حضارات الشعوب تعرف من آثارها والتاريخ يحكى تفاصيلها.. ونحن لدينا حضارات تضرب بجذورها فى أعماق الزمن من آلاف السنين أبهرنا بها العالم فى الماضى ومازلنا قادرين على الإبهار ما دامت الأرض تملؤها كنوز الأجداد..
..............................................
ومع كل اكتشاف أثرى جديد أو تطوير أو إنشاء متاحف على ارضنا نجد وكالات الأنباء العالمية تتابعه باهتمام بالغ وتترقب وتنتظر ما تبوح به من أسرار ومفاجآت تضيف إلى رصيد البشرية من العلوم والفنون والثقافة. هذا التارخ الثرى والحضارات المتنوعة من حقنا أن نتباهى بها بين الأمم ومن حق العالم أن يشاهد ويتعلم ويفهم كيف عاش ومات المصرى القديم من آلاف السنين وبالتالى فإن المتاحف الجديدة التى تنشئها الدولة هى إضافة عظيمة للعالم كله ليس لمصر فقط، منها المتحف القومى للحضارة فى الفسطاط والذى ينتظر وصول 22 ملكا وملكة من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومى للحضارة، منهم 18 مومياء لملوك، و٤ لملكات من بينهم الملك رمسيس الثانى، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتى الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتارى زوجة الملك أحمس. ومن المقرر ان يتم نقل المومياوات غدا فى احتفالية كبرى جرى الإعداد لها منذ شهور بكل دقة ومهنية وتم تنفيذ العربات التى ستنقل المومياوات على الطراز الفرعونى وبها كل الإمكانات الفنية والتقنية اللازمة لسلامة عملية النقل ولإخراج هذا الحدث العالمى بشكل يليق ومكانة وعظمة الأجداد فى موكب مهيب من ميدان التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.
يأتى هذا الجهد فى وقت مازلنا نسمع فيه تصريحات من بعض علماء الدين عن حرمة نبش القبور وحرمة عرض المومياوات فى المتاحف فقد تحدث مؤخرا الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر الشريف عن حرمانية فتح قبور الفراعنة وعرض المومياوات فى المتاحف ليشاهدها الزائرون، ولكن سرعان ما حسمت دار الإفتاء المصرية هذا الجدل، مؤكدة «مشروعية عرضها بما لا يخل بحقوق الموتى».
وقالت دار الإفتاء، فى بيانها إنّه «لا مانع شرعاً من قيام الهيئات المختصة بدراسة الآثارعن طريق إخراج المومياوات القديمة، وعرضها فى المتاحف، مع الاحتياط التام فى التعامل معها بما لا يخلّ بحقوق الموتى فى التكريم، مستشهدةً بآيات من القرآن الكريم من بينها قوله تعالى:
«فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ ببدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة وَإِنَّ كَثِيرا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ».
ويختلف متحف الحضارة عن باقى المتاحف كونه يضم مظاهر التنوع والثراء التى تتمتع بها الحضارة المصرية بداية من عصور ما قبل التاريخ ويحتوى على قطع ومجموعات أثرية لتاريخ ملوك وسلاطين وولاة وحكام وأديان وعصور سطوع واندثار تجارب وخبرات إنسانية عبر الزمن. كما يتميز المتحف بموقعه الفريد فى منطقة الفسطاط وعلى بحيرة عين الصيرة حيث تحيط بها كل أراضى مشروع المتحف الذى يتكون من مبان كثيرة غير قاعات العرض الرئيسية منها مركز تجارى ودار للسينما والمسرح الرومانى المكشوف وقاعة للمحاضرات ومسرح مغطى والمخازن ومركز للطباعة والنشر وإستوديو لتصوير الآثار ومنطقة استقبال الاثار ومركز دولى للتدريب ومتحف الهرم الزجاجى ويعرض تاريخ العاصمة بالإضافة إلى مصبغة أثرية تم اكتشافها عام 1930 تعود للعصر الفاطمى.
كما يتناول المتحف التراث المعنوى العادات المعيشية والفنون والحرف التى كان ومازال المصريون يزاولونها، وطبقا للرؤى المستقبلية للمراحل المتبقية من تجهيز المتحف يهدف القائمون عليه إلى وضع دلالات الحضارة المصرية متمثلة فيما يمكن إضافته لعناصر المتحف من مراكز للصناعات والحرف اليدوية والفنون التراثية وكذلك المعارض التى تعرض فيها منتجات هذه الصناعات والحرف والفنون، بالإضافة إلى الحدائق الأثرية المخطط تنفيذها والاستفادة من وجود المواقع الأثرية الحقيقية داخل حدود المشروع وحوله حيث يحيط به من الغرب مجمع الأديان وفيه معبدبن عزرا، كنيسة اأبو سرجة، الكنيسة المعلقة، جامع عمرو بن العاص، آثار مدينة الفسطاط، مع رؤية الهرم الأكبر وهرم سقارة. وإلى الشمال حديقة الفسطاط وما يقع خلفها من بقايا سور مجرى العيون وإلى الشمال الشرقى قلعة صلاح الدين وجامع محمد على بالقلعة.
رابط دائم: