ما كان المداد يستمر كل هذه العقود ليشغل صفحات وصفحات بأهم القضايا وأندر الأخبار لولا تلك الجرأة التى تحلت بها مصريات دفعهن الشغف لأن يسكن بين طيات الصحف والإصدارات المختلفة، ويدفعن بالعمل الصحفى فى مصر إلى مقام خاص، فالمرأة لها نظرة خاصة فى كل شيء، وكذلك فى أحوال الصحافة والخبر.
تأتى روزاليوسف على رأس قائمة رائدات الصحافة المصرية، فهى المولودة فى لبنان عام 1898 واتخذت من مصر موطنا وهى فى سن 14 عاما. بدأت فنانة ألهبت أيدى جمهور فرق رمسيس بالتصفيق وتنوعت بطولاتها كما فى «غادة الكاميليا» و«العشرة الطيبة». اتجهت عام 1925 إلى عالم الصحافة وكان تألقها الثانى بمجلتها «روزاليوسف». وكانت الوافدة إلى الصحافة من عالم الفن ذات عين ثاقبة بحيث اختارت الصحفى الكبير محمد التابعى ليكون قلب تحرير مجلتها. تطورت مجلتها التى بدأت فنية لتصبح أحد منابر الحوار القومى وتبنت عددا كبيرا من القضايا الوطنية. وأصبح من كتاب مجلتها الكبار عباس محمود العقاد ومحمود عزمى.
لم تخش الصحفية الرائدة شيئا فى الحق، فشقت عصا الطاعة مع حزب الوفد بعد تحالف طويل، وذلك اعتراضا على أداء رئيس الوزراء نسيم باشا. وكانت هذه مجرد معركة ضمن معارك عديدة خاضتها روزاليوسف قبل وفاتها.
رابط دائم: