تتجه أنظار العالم غداً إلى مصر مهد الحضارة الإنسانية وهى تحتفى إحتفاءً عالمياً يليق بنقل 22 ملكا من ملوكها العظام من متحف التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط فى يوم سوف يخلده التاريخ طويلا.
فلم تخرج مصر إلى النهار بالضمير والأخلاق من أجل الحساب فى الآخرة وفقط، كما يذكر كتاب الموتى. لكنها نهضت بالزراعة والتعدين والصناعة والهندسة العلمية. واخترعت الزجاج وقامت بصناعة الكتان والملابس والحلى والأثاث.
والمصريون أول من عرفوا حساب الزمن وقسموا السنة إلى 12 شهرا والشهر إلى 30 يوما، واليوم إلى 24 ساعة واخترعوا المزولة لقياس الزمن، والساعة المائية التى أخذها عنهم الإغريق والرومان.
وهم أول من أقام حكومة منظمة وأوجدوا نظاما تعليميا لإمداد الدولة برجال الإدارة.
وهم أول من دعا إلى التوحيد وأول من تكلموا فى الفلسفة، وأول من نهض بفن العمارة والنحت.
وما قامت به مصر كما يقول المؤرخ الأمريكى «ول ديورانت» من الأعمال فى فجر التاريخ لاتزال آثاره مخلدة عند كل أمة وكل جيل، ولعل مصر بهذا كله تعرض على العالم أعظم ما ظهر على الأرض من حضارات إلى يومنا هذا.
وإن من الخير يقول ديورانت أن نعمل نحن لكى نبلغ ما بلغت.
ويقول هنرى بريستد إن فجر الضمير والأخلاق أسمى عمل تم على يد الإنسان المصرى القديم مما مكن البشرية من النهوض والتقدم. وقد انبثق عصر فجر الضمير على العالم من خلال حياة الإنسان المصرى نفسه قبل ألفى سنة من ظهور الأديان، فأضاء ظلمة الحيرة الاجتماعية.
ليصبح «الضمير» هو أعظم كشف حدث فى حياة التطور البشرى.
ومصر عندما تحتفى بنقل 22 ملكا فى موكب عالمى مهيب منهم تحتمس الثالث نابليون العصر القديم، ورمسيس الثانى أشهر ملوك الدولة الحديثة، وأحمس، والملكة حتشبسوت، وأخناتون، وأمنحتب الأول، وتحتمس الرابع، والملكة تى والدة أخناتون فإنما تعلن للعالم عن دورها الحضارى والثقافى الذى لا يغيب، فهؤلاء هم ملوك مصر صناع الحضارة الإنسانية سوف يخرجون غداً إلى النهار فاشهد يا زمان.
نشيد التطهر
من أنشودة المصرى القديم عندما يتقدم للحساب متطهرا من كل الذنوب،
يدخل إلى قاعة الصدقة وناظرا إلى وجه ربه يقول:
«سلام عليك أيها الإله العظيم رب الصدق، لقد أتيت إليك يا إلهى وجيء بى إلى هنا حتى أرى جمالك. إنى أعرف اسمك، وأعرف أسماء الاثنين والأربعين إلها الذين معك فى قاعة الصدق «هذه»، وهم الذين يعيشون على الخاطئين ويلتهمون دماءهم فى ذلك اليوم الذى تمتحن فيه الأخلاق أمام «وننفر» «أوزير».
أنظر.. لقد أتيت إليك.
أنى أحضر العدالة إليك، وأقصى الخطيئة عنك.
إنى لم أرتكب ضد الناس أى خطيئة.
إنى لم آت سوءا فى مكان الحق،
وإنى لم أعرف أية خطيئة.
إنى لم أرتكب أى شىء خبيث..
وإنى لم أفعل ما يمقته الإله.
وإنى لم أبلغ ضد خادم شراً إلى سيده.
إنى لم أترك أحدا يتضور جوعا،
ولم أتسبب فى بكاء أى إنسان.
إنى لم أرتكب القتل،
ولم آمر بالقتل؛
إنى لم أسبب تعسا لأى إنسان.
إنى لم أنقص طعاما فى المعابد،
ولم أنقص قربان الآلهة.
إنى لم أغتصب طعاما من قربان الموتى.
إنى لم أرتكب الزنا.
إنى لم أرتكب خطيئة تدنس نفسى داخل حرم إله البلدة الطاهر.
إنى لم أخسر مكيال الحبوب.
إنى لم أنقص المقياس.
إنى لم أنقص مقياس الأرض.
إنى لم أثقل وزن الموازين.
إنى لم أحول لسان كفتى الميزان.
إنى لم أغتصب لبنا من فم الطفل.
إنى لم أطرد الماشية من مرعاها.
إنى لم أنصب الشباك لطيور الآلهة،
إنى لم أتصيد السمك من بحيراتهم «أى الآلهة».
إنى لم أمنع المياه عن أوقاتها.
إنى لم أضع سدا للمياه الحارية.
إنى لم أطفئ النار فى وقتها «أى عند وقت نفعها».
إنى لم أستول على قطعان هبات المعبد.
إنى لم أتدخل مع الإله فى دخله.
نشيد إيزيس
تعالى لبيتك أيها اليافع
تعالى إلى بيتك لأراك، أنا زوجتك
لا تفترق عنى، تعالى إلى بيتك
فأنا لا أراك، أيها اليافع الجميل
قلبى يناشدك، عيناى تشتهيك، أبحث عنك لأراك
تعالى لمن تحبك، أيها الكائن الجميل
تعالى إلى زوجتك، سيدة بيتك
أنت يا من أحببت الضوء، لا تذهب فى الظلام!
أنت يا من أحببت صخب ونزق الحياة
لا تذهب للعزلة
من أناشيد إيزيس لزوجها أوزيريس
رابط دائم: