هناك أضرار تصيب الجهاز الحركى للجسم بسبب التدخين بجانب الأضرار المعروفة له على الجهاز التنفسى بدءا من الالتهاب المزمن المصحوب بقصور فى التنفس، ونهاية بسرطان الرئة، فلقد توصلت الأبحاث إلى مضاعفات التدخين على الجهاز الحركى الذى يشتمل على العظام والمفاصل والعضلات والأعصاب، بالإضافة إلى الدورة الدموية المغذية لكل ما سبق، مما يؤدى إلى ظهور أعراض من المؤكد اختفاؤها مع التوقف عن التدخين بدلا من اللجوء إلى «علاجات مكلفة» ولا طائل منها.
وأثبتت الدراسات أن نسبة حدوث الكسور تتزايد بين المدخنين مقارنة بغير المدخنين، وخصوصا بين كبار السن، كما أن قصور الدورة الدموية للعظام نتيجة التدخين يعمل على زيادة حدوث الهشاشة، وما يصاحبها من احتمال التعرض للكسور، بالإضافة إلى أن فترة التئام الكسور تطول وتتزايد بشكل ملحوظ بينهم ويرجع ذلك إلى أن الخلايا التى تعمل على بناء العظام يتراجع انتاجها، ومع كثرة الشكوى من آلام الظهر بين كبار السن وخصوصا من المدخنين منهم، فقد وجد أن ذلك يرجع إلى المتغيرات العمرية لتراجع وظيفة الغضاريف بين الفقرات، وهو ما يؤدى إلى آلام مزمنة فى الظهر، وضعف أربطة العمود الفقرى وهو ما يضاعف من تلك الآلام، كما ان التدخين له تأثير مباشر على المرضى المصابين بخشونة المفاصل حيث يعمل على سرعة ظهور المضاعفات المصحوبة بآلام شديدة، وتتزايد بين المرضى الذين يعانون مرض الروماتويد النوبات الحادة، ويصاحب ذلك تراجع فى وظيفة المفاصل المصابة كما ان المرضى المقبلين على عمليات تغيير المفاصل دائما ما يتم توصيتهم بالتوقف عن التدخين لمدة أربعة أسابيع تجنبا لمضاعفات تحول بينهم وبين تمام الشفاء.
والمدخنون كثيرا ما يعانون عدم القدرة على المشاركة فى أنشطة رياضية، حيث يعمل التدخين على إضعاف العضلات، وتدهور أطراف العضلات المعروفة بالأوتار لتصل إلى درجة التمزق، والتهاب الأعصاب المتطرفة الذى يظهر فى شكل تنميل فى الأطراف، ومع انتشار زراعة الأسنان التى تصل تكلفتها إلى آلاف الجنيهات، فإن احتمالات فشلها بين المدخنين تصل إلى ضعف أقرانهم من غير المدخنين نتيجة قصور فى عظام الفك، فلنحذر جميعا أضرار التدخين.
د. عبدالرحمن حمادة
رابط دائم: