تصادف فى هذا الشهر... شهر مارس أن يكون لدينا حدثان فى غاية الأهمية.
الحدث الأول هو الاحتفال بعيد ميلاد الفنان الكبير عبدالوهاب.
ذلك حين كنا نحتفل به فى قاعة سيد درويش كل عام الذى يمتلئ بعشاق فنه وتلاميذه من شباب الفنانين، حيث كان محمد ثروت ومحمد الحلو وأيضا الفنان مدحت صالح، وغيرهم من الأصوات التى أثرت الأغنية المصرية وبأعذب الالحان.
كان الفنان العظيم عبدالوهاب يجلس فى البداية فى «بنواره» ليتمتع بجوار هذا «البنوار» بالعديد والعديد من المعجبين بفنه لمجرد مشاهدته عن قرب، ومن يتجرأ منهم يطلب أن يوقع له أستاذ النغم عبدالوهاب على أجندته، وأحيانا على تذكرة دخول مسرح سيد درويش.
ثم يعتلى عبدالوهاب المسرح متحدثا، وليس مغنيا ليستمع إليه الجمهور المتشوق لسماع صوته، خاصة تلك الكلمات التى كان يلقيها، وهو فوق خشبة المسرح.
أيضا تصادف أن زار مصر فى هذا الشهر.. شهر مارس واحد من أبرز فنانىالوطن العربى.. عازف البيانو المصرى الرائع ـ رمزى يسى الذى يقيم منذ فترة فى باريس ليعود إلى مصر احتفالا بالمناسبات التى تقيمها دار الأوبرا المصرية.
جاءت زيارته فى شهر مارس ليعزف لجمهوره الذى اشتاق له، ويعترف بأن جمهور مصر هو أحب جمهور لديه، وهو لأمر طبيعى لفنان من جذور صعيدية قبل أن يدرس بالكونسيرفتوار بالقاهرة ثم يطير فى أول بعثة من مصر يرسلها د. ثروت عكاشة إلى روسيا ليدرس مع زميليه هناك حسن شرارة للعزف على الكمان، ومصطفى ناجى للعزف على التشيللو، وهو بالطبع على البيانو.
وكانت أول زيارة له لعبدالوهاب عندما ذهبت معه إلى منزل الفنان الكبير، وكان الحديث عن الاشتغال على موسيقى عبدالوهاب بصورة كلاسيكية على البيانو، ولكنه بعد شهرين جاء وقال لى: موسيقى عبدالوهاب لا يمكن إلا أن تُسمع كما قدمها.. هى كذلك وستظل هى بكل تألقها، ولا يمكن أن أتحرك فيها أبدا.
كان شهر مارس هو الاحتفال بعيد ميلاد عبدالوهاب، وأول زيارة هذا العام لعازف البيانو الكبير رمزى يسى ليقدم حفلا لجمهوره بدار الأوبرا المصرية.
رابط دائم: