بلورة هذا الميدان وظهوره هو افتتاح كوبرى قصر النيل عام ١٨٧٢م، وهو أول كوبرى يربط مدينة القاهرة بالجيزة، ثم بالضفه الغربية للنيل. وأضافت أنه تعاقب على هذا الميدان عدة مسميات، وهي: (ميدان الكوبرى، وميدان قصر النيل، وميدان الإسماعيلية، وميدان الخديو إسماعيل (يونيو١٩٣٣)، ميدان الحرية (أغسطس ١٩٥٢)، ميدان التحرير (سبتمبر ١٩٥٤)، وميدان أنور السادات (أكتوبر ١٩٨٢)، وذلك بعد واقعة استشهاد الرئيس الأسبق أنور السادات فى ٦ أكتوبر ١٩٨١، إلا أن هذه التسمية لم يستعملها أحد. ووصفت الباحثة الأثرية ميدان التحرير حيث يقع فى الجانب الشمالى منه المتحف المصرى، الذى كان أرضا زراعية فى بادئ الأمر، ووضع حجر أساسه الخديو عباس حلمى الثانى، وذلك فى عام ١٨٩٧، أما الجانب الشرقى من ميدان التحرير أيضاً فكان أرضا زراعية تم تقسيمها فى عهد الخديو إسماعيل، فيما عرف بحى الإسماعيلية، وهو نفس التخطيط الحالى، حيث أقيمت به فيلات وعمارات حديثة على الطراز الأوروبى، كما كان غالبية سكانها من الأجانب، ومن أهم معالم هذا الجانب مبنى الجامعة الأمريكية. 

وعن شارع محمد محمود، قالت الباحثة الأثرية إنه "يشكل الحد الشمالى من ميدان التحرير حتى شارع يوسف الجندى، فقد جرى ببطء نزع الملكيات التى كانت تعترض شَقه، وهو حديقة مدرسة الليسيه، وبذلك اتصل شارع القاصد بميدان الإسماعيلية ثم تغير اسمه إلى شارع محمد محمود باشا".

وأشارت إلى شارع الأمير قدادار، الذى يصل بين شارع التحرير وشارع محمد محمود باشا، والذى عرف فى منتصف القرن الـ١٩ بـ(شارع الصحافة) بسبب وجود عمارتين كانتا بهما إدارات بعض المجلات والجرائد، لاتزالان حاليا موجودتين، وهما العمارة الأولى، وهى رقم ٢ ناصية شارع التحرير وكان بها مجلة الرقيب، روزاليوسف، مصر الحرة، الربيع ومجلة آخر ساعة.

وأضافت أن العمارة الثانية، وهى رقم ٩ وتقع بين شارع محمد محمود وشارع منشأة الفاضل، وكان فيها دار الهلال ومجلاتها، وهى (أبو الهول، والأحوال، والجمهور، ومجلة الصباح)، وسميت بهذا الاسم نسبة للمطربة صباح لأن أول تحقيق صحفى مصور عنها نشر فيها.

وعن الجانب الجنوبى من ميدان التحرير، أوضحت الباحثة الأثرية أنه كان به ثلاثة مبان منفصلة تطل مباشرة على الميدان، وهى من الشرق إلى الغرب (سراى الإسماعيلية) نسبة إلى الخديو إسماعيل عام ١٨٦٨، ثم سكنها الأمير حسين كامل باشا.. وفى عام ١٨٨٥، اتخذت مقرا للمعتمد العلى العثمانى حتى عام 1909، ومكانها الحالى شارع قصر العينى.. وفى عام 1909، بدأ فى هدمها ولكن توقف، وفى عام 1924، اتخذ منها مخزن لمصلحة المساحة ثم تم هدمها نهاية 1938 وأخذ نصف مساحتها الشمالية لتوسعة ميدان الخديو إسماعيل (التحرير). 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق