-
د. محمود حنفى: ثلاثة أسباب للنفوق منها الاصطدام بمحركات اللنشات
-
د.أحمد غلاب: تجاوز رحلات الغوص حدود المسموح يضر بالشعاب المرجانية
-
شحوط مراكب الصيد يدمر الشعاب المرجانية .. وشباك الجر تجرف أسماك «نابليون»
-
مشاهدة العرائس والدولفين تدر ملايين الجنيهات سنويا
-
لغز نفوق 11 «دولفين » فى يوم واحد بمنطقة «رأس بناس»
-
مصر فقدت 25 عروس بحر خلال 40 عاما
-
د. محمود دار: الصيد الجائر وراء مهاجمة أسماك القرش
-
السلحفاة الخضراء .. ضحية معتقدات خاطئة
-
غياب التنسيق بين الجهات المسئولة يضاعف أعداد ضحايا الأحياء البحرية
نتلقى للحكايات المتعلقة بعرائس البحر دوما، على أنها نوعا من الأساطير المختزنة بذاكرة الأجداد والجدات، لكن عندما تم إعلان نبأ العثور على إحداهن، ملقاة على أحد شواطئ القرى السياحية بالبحر الأحمر، وقد فارقت الحياة، كان الخبر حقيقة، أصابت الأوساط البيئية بصدمة كبيرة، خاصة مع وجود علامات تشير إلى أن وفاة «العروس» لم تكن طبيعية، ولأننا نقف منذ سنوات أمام متتالية عددية من حوادث النفوق والإصابات للعديد من الكائنات البحرية، أفقدت مصر خلال ستة أشهر فقط، « 14 دولفين »، 11 منها فى يوم واحد بمنطقة رأس بناس بأكتوبر الماضى .. وكذلك كان شهر مارس الحالى مسرحا زمنيا لأكثر من واقعة، إذ اكُتشف مقتل سلحفاة بحرية، وسمكتين من أنواع «نابليون» الثمينة والنادرة، فضلا عن شحوط مركب الصيد «نعمة الله» بمنطقة شعاب مرجانية .. الأمر الذى يحتم علينا التوقف لبحث ودراسة، ما الذى يحدث لكنوزنا البحرية؟
أصابع الاتهام تتجه ناحية مايعرف «بالأنشطة البشرية الجائرة»، نظرا لطبيعة هذه المناطق التى تستلزم أن يكون أى تدخل بشرى بها ــ كأعمال الغوص والصيد ــ منظما وفقا لقواعد وشروط محددة، لا تقبل التهاون أو الاهمال حرصا على عدم التسبب بأى إزعاج أو حوادث لتلك الكائنات، فعروس البحر مثلا أو حيوان «الدوجونج» من الكائنات التى وضعها الاتحاد الدولى لحماية الطبيعة، ضمن مايسمى بالقائمة الحمراء، أى لائحة الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض، والتى يتم تقييم وضعها كل عشر سنوات على الأقل.
خطأ بشرى
تضاربت الآراء ما بين الزعم بأن وفاة عروس البحر الأخيرة بمرسى علم فى سبتمبر الماضى لا تعدو أن تكون حادثة نفوق طبيعية، وما بين القول بتعرضها لحادث أدى إلى وفاتها، خاصة مع وجود آثار لعدة جروح قطعية ونافذة بمنطقة الرأس والزعانف تؤكد ذلك.. لذا قامت «تحقيقات الجمعة» ضمن بحثها عن الحقيقة، بسؤال العالم الدكتور محمود حنفى أستاذ الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس، ومستشار جمعية المحافظة على البيئة بالبحر الأحمر «هيبكا»، والذى أكد أن عرائس البحر تعد من أندر الأحياء البحرية فى مصر والعالم، وتأتى على رأس أهم العناصر المهددة بأخطار الانقراض، ففى الوقت الذى تُبذل فيه جهوداً مضنية للمحافظة على الأعداد القليلة جداً المتبقية منها فى مياه البحر الأحمر داخل المياه الإقليمية المصرية ـ حيث لا يتواجد بطول 1200 كيلومتر منها، سوى عدد محدود للغاية لا يتجاوز الستين فرداً وربما أقل ــ تأتى تلك الخسارة الفادحة للعروس التى راحت ضحية خطأ بشرى، موضحا أن الحادث نجم عن ارتطام الرأس بجسم حاد، وهو على الأغلب محرك أحد المراكب أو لنشات الغوص» الزوديك» والمزودة برفاص حركة يدور بسرعة كبيرة، لتدفع الماء بقوة، ويكون من السهل ارتطامها بأى حيوان مائى موجود بمياه البحر، مثل عرائس البحر أو الدلافين أيضا وغيرها.
عروس بحر نافقة
ويضيف الدكتور حنفى: «هناك أسباب أخرى للحوادث منها، وقوع عروس البحر فى شباك الصيد، ونظرا لضخامة حجمها ــ حيث يتراوح وزنها ما بين 500 إلى 1000 كيلو ــ فلا تتمكن من الخروج وتموت باسفسكيا الخنق، وذلك لا يمنع أن هناك أسبابا طبيعية أخرى للنفوق، بسبب كبر السن وانتهاء دورة حياة تلك الكائنات، التى يبلغ متوسط أعمارها نحو 70 سنة»، مضيفا أن دورة حياتها كذلك بطيئة جداً، حيث ان أنثى عروس البحر لا تصل إلى سن النضوج قبل عشر سنوات، بينما تستطيع الحمل وإنجاب الصغار فى عمر يتراوح بين 12 إلى 13 سنة، وتستمر فترة الحمل سنة كاملة، ثم تظل بعد الولادة تعتنى بصغيرها فى فترة حضانة ورضاعة تصل إلى عامين.
وبلغة الأرقام يشرح الدكتور محمود حنفى الأهمية الاقتصادية لكافة كائنات البحر الأحمر، سواء عرائس البحر والدولفين وأسماك القرش، والأسماك الملونة، والسلاحف البحرية، والشعاب المرجانية، حيث تعد مجتمعة أحد أهم عوامل الجذب المهمة للسياحة البيئية من جميع أنحاء العالم، وتعد هدفا أساسيا لرواد سياحة الغوص فى العالم، و«السنوركل» أى الغوص فوق الماء بالنظارة المقربة، موضحا أن مشاهدة حيوان واحد من عرائس البحر فى منطقة خليج أبى دباب فى مرسى علم يدر دخلا سنوياً على مصر يصل إلى 1٫8 مليون دولار (28 مليون جنيه مصرى تقريبا)، فهى تعد اقتصادا بدون استثمارات، ومن هنا فإن فقد واحد منها يعد خسارة لا تعوض، وكذلك بالنسبة للدرافيل، ففى بيته بخليج صمداى بمرسى علم، قدرت القيمة الاقتصادية للدولفين الواحد فى العام بأكثر من 92 ألف دولار ( مليون ونصف مليون جنيه مصرى تقريباً )، فلنا أن نتخيل كم يبلغ عائد استثمار عروس البحر والدولفين وباقى الأحياء البحرية خلال دورة الحياة الطبيعية الكاملة لكل منهم ؟
الدولفين
أقفاص حماية
مزيد من التفاصيل حول تسبب الزوديك (المركب البحرى الميكانيكى الذى يحمل رواد سياحة الغوص فى الأعماق إلى مواقع الغوص المحددة)، فى حوادث وإصابات الكائنات البحرية، يحدثنا عنها الغواص أيمن حسن طاهر، قائلا: «من المعروف أن «الزوديك» أو أى مراكب بحرية مماثلة تكون مزودة برفاصات مائية تشبه المراوح الضخمة، حيث تتحرك ماكينة الزوديك بقوة لتدفع المياه للخلف، وبالطبع تكون حركة هذه الرفاصات قوية جداً لتتمكن من أداء وظيفتها.
يضيف طاهر، أن الكثير من تلك الرفاصات يكون مكشوفا، مما يسهل ارتطام الأحياء البحرية به بقوة فتحدث الإصابات الخطيرة، التى غالباً ما ينجم عنها نفوق الكائن البحرى، سواء كان دولفين أو عرائس بحر أو أسماك أو أى أحياء أخرى، موضحا أن هناك حلولا فطنت إليها الكثير من دول العالم، حيث لجأت لتصنيع تصميمات حديثة تراعى اشتراطات الأمان وتضمن السلامة لأى كائن بحرى يقترب من المركب أثناء سيرها، وذلك بتغطية منطقة «الرفاص» بأقفاص حديدية، تسمح لها بآداء مهامها على أكمل وجه، وتضمن فى الوقت نفسه الحماية الكافية للأحياء البحرية، موضحا أنه تصميم بسيط جداً وغير مكلف، ويمكن إضافته لأى مركب «زوديك» قديم.
غياب التنسيق
أين دور الجهات المسئولة عن حماية الأحياء البحرية والتصدى للأنشطة الجائرة؟
رئيس قطاع محميات البحر الأحمر تامر كمال قال: «وقف نزيف الدم للكائنات البحرية يتطلب التنسيق والشراكة والتعاون الكامل بين جميع الجهات المسئولة المعنية فى البحر الأحمر، موضحا أنه عندما نتحدث عن الصيد الجائر كسبب أساسى فى تلك الكوارث، لابد أن نبدأ بالجهات المسئولة عن منح التراخيص الخاصة بممارسة الأنشطة السياحية والترفيهية والصيد، حيث تهتم التراخيص بالمستندات المقدمة، كإيجار مواقع تنفيذ النشاط، والسجلات التجارية، والبطاقات الضريبية واشتراكات الغرف والشركات، دون مراعاة البعد البيئى وحماية وصون تلك الأحياء، على الرغم من أن هذه الأنشطة كلها تعتمد على الثروات الطبيعية والموارد البيئية، وهو ما يتطلب ضبط إيقاع كل هذا الكم من الاستخدامات على المواقع الطبيعية فى الوقت الحالى، وتقنينه لإعادة التوازن إليه، حيث إنه بشكله الحالى يفوق، كما وكيفاً الطاقة الاستيعابية لتلك المواقع، مما يضعف قدرتها على التحمل ويعود بالسلب عليها، وعلى كل الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، التى تحتضنها فتزداد الحوادث التى تتسبب فيها، وبالتالى تقف حائلاً أمام استدامتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، محذرا كذلك من الانتهاكات التى ترتكبها مراكب الصيد والطرق غير المشروعة التى تقوم بها للوصول إلى غايتها، دون الالتزام بأى ضوابط تحقق الأمن والسلامة للحياة البحرية، وهو ما نطلق عليه «الصيد الجائر» الذى يؤدى لنفوق أحياء بحرية مهددة أصلاً بخطر الانقراض.
عروس البحر
ويشير إلى ظهور نوع آخر من الأنشطة الترفيهية، هى مراكب يتم استئجارها بغرض النزهة فى مياه البحر، إلا أنه بدأ استغلالها فى ممارسة الصيد أيضاً، والمزعج ـ كما يضيف ـ أن تلك المراكب دخلت فى منافسات فيما بينها لجذب أكبر عدد من الزبائن لممارسة الصيد عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى، وللأسف فإنها تتباهى بأن كل منها حقق أكبر كمية صيد، وهذا يمثل كارثة، خاصة أن قرارات حظر الصيد التى تصدر من هيئة الثروة السمكية، فى فترات تكاثر الذريعة كل عام لا تتطرق إلى هذا النشاط، لكونه غير مدرج ضمن الإحصائيات الرسمية لمراكب الصيد.
ضحايا بالجملة
المؤشرات تؤكد ارتفاع نسبة معدلات الصيد الجائر وبالتالى زيادة ضحاياه فى البحر الأحمر خلال العقدين الماضيين .. كانت هذه وجهة نظر الدكتور أحمد غلاب – رئيس القطاع السابق لمحميات البحر الأحمر والباحث البيئى، فى هذه الكوارث، قائلا: عانى حيوان «خيار البحر» ـ وهو كائن رخوى يعيش مستقرا بقاع البحر- الأمرين جراء الصيد الجائر، وتعرض لما هو أشبه بالإبادة الجماعية، إذ أصبح من النادر العثور عليه، بسبب القيام بصيده والتقاطه يدويا، لأهمية المواد المستخرجة منه بعد تجفيفه وطحنه والتى تستخدم كتوابل باهظة الثمن بالدول الآسيوية، كما يدخل فى تصنيع أدوية ومنشطات جنسية، على الرغم من أن وجود هذا الحيوان داخل البيئة البحرية له أهمية قصوى فى حفظ التوازن البيئى، حيث يخلص المياه من الشوائب والعكارة والمواد العضوية
ويضيف: «من ضحايا الأنشطة الجائرة أيضا يأتى الدولفين، وعلى سبيل المثال فى الأشهر القليلة الماضية وتحديدا فى 27 يناير2021 نفق دولفين، وقبله بشهر واحد فى ديسمبر نفق ذكران من الدولفين، وفى2020 تم العثورعلى عروس بحر نافقة بالإضافة إلى نفوق 14 دولفين منها 11 فى منطقة واحدة هى رأس بناس جنوب البحرالأحمر، كما نفق ثلاثة فى الغردقة من نوع الدولفين القاتل الكاذب، وأثنان من الدولفين ذي الأنف الزجاجى، وسلحفاة بحرية، علاوة على نفوق الأسماك الملونة، كان آخرها سمكتى «نابليون» النادرتين، وهى من الأسماك الكبيرة التى تعيش بين الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر، وتتميز بوجود قطعة بارزة فى مقدمة رأسها تشبه التاج، ويتميز الذكر منها بلون برتقالى رائع، بينما تتنوع ألوان الإناث بين اللونين الأزرق والأخضر، ويلجأ البعض لاصطيادها نظرا لقيمتها، حيث يزيد ثمن الكيلو جرام من لحمها مائة دولار.
سلحفاة بحرية
ويؤكد دكتور غلاب، أن الصيد الجائر هو المسئول الأول عن معظم الحوادث، قائلا: لك أن تتخيل مركباً تصطاد بطريقة «الجر»، حيث يتحرك الصياد فى مياه البحر، وهو يجر خلفه شباك صيد ضخمة تقوم بعملية «كنس» لكل ما يصادفها فى طريقها من أسماك وأحياء بحرية وسلاحف وذريعة أسماك، وقد يقع فى الشباك عروسة بحر ودولفين وسلحفاة أيضاً، وطالما وقعت فى هذا الفخ فهى ميتة لا محالة، وهذا ما يحدث كذلك فى الصيد العرضى، وبمجرد إخراج الشباك تنفق تلك الأحياء وتلقى على الشاطئ وتفقد الحياة البحرية أحياء نادرة من الصعب تعويضها بل ومن المستحيل فى ظل ندرتها، علماً بأن هذه الشباك أثناء عملية الصيد تصل للأعماق.
وقد أسهمت جائحة كورونا، من ناحية أخرى، فى تخفيف الضغوط على بيئات الشعاب المرجانية بما يعيش فيها من أحياء بحرية، والتى كانت تتأثر سلباً بضغوط كبيرة فوق طاقتها الاستيعابية، وكما يقول دكتور غلاب: « فإذا كان البحر الأحمر يحظى على امتداده بـ 120 موقعا للغوص، تقع أهمها فى الجزر البعيدة كالجفتون وقطعة أبو رماد، لا تستوعب سوى 20 ألف غطسة كمعدل آمن يحافظ على كفاءة النظم البيئية للشعاب المرجانية، إلا أن ما كان يحدث على أرض الواقع 10 أضعاف هذا العدد، وهو ما يعنى حتمية التأثيرات السلبية على تلك الشعاب والأحياء البحرية، أى أن هناك أضراراً حتمية ستلحق بها، حتى المراكب العاملة فى تلك الأنشطة يبلغ عددها 3 آلاف، وهو ما يفوق كل الأرقام الآمنة، وإن كانت الجهود قد أوقفت أى زيادات كانت تدخل عليها، والتى كانت تتراوح بين 200 و 300 مركب سنوياً.
قلة الوعى
«جرائم متكررة» فى حق الأحياء البحرية ويجب التصدى لها بقوة، كان هذا هو وصف الدكتور محمود عبد الراضى دار، مدير المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالغردقة لتلك الحوادث قائلا: فى كل مرة نفاجأ بقتل عنصر بحرى نادر، ومهدد بخطر الانقراض، وسط نقص وعى وثقافة بأهمية تلك الأحياء الاقتصادية، فالصيد الجائر للعديد من الأنواع لن تفيد صائدها مثل الدلافين والأسماك النادرة والسلاحف حتى لو بطريق الخطأ كوقوعها فى الشباك ثم موتها يمثل كارثة، كما أن هناك من الشائعات المتداولة ما يمثل خطراً آخر تسبب فى قتل العديد من السلاحف البحرية ، فهناك اعتقاد شائع لدى البعض بأن استئصال العضو الذكرى لذكر السلاحف ثم تحميصه يزيد القدرة الجنسية لدى الرجال، وكان آخر حوادث السلاحف الأسبوع قبل الماضى إذ قام أحد الهواة بقتل سلحفاة ببندقية صيد مائية (هوربون) المحظور استخدامها قانوناً، وأخرجها من الماء، ثم تبين له أن السلحفاة أنثى فألقاها فى البحر مرة ًأخرى بعد أن قتلها وانصرف، واكتشف الأمر أحد السائحين الذى كان يراقب الموقف، فقام بإبلاغ المحميات الطبيعية فى البحر الأحمر.
ويضيف أن هناك انتهاكات كثيرة خاصة فى مناطق الشعاب المرجانية، لأن هذا البحر يحوى أنواع عديدة من الشعاب المرجانية، والبعض يعتقد خطأ أن قيمة الشعاب فى شكلها الجمالى فقط ولكن الحقيقة أنها تلعب دورا مهما كمصدات طبيعية تحمى السواحل من قوى التعرية، كما توفر المأوى لأنواع كثيرة من الطحالب والصدفيات، والمرجان، ويؤكد أن شحوط مراكب الصيد يدمر حتما جزءا من هذه الشعاب.
حجر صحى
وعن جهود المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، فى إنقاذ الأحياء البحرية المصابة، يقول الدكتور دار، إن المعهد به حجر صحى خاص بالأحياء البحرية (كارانتينا) ويوجد دارسون ومؤهلون علمياً وفنياً متخصصون فى أمراض الأسماك والأحياء البحرية ومدربون على كيفية التعامل مع الإصابات والأمراض والحالات الطارئة مثل الصدمات والجروح والكسور والإصابات المختلفة والحالات المرضية الأخرى، وكثيراً ما تم علاج حالات للأسماك وسلاحف، وآخر تلك الحالات إنقاذ سمكة الشكعة الضخمة.
ينتقل مدير المعهد القومى للأحياء البحرية للحديث عن الخلل البيئى الذى يحدثه الصيد الجائر فيوضح: الصيد غير المنظم والجائر يأخذ فى شباكه حتى ذريعة الأسماك الصغيرة لعدم وجود رقابة على نوعية الشباك المستخدمة، والأنواع الأخرى، وهوما يفقد البيئة البحرية توازنها، لأنها مصدر غذاء لبعض الأحياء الأخرى، ونقص هذه المصادر الغذائية يتسبب فى تغيير سلوكيات الأحياء البحرية، وهو من أسباب هجوم أسماك القرش على هواة الغوص.
وعن الحلول المستقبلية لمشاكل إصابات الأحياء البحرية النادرة، يقول الخبير العالمى الدكتور أحمد محمد شوقى الباحث بوزارة البيئة : لابد من تشخيص حالات الأحياء البحرية فى البحر الأحمر بصفة عامة، ولتكن البداية بأندر تلك الأنواع وهى عرائس البحر، فنجد أننا رصدنا فى المسافة بين منطقة الشيخ مالك جنوب القصير وحتى وادى لحمى جنوب وادى الجمال 31 من عرائس البحر، وهذا الرقم يدل على أن هذا الحيوان البحرى نادر جداً، وفقدانه خسارة، وإذا كانت لغة الأرقام تؤكد أن منذ عام 1980وحتى الآن قد رصد نفوق 25 من عرائس البحر، بعضها بشكل طبيعى لكن البعض الآخر نتيجة حوادث آخرها منذ شهور قليلة، مشيرا إلى أن هناك حالات نفوق لم تكتشف ولم تضف لهذا العدد، وأن هناك إسعافات للحيوانات البحرية المصابة، وبالفعل نجح الكثير منها فى إنقاذ سلاحف بحرية وأحياء أخرى، والتعامل معها وفق برنامج تدريبى محدد، ودورات تدريبية نفذتها وزارة البيئة وقطاع المحميات الطبيعية لإعداد فريق من المسعفين والمنقذين وفق برنامج علمى وفنى وتقنى دقيق، كذلك من الممكن رصد حيوان بحرى مصاب وعلاجه، حيث يتحرك المسعف المدرب بناء على بلاغات يتلقاها ويتم التنسيق مع الجهات المسئولة، وفى كل مرحلة من مراحل الإنقاذ والإسعاف منذ اللحظة الأولى لتلقى البلاغ تكون هناك خطة تعامل محددة، كما أن لها محاذيرها للحد من تفاقم الحالة والبقاء على حالة الكائن البحرى فى حالة استقرار دون مضاعفات، ثم تبدأ بعد ذلك خطوات الإنقاذ والعلاج بما فيها الحالة النفسية له.
رابط دائم: