بعدما أقر بوجود جنود إريتريين بإقليم تيجراى شمالى البلاد، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد أن إريتريا وافقت على سحب قواتها من المنطقة الحدودية المشتركة، لتتولى قوات الدفاع الإثيوبية حراسة المنطقة على الفور، فيما كشفت واشنطن عن رفض أديس أبابا لدعوتها حول وقف إطلاق النار من جانب واحد فى المنطقة.
وقال آبى أحمد، فى بيان على تويتر بعد يوم من وصوله إلى العاصمة الإريترية أسمرة إنه «خلال محادثاتنا مع الرئيس الإريترى أسياس أفورقى وافقت الحكومة الإريترية على سحب قواتها من الحدود الإثيوبية، وستتولى قوات الدفاع الوطنى للبلاد فورا حماية المناطق الحدودية»، لافتا إلى أن «قوات إريتريا دخلت الإقليم خشية تعرضها لهجوم من مقاتلى جبهة تحرير تيجراى». وتابع أن «إثيوبيا وإريتريا ستواصلان تعزيز العلاقات الثنائية».
وظلت إثيوبيا وإريتريا تنفيان طيلة الأشهر الماضية عبور القوات الإريترية الحدود باتجاه الإقليم، رغم تأكيد الأمم المتحدة أنه «بات جليا للجميع « أن القوات الإريترية تعمل فى مختلف أنحاء إقليم تيجراي، لافتة إلى «تقارير مدعومة بأدلة دامغة تظهر أن قوات إريتريا مسئولة عن فظائع».
وصرح أحمد للمرة الأولى الثلاثاء الماضى بأن قوات من إريتريا دخلت تيجراى خلال الصراع ، ليكون ذلك أول اعتراف من نوعه بعد شهور من النفي.
واندلع الصراع بين جبهة تحرير تيجراى والحكومة المركزية فى أديس أبابا، بعد توتر طويل بسبب خلافات حول الانتخابات المحلية واتهام الحكومة الإثيوبية مقاتلى تيجراى بمهاجمة قواعد للقوات الحكومية فى المنطقة.
وأطلق أحمد عملية عسكرية ضد قادة جبهة تحرير تيجراي، وأعلن الانتصار عند سيطرة القوات على عاصمة المنطقة بعد شهر من القتال، إلا أن القتال استمر فيما بعد بشكل متقطع.
وتسبب النزاع فى مقتل الآلاف وتشريد نحو ٩٠٠ ألف آخرين من الإقليم الذى يزيد عدد سكانه على ٥ ملايين نسمة، فيما حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية بالإقليم.
على صعيد متصل، كشف السيناتور الأمريكى كريس كونز، الذى أرسله الرئيس الأمريكى جو بايدن قبل أيام إلى أديس أبابا، عن أن رئيس الوزراء الإثيوبى رفض دعوة أمريكية لوقف إطلاق النار من جانب واحد فى تيجراى، ونفى وجود عمليات تطهير عرقى بالإقليم.
وقال كونز للصحفيين إن «آبى نفى أن يكون هناك تهجير قسرى لسكان تيجراى من غرب الإقليم»، قائلا إن رئيس الوزراء أخبره بأنه «لم ولن يحدث تطهير عرقى». وأضاف «لقد قاوم بشدة أى محاولة من جانبى لوصف هذا بأنه صراع عرقى، وأصرعلى أنه نزاع ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى باعتبارها طرفا وحزبا سياسيا شارك فى هجوم على القوات الاتحادية».
ولفت كونز إلى أنه ضغط على آبى خلال محادثاتهما يومى ٢٠ و٢١ مارس الجارى لإعلان وقف إطلاق النار، لكن آبى أحمد رفض ذلك بحجة أن القتال توقف إلى حد بعيد، وأن الوضع فى ذلك الوقت بمثابة إجراء لإنفاذ القانون حيث كانوا يلاحقون عددا قليلا من كبار قادة جبهة تحرير تيجراى. وتابع لذلك كان رده أن وقف إطلاق النار ليس ضروريا».
وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد صرح مطلع الشهر الجارى بأنه يريد استبدال القوات الإريترية وقوات إقليم أمهرة فى تيجراى بقوات أمنية تحترم حقوق الإنسان ولا ترتكب أعمال تطهير عرقى، إلا أن إثيوبيا رفضت مزاعم بلينكن.
رابط دائم: