رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الإدمان» بعد الستين فى زمن كورونا

شيماء مأمون

اعتاد هارى ليبويتز (69 عاما) الجلوس فى فناء منزله الخلفى المطل على بحيرة بولاية فلوريدا الأمريكية، وهو يدخن مخدر الحشيش، الذى أصبح يداوم على تعاطيه عدة مرات فى اليوم بدلا من مرة واحدة، نتيجة العزلة التى تسبب فيها الوباء، مستغلا التصريح الطبى الذى يسمح له بتعاطى هذا المخدر، نظرا لإصابته بالعديد من الأمراض، حيث يساعده الحشيش فى الاستغناء عن كثير من الأدوية الكميائية .

ففى الآونة الأخيرة، تزايدت شعبية تعاطى «القنب» بين كبار السن فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد أن كشف المسح الوطنى لتعاطى المخدرات والصحة أخيرا بأن استخدام الماريجوانا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65عاما، قد قفز بنسبة 75% مقارنة بالعام الماضي، فى الوقت نفسه ارتفعت المبيعات القانونية لكبار السن بنسبة 20 %، وفقا لجمعية «صناعة القنب الوطنية». وعلى الرغم من عدم وجود بيانات حتى الآن، حول مدى تأثير الوباء على استخدام هذه المخدرات بين كبار السن، فإن الباحثين يتوقعون أن الأرقام ستظهر استخداما أكبر لهذه الفئة العمرية، خاصة بعد أن أظهرت العديد الدراسات الاستقصائية عن الصحة العقلية لكبار السن العام الماضي، تزايد القلق والاكتئاب خلال فترة الوباء، وهى الظروف التى كثيرا ما يشار إليها، كأسباب لخوض تجربة تعاطى الحشيش، خاصة بعد أن بلغت صناعة الحشيش القانونية 17.5 مليار دولار سنويا، فى الولايات المتحدة، وهو ما جعل من كبار السن، شريحة مهمة فى مجال تسويقه، حيث يقوم كبار تجار التجزئة بتقديم خصومات طبية تتراوح من 10 إلى 20 % خلال العطلة الأسبوعية والأعياد، بالإضافة إلى قيام البعض بتقديم خدمة التوصيل المجانى للعملاء الأكبر سنًا. فى الحقيقة ينجذب العديد من كبار السن إلى تعاطى المخدرات، بحثا عن تخفيف الآلام والقلق، خاصة بعد أن كشف تقرير صادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب، عن أن القنب قد يخفف من الغثيان والقيء من العلاج الكيميائى والتشنجات العضلية وأنواع معينة من اضطرابات النوم والألم المزمن، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع نسبة تعاطى المخدر بين شرائح المجتمع المختلفة، خاصة بين النساء وذوى الدخل والتعليم العالي، حيث تزايدت نسبة تعاطى النساء للماريجوانا أو الحشيش من 2.1 % إلى 3.8 %، بينما ارتفعت نسبة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و69 عاما، إلى 8.2 % من 4.3 %. خلال الربع الأخير من العام الماضي.

ويعزو العديد من الباحثين زيادة أعداد متعاطى المخدرات منذ ذلك الحين، الى قيام المزيد من الولايات بإضفاء الشرعية على تعاطى الماريجوانا للبالغين وإضفاء الشرعية على الحشيش الطبي. ففى نوفمبر الماضي، وافق الناخبون فى أربع ولايات (أريزونا ومونتانا ونيوجيرسى وساوث داكوتا) على الاستخدام الترفيهى له، كما فعلت الهيئة التشريعية فى ولاية فرجينيا الشيء نفسه الشهر الماضي، وبذلك يصل المجموع إلى 16 ولاية، بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا، الأمر الذى جعل من تعاطى هذه النباتات المخدرة أمرا متاحا أكثر من أى وقت مضي.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فقد أثار انتشار الإدمان وزيادة تعاطى الجرعات المخدرة، كثيرا من تعليقات من كبار السن، فقالت إليان كينت، (80 عامًا) إنها تدخن المخدر ليلا لسنوات لمجرد الاسترخاء، بعدما أصبحت تستخدمه قانونيًا لأول مرة فى يونيو الماضي، من خلال بطاقة الماريجوانا الطبية، أما باربرا بليسر (75 عامًا)، فقد عانت لسنوات عديدة من الألم والقلق نتيجة قيامها بالعديد من العمليات الجراحية. لذلك أصبحت تعتمد على خمسة مليجرامات من الحشيش الصالح للأكل، على شكل توت مغطى بالشوكولاتة صباحا ومساء.

وعلى ما يبدو، فإن لمخاوف الأطباء ما يبرره، فعلى الرغم من أن تعاطى كبار السن لهذه المخدرات قد يساعدهم التعامل مع القلق والاكتئاب بسبب الوباء العالمي، فإنه فى الوقت نفسه من الصعب الموازنة بين الفوائد والمخاطر، خاصة أن المرضى الأكبر سنًا معرضون بالفعل لحدوث تفاعلات ناتجة عن تناول هذه المخدرات، قد تفضى إلى تأثيرات سلبية خطيرة، نظرا لما تسببه لهم من ضعف إدراكي، لذلك فإن هناك ضرورة ملحة لإجراء مزيد من البحث، لتحديد ما إذا كان القنب دواء آمنا لكبار السن أم لا، فالأمر مازال فى بدايته ولم يأخذ حقه من الناحية البحثية فى الميدان الطبي، لاسيما تأثيرات المخدر على كبار السن، فى ظل الجائحة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق